تشكل 50 % من إجمالي الشركات المسجلة بالإمارة

دبي منصة الشركات الناشئة إلى العالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً وعاصمة المبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة، في مختلف القطاعات، بفضل رؤيتها المستقبلية المرتكزة على الاقتصاد القائم على المعرفة، ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة» التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، تشكّل الشركات الناشئة الآن 50 % من إجمالي الشركات المسجّلة في الإمارة، وتوظّف نصف القوى العاملة فيها.

وقال سعيد الفلاسي، المدير التنفيذي لقطاع تصميم ومسرعات المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل، شهدت دبي خلال السنوات الأخيرة نجاح العديد من الشركات الناشئة بالتحول إلى شركات مليارية مثل «كريم» و«انستاشوب» و«ميديا نت» و«سوق.كوم» و«دوبيزل» وغيرها الكثير من الشركات، بالإضافة إلى العديد من عمليات الاستحواذ الضخمة التي سجلتها شركات تكنولوجية متخصصة في العديد من القطاعات الاقتصادية المتنوعة.

وأضاف: تشكل «منطقة 2071» التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، إحدى أبرز ركائز منظومة النجاح في دبي، حيث توفر منظومة ومساحة عمل تم تصميمها خصيصاً لربط الشركات الخاصة والحكومات والشركات الناشئة والمستثمرين والشباب والمجتمع لتصميم المستقبل سوية. كما تضم مجموعة من أبرز مختبرات تصميم المستقبل وتطوير الأفكار والتجارب والممارسات المبتكرة في العديد من القطاعات الرئيسية مثل الطيران، والتعليم، والصحة، والطاقة، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والصحة، وتتيح لأعضائها إمكانية الوصول إلى شبكة من الشركاء الاستراتيجيين وغيرهم من رجال الأعمال والمستثمرين.

تعاون

وقال باتريك جيه مولوني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة P4ML المتخصصة في مجال الرعاية الصحية الدقيقة: إن التعاون مع مسرعات دبي للمستقبل ساعد الشركة على الانطلاق من دبي إلى العالمية، ولا سيما أن P4ML متخصصة في التسلسل الجيني، وتعمل على المساعدة في إنقاذ حياة الملايين من الأطفال حديثي الولادة، عبر اكتشاف الأمراض النادرة المحتملة عند الأطفال، وذلك من خلال إنشاء «توأم رقمي» للطفل عند الولادة.

وأضاف: كجزء من مسرعات دبي للمستقبل، شاركنا في التحديات المستقبلية التي تنظم سنوياً بهدف التعاون بين الشركات الناشئة والجهات الخاصة والحكومية، للعمل على إيجاد حلول محددة تحديات المستقبلية، وفي هذا السياق شاركنا في التحدي الذي أطلقته هيئة الصحة بدبي، بهدف تحسين نوعية الحياة من خلال التدخل المبكر والسريع في مجال الرعاية الصحية باستخدام التقنيات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية.

تحلية المياه

من جانبه قال أليكسي ليفين، مؤسس مشارك في Desolenator، وهي شركة ناشئة متخصصة في مجال تحلية وإنتاج مياه عالية الجودة بالطاقة الشمسية الحرارية: أتاح لنا العمل جنباً إلى جنب مع مسرعات دبي للمستقبل الانطلاق بتقنية Desolenator لإنتاج المياه عالي الجودة إلى العالمية، حيث عملت الشركة مع هيئة كهرباء ومياه دبي وحصلت على براءة اختراع عالمية، واكتسب مشروعها لإنتاج مياه عالية الجودة بالطاقة الشمسية الحرارية بنسبة 100٪ وخالية من المواد الكيميائية الضارة، اعترافاً دولياً.

وأضاف ليفين: إن الدعم المثالي الذي تحظى به الشركات الناشئة في دبي، والدعم اللافت الذي يحظى به رواد الأعمال من قبل مسرعات دبي للمستقبل، يؤكد أن دولة الإمارات هي وجهة عالمية ومختبر مفتوح للتقنيات المبتكرة في مجال الأمن واستدامة المياه، على اعتبار أن هذه التقنية المستخدمة تساعد المجتمعات على توفير المياه بأسعار منخفضة التكلفة، وتساعد الشركات على ضمان أصولها الحيوية بطريقة مستدامة.

التنقل الجماعي

بدوره قال بلال الشابندري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «اركب» المتخصصة في مجال حلول التنقل الجماعي ومقرها دبي: إن شركته التي شاركت في برنامج «مسرعات دبي للمستقبل»، تتعامل مع العديد من أسواق النقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انطلاقاً من الإمارات، وتعمل مع أكثر من 40 مشغلاً وما لا يقل عن عشرين شركة نقل«، لافتاً إلى أن الانطلاق من دبي، ساعد الشركة في تطوير منتجات مختلفة لتشغيل عملياتها، بما في ذلك تطبيق الهواتف الذكية لمساعدة الركاب والسائقين على تتبع النقل، بالإضافة إلى لوحة قيادة رقمية للمشغلين، لتشغيل وجدولة الحافلات. ويمكن للشركات التي تستأجر حافلات لنقل موظفيها أيضاً مراقبة وإدارة حركة المركبات من خلال لوحة القيادة.

هذا وقد أطلقت غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، في مارس الماضي بالتعاون مع «مايند ذا بريدج» و«كرانش بايس» تقريراً حول المشهد العام للشركات الناشئة سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أظهر التقرير ريادة دبي ودولة الإمارات في مجال الشركات الناشئة ذات النمو السريع.

وعززت دبي مكانتها كعاصمة عالمية تقنية للشركات الناشئة سريعة النمو باستحواذها حتى ديسمبر 2021 على 39% من الشركات الناشئة ذات النمو السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي 229 شركة، ومستقطبةً نحو 57% من إجمالي التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة ذات النمو السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي 5.2 مليارات دولار.

 

مسرعات دبي للمستقبل

وأوضح سعيد الفلاسي أن برنامج»مسرعات دبي للمستقبل” الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في عام 2016، يهدف إلى توفير منصة عالمية متكاملة لصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية، وخلق قيمة اقتصادية قائمة على احتضان وتسريع الأعمال والحلول التكنولوجية المستقبلية، وجذب أفضل عقول العالم لتجربة وتطبيق ابتكاراتها على مستوى مدينة دبي ودولة الإمارات. ويقدم فرصة مثالية للعمل المشترك لإيجاد حلول لمختلف التحديات عبر استكشاف تقنيات المستقبل وتطويرها وتوظيفها بالشكل الأمثل.

145 تحدياً

وقال: نظمت مسرعات دبي للمستقبل خلال دورتها السابقة أكثر من 145 تحدياً تم تنظيمها بالشراكة مع 14 جهة حكومية، واستقطبت أكثر من 310 شركات ناشئة من 40 دولة، واستضافت منذ إطلاقها مئات الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات والجلسات الحوارية والافتراضية وورش العمل والأنشطة تفاعلية وشارك فيها أكثر من 26 ألف مشارك من مختلف دول العالم.

وأضاف: شهد برنامج مسرعات دبي للمستقبل توقيع أكثر من 180 مذكرة تفاهم بين الجهات الحكومية والشركات الناشئة خلال الدورات السابقة، ووصل عدد العقود التي وقعتها الشركات الناشئة في قطاع الصحة إلى 21 اتفاقية، فضلاً عن 20 اتفاقية في قطاع السلامة العامة، و10 اتفاقيات في قطاع النقل، و38 اتفاقية في مجال الاستدامة والبيئة.

تسهيلات

وأوضح الفلاسي أن مدينة دبي توفر فرصاً متنوعة للشركات الناشئة والمبتكرة للمشاركة في تطوير الحلول والابتكارات لمختلف التحديات التي تواجه كافة القطاعات الحكومية والاقتصادية، كما تمنح الشركات الناشئة مجموعة لا تحصى من التسهيلات والفرص لدعم وتمكين رواد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة وتسهيل ممارسة الأعمال بهدف تطوير مشاريعهم وأعمالهم وتعزيز مساهمتهم في القطاعات الاقتصادية ومنظومة الابتكار.

وتابع: ما يميز مسرعات دبي للمستقبل أنها توفر فرصة للشركات الناشئة للعمل بشكل مباشر مع الجهات الحكومية، والتي تفضل عادة أن تتعامل مع الشركات العالمية أو الشركات المحلية والمتخصصة، والتي لديها سجل طويل من الخبرة والإنجازات، الأمر الذي تفتقده الشركات الناشئة بطبيعة الحال.

 

دعم

وقال الفلاسي: تولي دبي ودولة الإمارات أهمية كبيرة لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، باعتبارهما إحدى ركائز النموذج الاقتصادي المستقبلي للدولة وخططها الاستراتيجية للمستقبل بما يتماشى مع مبادئ ومستهدفات الخمسين.

وقد حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022، بحسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال، متقدمة من المرتبة الرابعة عالمياً في تقرير العام الماضي، ومتفوقة بذلك على جميع الاقتصادات العالمية المشاركة في التقرير.

رؤية استشرافية

وتقدم مسرعات دبي للمستقبل دوراً حيوياً في دعم الشركات الناشئة والحرص على انطلاقها من دبي إلى العالمية، وتأكيداً على المكانة الرائدة للإمارة كحاضنة جاذبة لأبرز عقول العالم، ومركزاً رائداً لتطوير المشاريع ذات الرؤية الاستشرافية والاستباقية.

 

Email