عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لـ «البيان»:

الذكاء الاصطناعي يعزز تنافسية الإمارات عالمياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد البروفيسور فخري كراي، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيس للتحول والتطور واكتساب المزايا التنافسية في الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن مراكز الأبحاث ومؤسسات التعليم العالي تلعب دوراً محورياً في دعم طموحات دولة الإمارات.

وقال لـ«البيان»: إن الذكاء الاصطناعي يعزز تنافسية الإمارات عالمياً كما أن البحث العلمي لا يكون مجدياً دون حشد الجهود والتعاون، حيث إن المؤسسات التي تنجح في تأسيس نظم بحثية فإنها تستقطب أبرز الباحثين من القطاعين العام والخاص، وبذلك تقف أمام آفاق زاخرة بالفرص التي تمهد طريقها نحو التقدم والتطور، بوتيرة أسرع من نظيرتها التي تعتمد على نفسها فقط لإجراء البحوث، ويجب النظر إلى تنوع المجالات البحثية وتأثيرها الكبير على حياتنا، حيث يتعين أن تخضع مؤسسات الأبحاث للمساءلة حول جودة أبحاثها.

واعتبر الذكاء الاصطناعي الأكثر حضوراً في معظم مجالات وأنشطة الاقتصاد، حيث تقدر شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» ومقرها لندن بأنه، سيساهم بأكثر من 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأنه يقدم فوائد ملموسة للمستخدمين ضمن عدد من القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، والنقل، والتصنيع. ويواصل لعب دور هام على المديين القصير والطويل، ودعم العديد من التقنيات المبتكرة في معظم قطاعات الاقتصاد.

الشركات الناشئة

وأشار البروفيسور فخري كراي إلى أن الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي واسعة للغاية، وتغطي جميع القطاعات، وأن الشركات الناشئة في الإمارات ستتمكن من إطلاق منتجات وخدمات جديدة، مما يحفز وتيرة نموها بتكلفة أقل، والمنافسة بكفاءة عالية في قطاعات أعمالها، مضيفاً أن المؤسسات الحكومية أيضاً ستتمكن من «رقمنة» الخدمات العامة مع تفعيل منظومة المدن الذكي، والتي تشكل عماد المستقبل المنشود، بالإضافة إلى تمكن قطاع الرعاية الصحية على غرار برنامج «الجينوم الإماراتي» بالارتقاء بسبل الرعاية، ويقود ذلك إلى تحسين القدرة على التوقع والوقاية والعلاج من الأمراض المزمنة والوراثية التي استعصت على العلم حتى الآن، مع تسريع وتيرة التحول نحو الطب الدقيق.

الأولى عالمياً

وأضاف تعتبر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من استراتيجية دولة الإمارات الرامية إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للبحوث والمواهب والشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمسؤولية تدور في صلبها حول صقل المهارات وتأسيس كوادر بشرية قادرة على معالجة التحديات وتجاوز العقبات وبلوغ النجاح، لا سيما أن هذه الكوادر ستحمل راية التطوير والتقدم، مشيراً إلى أن ما يميز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عن غيرها بأنها أول جامعة للدراسات العليا على مستوى العالم المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، وهي معنية بتوجيه بحوثها نحو إيجاد حلول مبتكرة للتحديات في عالم اليوم.

البحث العلمي

وحول وتيرة تطور البحث العلمي، وتوافقها مع رؤية الحكومة الإماراتية أكد البروفيسور كراي أن دولة الإمارات سطرت اسمها بأحرف من ذهب عالمياً بفضل رؤية قيادتها الرشيدة التي تتسم بالوضوح والاستباقية، وتواصل الدولة ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للذكاء الاصطناعي، وقد حددت فعلياً القطاعات ذات الأولوية التي يتعين دفع عجلة تقدمها وتطورها استناداً إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي، وتشمل هذه القطاعات الموارد والطاقة، والخدمات اللوجستية والنقل، والسياحة والضيافة، والرعاية الصحية، والأمن السيبراني، مضيفاً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة من أبرز سمات الحياة في دولة الإمارات مستقبلاً، إلا أن ذلك لا يعني إهمال القطاعات الأخرى، حيث تبدو الجهود البحثية بوضوح في مجالات أخرى على غرار البيئة والاقتصاد والاستدامة المالية والتعليم، وغير ذلك من المجالات الحيوية.

نظريات

وعن البحوث الجارية حالياً في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، قال: يعكف الباحثون وأعضاء هيئة التدريس على إجراء البحوث سواء التطبيقي أو الأساسي، ويعملون على الخروج بنظريات وخوارزميات جديدة للتعامل مع قضايا التعقيد والحوسبة وتخزين البيانات في تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي، كما ينشئون أدوات متطورة لاستخدامات فاعلة على أرض الواقع بما في ذلك مجالات الطب والنقل والخدمات اللوجستية وأنظمة الاستدامة، كما ابتكر فريقنا أدوات داعمة للتصنيع، وإدارة سلاسل التوريد، وهي تساعد في تصميم الآلات ذاتية العمل، وغيرها

وقال: «من الأهمية تحديد مجالات الأبحاث القادرة على إيجاد حلول فاعلة لمجموعة من القضايا الواقعية وتضمن التقدم الاقتصادي وتعود بفائدة مباشرة على المجتمع، وبهذا نعمل في إطار هدف محدد يتمثل في جعل دولتنا من أوائل الدول التي تتبنى الذكاء الاصطناعي التطبيقي، بالإضافة إلى إبرام علاقات شراكة وثيقة والتعاون مع المؤسسات والشركات والجهات الحكومية لتعزيز معارف الذكاء الاصطناعي».

وشدد على تبادل المعرفة في مسارين، ويعني ذلك أن الباحثين يجمعون المعلومات حول التساؤلات المطروحة ويضعون خططاً متكاملة الأركان لإجراء بحوث تجيب عليها ويطلعون بشكل مباشر على ما يحتاج إلى معرفته الممارسون وصانعو السياسات والجمهور العام، ومن خلال تبادل الرؤى والآراء مع صانعي السياسات والممارسين في البداية، نتيقن من قدرة البحث على معالجة القضايا الرئيسية، ونجاحنا بتغطية كل العناصر الضرورية دون إغفال أي منها، كما يقود تمكين الأطراف المعنية من المشاركة في وضع أسس البحث منذ مراحله الأولى إلى البدء باستقطاب الاهتمام إلى عملنا منذ بدايته، وبالتالي تأسيس جمهور يروج للنتائج التي خرجنا بها ويناقشها مع الآخرين.

استدامة البيئة

وحول دعم الذكاء الاصطناعي للاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية الحيوية، والمساهمة في الحفاظ على الطبيعة لأجيال المستقبل، أكد البروفيسور كراي أنه يمكن التحول إلى أداة لدعم استدامة البيئة وتقديم حلول تحمي البيئة الطبيعية لأجيال اليوم والمستقبل ويعتبر تقليص استهلاك «مراكز البيانات للطاقة التي تعتبر من أكثر المرافق استهلاكاً للطاقة حول العالم» وأحد أهداف الشركات التقنية الكبرى، وقد ساعدت شركة «ديب مايند» التابعة لغوغل، الشركات على تقليص استهلاكها للطاقة بنسبة 40%، الأمر الذي عزز كفاءتها في استهلاك الطاقة مع الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، كما سيلعب تحسين المسار باستخدام أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، وتطوير المركبات الكهربائية ذاتية القيادة دوراً في تقليل استخدام الوقود ضمن شبكات النقل، مما يساعد على تطوير شبكات ذكية لنقل الطاقة الكهربائية في تعزيز استدامة البيئة.

ابتكارات

أشار البروفيسور فخري كراي إلى أبرز الأنشطة البحثية الطلابية في الجامعة وهي جزء من مشاريع التخرج، حيث يستخدم الطلبة في سياقها أدوات الذكاء الاصطناعي لمعالجة مشكلة محددة أو التعامل مع نظام مستعصٍ، حيث يكون استخدام الموارد الحاسوبية محظوراً، أو عندما يكون تطبيق النظام على منطقة مقيدة أمراً غير ممكن، ويجري تطبيق بعض هذه المشاريع البحثية في قطاع الرعاية الصحية، وتغطي مجموعة منها إنترنت الأشياء، في حين تشمل مشاريع أخرى في مجالات التواصل والنقل.

Email