مثقفون: دبي منارة ثقافية عالمية بوصلتها الصدارة وهدفها الريادة دائماً

أكد عدد من المثقفين والإعلاميين، أن دبي ترسخ مكانتها العالمية وصدارتها في كل عام، ضمن مختلف الميادين، وعلى رأسها الإبداع والثقافة، وهو ما تجلى في صدارتها عربياً وإقليمياً في «مؤشر القوة التنافسية العالمية للمدن 2022»، الصادر عن معهد الاستراتيجيات الحضرية – مؤسسة «موري ميموريال» اليابانية.
 
 
والذي يصنّف أبرز المدن العالمية من حيث «جاذبيتها» أو «قدراتها التنافسية»، فمن ضمن مجالات صدارتها العديدة في المؤشر، حلت دبي في المرتبة الرابعة عالمياً في «محور التفاعل الثقافي».

فخر
 
 
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة رفيعة غباش مؤسس متحف المرأة، عضو مجلس الأمناء في «مؤسسة الإمارات للآداب»، أن حلول دبي في المركز الرابع عالمياً في «محور التفاعل الثقافي»، خبر مفرح لكافة المبدعين في الإمارة. وحسب رأي غباش، فعلى دبي أن تفتخر، ليس بأنها احتلت المركز الرابع، بل لأن معظم النشاط الثقافي نابع من المجتمع المدني، وهذا له أهميته الكبرى.
 
وأضافت: لدينا فعاليات ومؤسسات عديدة، ومنها مؤسسة العويس الثقافية، ومهرجان الإمارات للآداب، وأنا أرى في ذلك مؤشر جداً مهم، إذ نلحظ تحرك المجتمع ليقتات من الثقافة، ويأتي متحف المرأة، وهو حقيقة نموذج مختلف عن المتاحف في الوطن العربي وفي العالم، إذ يضم 6 قاعات، وله أنشطة عديدة، لكن سعادتي بأكثر من ذلك، سعادتي الحقيقية، هي المبادرات المجتمعية المدعومة من الحكومة بشكل أو بآخر.
 
وأشارت إلى أنها أنتجت فيلماً عن دبي اسمه «دبي المبروكة»، شاهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تؤكد فيه أن دبي فعلاً مباركة ومتفردة، ففيها الاقتصاد الحيوي المتنوع، وبنى تحتية غير موجودة في أرقى البلدان العربية والغربية.
 
مؤكدة أن تلك المؤشرات والمعايير المعتمدة في تصنيف وقياس مدى التفوق الثقافي، قائمة على عدد المعارض والكتب، وغيرها من الأمور الإبداعية، وهو ما تتميز به دبي، ولكنها تتفرد أيضاً بكونها، وعلى أرض الواقع.
 
كما نعايش ونختبر جميعاً، أنا وكافة المعنيين بالجانب الثقافي في الدولة، تحقق نجاحات مذهلة في هذه الصعد، مصدرها زخم الإبداع والفكر المتأصل في المجتمع، وعلى سبيل المثال، عندما أكون في معرض للكتاب، أرى طابوراً من 200 طالب ينتظرون توقيع كاتبهم المفضل على الكتاب، وهذا يحدث في دبي، ويعد مؤشراً كبيراً على التفاعل النوعي للمجتمع مع الثقافة.
 
فرس جامحة
 
 
 
بدوره، قال الكاتب الإماراتي علي أبو الريش: «أصبحت دبي اليوم منارة عالمية في المنطقة والعالم، في المجالين الثقافي والاقتصادي، وهما ضلعان لمثلث واحد، هي دبي، لذلك أصبحت الإمارة فرساً جامحة في الوعي الوطني، تبلغ أعلى مراتب التميز، ويشهد على ذلك مكتبة محمد بن راشد العظيمة، التي تشكل معلماً حضارياً وثقافياً منيراً في الأرض قاطبة، وسيبقى في ذاكرة الإنسان، وإضافة نوعية لهذه المدينة العريقة».
 
وأوضح أن ما حدث في «إكسبو 2020 دبي»، خلب لب العالم في مشهده الثقافي قبل الاقتصادي، وكل من زار المعرض، لاحظ المعالم الثقافية التي تعرضها كل الأجنحة، دون استثناء، مبيناً أن دبي تبرهن يومياً على أنها واحة الفنون والابتكار، والحضارة العريقة والقيم والثقافة.
 
وأضاف: «في الماضي، كانت هناك إشعاعات عربية للثقافة من بعض البلدان، لكن دبي الآن، هي التي تقدم وتولد إشعاعات الحضارة بشكل محدّث وقوي، وعلى نطاق واسع، لأن من يقود هذه الفرس الجامحة، هو في الحقيقة فارس وشاعر ومثقف، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي يسعى لأن تكون كل الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، منارة للثقافة والمعرفة».
 
أثر كبير
 
 
من جانبها، قالت المخرجة نجوم الغانم: ليس غريباً على مدينة دبي، أن تكون في الصدارة في الشأن الثقافي والفني، فقد تركت الأنشطة التي صاحبت «إكسبو 2020 دبي»، أثراً كبيراً في الناس من مختلف ثقافات العالم، وساهم ذلك في رفع اسم دبي عالياً، ضمن المدن التي تسعى لاستثمار الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية، للتواصل مع شتى فئات المجتمع.
 
وكانت دبي في العام الماضي، قد حصدت المركز الثاني كوجهة عالمية في مشاريع الاستثمار الأجنبي في الصناعات الثقافية والإبداعية، وقد تجاوزت في الترتيب مدناً عريقة في هذا المجال، وقد تقدمت على نيويورك وبرلين وسنغافورة.
 
وتابعت: نشيد بالجهود الدؤوبة لمؤسسات ثقافية فاعلة، مثل هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وبجهود سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة الهيئة، وفريق عملها المجتهد على الدوام في تقديم الأنشطة الثقافية بطابع جذاب وقريب من الناس. ولا أنسى كذلك الدور الذي يلعبه مهرجان طيران الإمارات للآداب، أحد أهم التظاهرات الثقافية في العالم والشرق الأوسط.
 
والذي ساهم، ومنذ انطلاقته عام 2009، في وضع اسم دبي على خارطة أهم مدن العالم التي تستقطب عشاق القراءة. والحديث يطول عن الكثير من التظاهرات الثقافية والفنية، التي تسعى المؤسسات الثقافية في دبي، على اختلافها، في ترسيخ الأنشطة الثقافية والفنية في الإمارة، وأذكر منها مؤسسة السركال، وآرت دبي، وغيرها الكثير.

مكانة عالمية
 
 
من جهته، أشار الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، إلى أن دبي ترسخ مكانتها المتقدمة، وقدرتها التنافسية، يوماً بعد يوم، ليس في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة التي تميزت وأبدعت فيها، وإنما في المجالات الأخرى، وعلى رأسها الثقافة والفنون والإبداع بمختلف أشكاله.
 
وأضاف: يأتي تربع دبي على عرش المرتبة الرابعة عالمياً في محور التفاعل الثقافي.
 
ضمن مؤشر القوة العالمية للمدن، ليؤكد مكانة المدينة العالمية، ويثبت أنها منافس قوي على خارطة الدول المتقدمة، ولعل هذا الزخم الذي تشهده دبي في مجال نشر الثقافة والمعرفة، من فعاليات ثقافية ومهرجانات ومعارض وندوات وأنشطة فنية، في بيئة تضم 200 جنسية، المسوغ لحلول دبي في هذه المكانة التي استحقتها عن جدارة.
 
وتابع: إن دبي ليست فقط مجرد سوق كبيرة للتجارة، وهي ليست محطة يقصدها السواح من شتى أنحاء العالم، ولكنها بيئة للإبداع الثقافي والفني، الذي هو أجمل وأرقى ما يتطلع إليه البشر، وكل هذا تحقق بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في بناء هذه الإمارة الفريدة والمتميزة، في نموذجها الذي تحاول الدول والمدن الأخرى استلهامه وتقليده.
 
إنجازات متفردة
 
 
من جهته، أكد الباحث والمؤرخ الدكتور حمد بن صراي، أن هذا الإنجاز ليس بجديد ولا غريب على إمارة دبي، وقيادتها الرشيدة، التي وضعت نصب عينيها تحقيق الإنجازات المتفردة عالمياً.
 
وتابع: أعتقد أن الجانب الثقافي ميدان تنافسي كبير، يتم عن طريقه معرفة الجانب الفكري للوضع الاقتصادي المتميز للإمارة، وأثبتت دبي التوافق الكبير بين النهضة الاقتصادية والثقافية.
 
يظن الناس أن نجاح الجانب الاقتصادي، يأتي على حساب الجانب الثقافي، ويعتقدون أنهما متضادان، لتأتي دبي وتثبت العكس، وأنهما متوافقان ومتصلان، وأن النهضة الاقتصادية لا تستغني أبداً عن النهضة الثقافية، فكلاهما في دبي، يحلقان لتحقيق الإنجازات، واقتناص المراكز الريادية، وأتمنى لهذا التحليق، في ظل هذه القيادة الرشيدة، الاستمرار في التقدم، وإحراز المرتبة الأولى في القريب العاجل.
 
مصادر قوة
 
 
قال الشاعر الدكتور ذياب غانم المزروعي: «تعتبر الثقافة من أولى وأهم مصادر القوة الناعمة، وأحد أبرز العناصر الجاذبة فكرياً وثقافياً لشعوب العالم، وما حققته دبي من تقدم على مؤشر القوة التنافسية العالمية للمدن 2022، ينبثق من رؤية جلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتوجيهاته السامية، ضمن منظومة استراتيجية متكاملة، جعلت من دبي مركزاً ثقافياً عالمياً.
 
وذلك من خلال المبادرات التي تفردت بها إمارة دبي، كمبادرة صناع الأمل، التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
 
حيث تهدف إلى غرس ثقافة الأمل والاحتفاء بجنود الإنسانية في الوطن العربي، من خلال تسليط الضوء على مبادراتهم ومشاريعهم الإنسانية والإغاثية والمجتمعية والتطوعية، ومشاركة قصصهم وتجاربهم الملهمة، وكذلك مبادرة مليون مبرمج عربي، والتي تهدف إلى تزويد الشباب العربي بالقدرات والمهارات الأساسية التي سيحتاجونها لفرص عمل المستقبل، من خلال دورات تدريبية عبر الإنترنت.