مهمة «سبيس إكس كرو 6» تستمر 6 أشهر

النيادي ينطلق إلى المحطة الدولية 26 فبراير

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته مساء أمس، أن مهمة «سبيس إكس كرو 6»، التي يشارك فيها سلطان النيادي رائد الفضاء بصفة مهندس طيران البعثة 69، ستنطلق إلى محطة الفضاء الدولية 26 فبراير المقبل في تمام الـ11.07 صباحاً بتوقيت الإمارات، على متن مركبة الفضاء «سبيس اكس دراجون انديفور»، من المجمع «A39» بقاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، وتستمر لـ6 أشهر.
 
فيما ستكون هناك 3 فرص للإطلاق يمكن عبرها الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، وبنجاح المهمة ستصبح الإمارات الـ11 عالمياً بين الدول التي تنجز مهمة طويلة الأمد على متنها.
 
خطوة مهمة
 
وشارك في المؤتمر سالم المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وستيف ستيتش مدير برنامج الطاقم التجاري في مركز جونسون للفضاء، وسارة ووكر مدير إدارة مهمة «دراجون سبيس إكس»، وجون منوتالبانو مدير برنامج محطة الفضاء الدولية في ناسا، وكاثرين لودرز مدير مشارك في إدارة عمليات المهمات الفضائية في ناسا.
 
وقال المري إن مشاركة النيادي في المهمة خطوة أخرى كبيرة على طريق تحقيق الإمارات لطموحاتها الفضائية الكبيرة.
 
وأضاف أن النيادي كان احتياطياً لرائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، في أول مهمة علمية مأهولة إلى الفضاء لدولة الإمارات على متن محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019 وقد خضع لمجموعة من التدريبات صممت خصيصاً لتتناسب مع متطلبات المهمة التي سينطلق فيها في فبراير المقبل.
 
لافتاً إلى أن لديهم الآن مئات الطلبة الذين يتدربون في «مركز محمد بن راشد للفضاء» سعياً بتحقيق حلم أن يصبحوا رواد فضاء والمشاركة في تحقيق طموحات الإمارات الفضائية، وتطرق المري في مداخلته إلى جهود «مركز محمد بن راشد للفضاء» ومسيرته في احتضان «برنامج الإمارات الوطني للفضاء».
 
نجاحات كبيرة
 
من جهته أوضح النيادي أن البرنامج الفضائي الإماراتي متنوع وحظي بنجاحات كبيرة، وأنه كان له الشرف مع هزاع المنصوري، الوجود في مهمة «طموح زايد»، التي انطلقت في عام 2019، وفيما يخص المستقبل، بين أنه يحلم برؤية علم الإمارات على القمر في أسرع وقت ممكن محمولاً على كواهل إماراتية، وتابع: إن الإمارات تقوم بعمل رائع فيما يخص طموحاتها الفضائية، وإنها قادرة على مواصلة إنجازاتها في هذا القطاع، وتجاوز القيود وتحطيم كل الحدود.
 
وعن أصعب التحديات التي يشعر بها النيادي حيال هذه المهمة قال: «إن الوصول إلى هذا المستوى من الثقة بسبب التدريب الذي تلقوه والمعرفة التي تراكمت لديهم أثناء التدريب هو أمر رائع، ولكن بالطبع لا يزال ثمة شعور، لا أود أن أسميه الخوف، ولكنني سأقول الاحترام.
 
وفقاً للفظ الذي اعتدنا على استخدامه أثناء التدريبات، احترام كل شيء، احترام الصاروخ الذي سيطلق مهمتنا الفضائية، احترام الكبسولة الفضائية، ويبقى طول المهمة هو التحدي الأكبر»، منوهاً بأنه سيقضي ستة أشهر كاملة بعيداً عن أفراد أسرته، وهي تجربة يخوضها لأول مرة، وأنه يفكر في البعد عن العائلة وفي كيفية البقاء على اتصال بهم طوال فترة المهمة، ثم مشاركة هذه اللحظات الرائعة بعد العودة إليهم.
 
شعار المهمة
 
وقال النيادي متحدثاً عن كيفية وسبب اختيار شعار «التنين» كشعار للمهمة، انهم عندما فكروا في البحث عن شعار للمهمة، بدأوا بالحديث عن المهمة وعناصرها المختلفة، وأحبوا اسم «ديسكفري» ثم فكروا في شعار «التنين» وهو يمثل شكلاً رائعاً كشعار للمهمة، وبات شكل التنين هو العنصر الرئيسي في الشعار.
 
وأجاب النيادي عن سؤال يتعلق بقضاء شهر رمضان أثناء مهمة «سبيس إكس كرو 6»: فقال «أرى المشاركة في هذه المهمة ميزة عظيمة ومسؤولية عظيمة وسنشهد خلال فترة المهمة مناسبات إسلامية جليلة كشهر رمضان وعيد الفطر المبارك».
 
وسينطلق النيادي في رحلته ضمن فريق يضم 4 رواد فضاء رئيسيين هم: أندري فيدياييف، اختصاصي البعثة، ووارين هوبرغ «وودي»، ربان المركبة، وستيفن بوين، قائد المهمة، وسلطان النيادي، اختصاصي البعثة، والذين أجروا الكثير من التدريبات خلال الشهور الماضية استعداداً لهذه المهمة النوعية، والتوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي.
 
تدريبات متقدمة
 
وأنهى النيادي برفقة طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6»، كافة التدريبات قبل الانطلاق على متن مركبة الفضاء «سبيس اكس دراجون انديفور»، حيث خاضوا العديد من التدريبات المتنوعة في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، ومن بينها كيفية تشغيل مركبة «سبيس إكس كرو 6».
 
بالإضافة إلى الكثير من التدريبات خلال الشهور الماضية استعداداً لهذه المهمة النوعية، من بينها تدريبات داخل نموذج مركبة «دراجون» الفضائية في هوثورن بكاليفورنيا.
 
وشملت التدريبات المتقدمة للفريق كذلك الوجود في مركز رواد الفضاء الأوروبي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية للتعرف إلى القسم الأوروبي في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على التجارب العلمية والحمولة التي ستكون خلال البعثة 69 للقسم الأوروبي، فضلاً عن قضاء الفريق أسبوعاً تدريبياً في وكالة أبحاث الفضاء اليابانية «جاكسا»، بالإضافة إلى التدرب على المهمات الروتينية التي يقوم بها الرواد على متن المحطة.
 
معارف جديدة
 
وتضمنت التدريبات المتقدمة أيضاً التعرف إلى وحدة «كولومبوس»، على متن محطة الفضاء الدولية، وتدريبات مختبر الطفو المحايد، الذي يعد أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لمهمات السير في الفضاء، فضلاً عن تدريبات عملية على طائرة T38، والتعرف إلى إجراءات الطوارئ في القسم الروسي على متن المحطة الدولية.
 
وصولاً لتدريبات تخص جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، وكيفية استخدام الأجهزة والمعدات الموجودة داخلها، وتدريبات النجاة في حال الهبوط الاضطراري للكبسولة، والتقاط مركبة الشحن «سيغنوس»، باستخدام الذراع الآلية «كندا آرم 2»، البالغ طولها 17 متراً، التي تستخدمها المحطة الدولية في العديد من الوظائف، منها إطلاق والتقاط الأقمار الصناعية، ومن بين التدريبات النوعية المهمة، رحلة قطعها سلطان النيادي لأكثر من 40 ألف كيلومتر، شكلت دورة كاملة حول الأرض.

5 سنوات
 
وقضى سلطان النيادي مع زميله رائد الفضاء هزاع المنصوري تدريبات متواصلة بدأت قبل 5 سنوات، في إطار إعدادهما لرحلات الفضاء البشرية طويلة المدى، خاض خلالها تدريبات مكثفة حتى حصل على شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا» وإكسابهما العديد من الخبرات الاحترافية، التي تؤهلهما لإجراء مهمات متقدمة وتشغيل مكونات محطة الفضاء الدولية.
 
ومن بينها التدريبات بمركز «يوري غاغارين» لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو، وفي مركز جونسون للفضاء، فضلاً عن تدريبات في هيوستن الأمريكية، وكولن في ألمانيا، وذلك ضمن اتفاقيات شراكة مع كبرى الوكالات الفضائية، وهي ناسا، والوكالة الأوروبية «إيسا» واليابانية «جاكسا».
 
وتأتي هذه الخطوة بهدف تطوير إمكانات رواد الفضاء الإماراتيين وقدراتهم حتى يصبحوا «مشغلين» لمحطة الفضاء الدولية، فيما شكل ذلك محطة جديدة متقدمة وناجحة في برنامج الإمارات للفضاء، الذي أفرز فريقاً وطنياً يتكون من 4 رواد فضاء، تم تأهيلهم وتدريبهم بشكل احترافي ومتقدم.
 
تجارب علمية
 
تحدث سلطان النيادي عن التجارب العلمية التي خضع لها أثناء التدريبات قبل انطلاق مهمة «سبيس إكس كرو 6»، فقال: «خضعنا لبعض التجارب العلمية المتعلقة ببعض العلوم، كالطفو وحركة الموائع وتجارب أخرى عن الاحتراق ومدى قابلية بعض الأجسام للاشتعال عند انطلاق المهمة.
 
وتُعد هذه هي أهم الاختبارات العلمية التي تلقيناها. وعلاوة على ذلك فقد خضعنا لبعض عمليات الرصد، مثل رصد كتلة الجسم ومؤشراته وقياساته المحتملة أثناء المهمة إنها جميعاً أنواع من التجارب العملية الرائعة التي خضناها أثناء التدريبات».
 
وقال النيادي مجيباً عن سؤال يتعلق بأهم الأغراض والمتعلقات الشخصية التي سيأخذها معه أثناء المهمة، فقال: «أحب لعبة «الجوجيتسو» لذا، سأصطحب معي أدوات هذه اللعبة لأمارسها أثناء المهمة، وسآخد معي أيضاً الصاروخ «1010»، إضافة إلى كاميرا لالتقاط الصور للحظات الأولى لانطلاق المهمة، ثم مشاركتها مع جميع أحبائي بعد عودتي».
 
Email