مثقفون: «الاتحاد» أرسى أرضية راسخة لحراك إبداعي حقيقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة أرضية صلبة لإطلاق حراك ثقافي وفني وفكري نوعي في الدولة.

وبقيام الاتحاد، شهدت الحركة الثقافية نشاطاً مضاعفاً وملحوظاً، لم يلبث أن نما وازدهر، حتى أمكنه وضع الإمارات في مكانة هامة ومتقدمة على مستوى الثقافة والفنون.

هذا ما أكده المثقفون، الذين رأوا أن الاتحاد مثل بداية البدايات في إرساء حراك ثقافي وفني وفكري حقيقي. ورغم أن أرض الإمارات كانت غنية بالمبدعين، إلا أن ما وفرته الدولة، بفضل الاتحاد، واحتضانها للمثقفين والفنانين والفعاليات المتعلقة بهذا القطاع، قاد إلى نهضة حقيقية.

تشجيع

وقال علي عبيد الهاملي: «رغم أن التعليم النظامي بدأ في الإمارات قبل قيام الاتحاد، ورغم أن فضاء الشعر كان عامراً بالكثير من الشعراء قبل قيام الاتحاد، ورغم أن أقلاماً كثيرة كانت ترفد الساحة الأدبية بإنتاجها الأدبي قبل قيام الاتحاد، إلا أن قيام الاتحاد أحدث نقلة نوعية وكمية في الحراك الثقافي والأدبي والفكري في الدولة، خاصة مع الدعم الكبير الذي قدمته الدولة للتعليم بمراحله المختلفة، وابتعاثها للكثير من أبنائها لمواصلة تعليمهم الجامعي في الخارج قبل إنشاء الجامعات الحكومية والخاصة على أراضيها.

وقد كان لإنشاء وزارة تعنى بالإعلام والثقافة عند قيام الدولة دور كبير في دعم الجانبين؛ جانب الإعلام وجانب الثقافة، فقد شجعت الدولة الإبداع والمبدعين، وأنشأت المسارح ودعمت الفرق المسرحية، ونهضت الصحف بدورها فأصدرت ملاحق خاصة للثقافة وصفحات للشعر الشعبي، ودعمت الوزارة الفنانين التشكيليين والموسيقيين وأصحاب المواهب الغنائية، وقدمت لهم كل ما يحتاجونه لرعاية مواهبهم وصقلها وتقديمها للجمهور وضمان انتشارها.

وأضاف: كل هذا الاهتمام والدعم، وهذه العناية التي وجدها المبدعون من أبناء الإمارات، على اختلاف مجالات إبداعهم، نهض بالحراك الثقافي والفكري والفني في الدولة، فما كان لمبدعي الإمارات أن يصلوا إلى المكانة التي وصلوا إليها لولا ذلك، وأن يعبروا بإنتاجهم الأدبي والفكري والفني حدود الوطن، ليصلوا بهذا الإنتاج إلى كل مكان.

وتابع: لهذا، ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الاتحاد الحادي والخمسين، نسجل آيات الشكر والامتنان للاتحاد الذي هيأ الفرص لمبدعي الدولة، ومهد لهم الطرق، وأحدث نقلة نوعية وكمية في الحراك الثقافي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة.

دعم وتمكين

وقال الخبير الثقافي خالد الظنحاني رئيس مؤسسة غبشة الإماراتية، بمناسبة اليوم الوطني الواحد والخمسين لدولة الإمارات: نهنئ هذا الوطن الغالي بوحدته واتحاده العريق والصامد والواعد، ونهنئ أنفسنا بهذا الوطن المعطاء الذي يصبو دائماً وأبداً لتقلد أعلى مناصب الريادة ويسعى لتمكين الطاقات المبدعة فيه بفضل قيادتنا الرشيدة التي تعتبر الإنسان الثروة الحقيقية لهذا الوطن ومحرك الإبداع والنهضة والتألق.

وأضاف: إن اتحاد دولة الإمارات لم يدخر جهداً في الاستثمار في رأس المال البشري والسعي الدؤوب إلى إطلاق العنان للطاقات الواعدة فيه حتى تكشف عن مواهبها، وتصقل مهاراتها، وتضيف لبنات قيمة لبناء صرح هذا الاتحاد، الذي منذ نشأته عمل على النهوض بالحراك الثقافي.

وتقديم الدعم والتمكين للمثقف ليكون في مقدمة الكواكب التنويرية في هذا المجتمع المتجذر في تراثه، والوفي لهويته، والتواق للتنوع الثقافي، والتلاقح الحضاري، وترك بصمة ثقافية للإمارات العربية المتحدة على الصعيد المحلي والعالمي من خلال تجاربها الثقافية الواعدة في مجال معارض الكتب والمسرح والسينما والموسيقى والشعر والرواية والقصة والفن التشكيلي وغيرها من المجالات المكونة للفسيفساء الثقافية الإماراتية، الذي منحها هذا الاتحاد زخماً كبيراً من القوة والطموح وشد عودها حتى باتت اليوم أهل للتميز والمنافسة والتألق والتفرد.

وتابع: إن تعزيز التقدم الفكري المستمر وتحقيق نهضة ثقافية شاملة وطموحة، رهانات بذرها الاتحاد في دولة الإمارات وسقاها من روح المجد ورحيق التعطش للتميز والتألق، فأثمرت بفضل دعم ومباركة القيادة الرشيدة لها، مجتمعاً متماسكاً مسكوناً بحب المعرفة وشغوفاً برفع راية الوطن عالياً في كل المحافل المحلية والعالمية، سواء أكانت ثقافية أو اقتصادية أو فكرية أو غيرها، فأبناء زايد جعلوا من الاتحاد وعاء راعياً للتقدم والتألق على مختلف الصعد.

وأردف: لعل من أسمى القيم التي قطع فيها اتحاد دولة الإمارات أشواطاً مشرفة ومبهرة، بناء وعي الأجيال بوجه سليم ومتوازن مليء بالقدرة على العطاء المثمر، فأجيال اليوم في دولة الإمارات عاشوا وتربوا على حب تراثهم، وتمسكهم بهويتهم، واعتزازهم بثقافتهم، وولائهم اللامتناهي لوطنهم، وإيمانهم بالاختلاف والتسامح، وحب التفاعل المثمر مع الآخر المختلف، والشغف بالنهل من ثقافات عدة، والتعلق العميق بالصدارة، فهؤلاء هم أبناء «زايد الخير».

وختم: حفظ الله الوطن وقائد الوطن وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأدام الله على دولتنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.

بداية البدايات

وقال د.هيثم يحيى الخواجة: «لقد عكس قيام الاتحاد حراكاً إيجابياً في مجالات الحياة كلها، وكان للثقافة نصيب كبير مما أفرزه الاتحاد من إيجابيات ويكفي أن أقول إن الحراك الثقافي بدأ تطوره وازدهاره بصورة لافتة كماً ونوعاً في بداية السبعينيات».

وأضاف: لا ريب في أن القيادة الرشيدة بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولت الثقافة اهتماماً خاصاً ودعماً فياضاً.

وهذا الرأس لم ينشأ من فراغ طالما أن المشهد الثقافي يتضمن أدلة وبراهين لا تعد ولا تحصى، فبعد قيام الاتحاد وضعت وزارة الثقافة استراتيجية وخطة تشغيلية لدعم الثقافة، فاستقطبت الفنانين والمسرحيين والمثقفين، وابتعث الطلاب للدراسة ونفذت ورشات ودورات تخصصية، عدا عن المحاضرات والنشاطات الثقافية.

وبعد الاتحاد انطلقت أيام الشارقة المسرحية فحققت موقعاً في الوطن العربي لم يستطع أحد الوصول إليه. وبعد الاتحاد نشطت الأندية والفرق المسرحية وأقيمت الصروح الثقافية لتسهم في الحراك الثقافي، حيث برزت جوائز نوعية وازداد عدد المطبوعات عشرات الأضعاف.

وبعد الاتحاد قامت الجمعيات التراثية، وغدا الاهتمام بالتراث منهجاً ضرورياً للحفاظ عليه لكونه يبرز الهوية الوطنية، ولم لا يكون ذلك والشيخ زايد باني الاتحاد رحمه الله قال:

«من لا ماض له لا حاضر له»، أليست معارض الكتاب وعلى رأسها معرض الشارقة الدولي للكتاب تعبر عن حراك ثقافي نوعي، وماذا عن المكتبات.

وفي مقدمتها مكتبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبيت الحكمة ودار القاسمي. وماذا أيضاً عن المتاحف والمهرجانات والمؤتمرات، كل ما تقدم خير شاهد على الخطوات النوعية الكبيرة التي شهدها الحراك الثقافي بعد قيام الاتحاد.

Email