«عودتنا دولتنا أن تكون سباقة في استقطاب أحدث العلاجات، والعلاج بالخلايا الجذعية سوف يستفيد منه مرضى الكبد، وبالأخص الأشخاص الذين لم يتم الحصول على كبد مطابق لهم للزراعة»، بهذه الكلمات وبعزيمة لا تعرف الكلل، بدأت الدكتورة شيخة المزروعي حديثها، راسمة شعاع أمل كبيراً، لإضافة علمية وبحثية مهمة، ستصنع فرقاً في القطاع الطبي المحلي، حيث أنهت دراستها في تخصص زراعة الكبد باستخدام الخلايا الجذعية في جامعة «كينجز كوليدج لندن».
من عمق المختبرات الطبية والتجارب، أسهم الطموح الإماراتي العتيد لدراسة الجينات والأمراض الوراثية وجميع ما يتعلق بالخلايا والحمض النووي، ليكون بارقة الحلم الأولى لتشمّر عن ساعديها، وتضع بصمتها على خارطة الجينات، في تخصص علمي رائد، حيث تعتبر المزروعي أول طبيبة متخصصة في هذا المجال على مستوى الدولة.
وأشارت المزروعي إلى أن التخصصات العلمية الدقيقة تسهم في دعم المساعي والجهود الحثيثة للأبحاث والدراسات عن الحالات المرضية التي تعالجها الخلايا الجذعية، وأكدت أنه على مستوى الإمارات هناك مرضى كبد ينتظرون متبرعين لعلاجهم، خاصة حالات الأطفال الذين يولدون بمشاكل في الكبد، حيث إن هذا التخصص العميق في زراعة الكبد بالخلايا سيسهم في حل مشكلة عدم وجود متبرعين مطابقين للمريض.
علاج ثوري
وقالت المزروعي إن الاستفادة من خلايا الكبد من المتبرعين تتم من خلال تغليفها بماده جل بجهاز الإنكابسليشن، وتكوين كريات صغيره تحتوي خلايا الكبد وخلايا جذعية من الحبل السري، إذ تساعد مادة الجل الخلايا على القيام بوظائفها الحيوية، وعزلها عن الجهاز المناعي للشخص المستقبل، وبالتالي لا يحتاج أن يكون الشخص المتبرع مطابقاً للمريض، كما أن المريض لا يحتاج أن يكون على أدوية تثبيط المناعة، حيث يتم ذلك عبر إجراء بسيط يتم فيه حقن الكريات في التجويف البطني للمريض، وأكدت أنه تم إثبات فعالية هذا النوع الجديد من الزراعة على 8 حالات من الأطفال المصابين بالفشل الكبدي، حيث ساعدت هذه الدراسة بشكل كبير في علاجهم وإنقاذ حياتهم في فترة قصيرة دون الحاجة لزراعة الكبد المعتادة.
حلول طبية
وحول أهم الحلول الطبية المهمة التي سيوفرها هذا التخصص المهم، أشارت المزروعي إلى أن هناك العديد من الأمراض المزمنة التي يمكن أن يساعد العلاج بالخلايا على الحد منها، والمساعدة في شفائها، منها مثلاً أمراض الكبد والسكري والقلب وبعض أنواع السرطانات، وغيرها من الأمراض التي لا تزال قيد الدراسات السريرية.
بنك حيوي وطني
وتأمل المزروعي أن تحقق طموحها في إنشاء مركز متخصص للعلاج بالخلايا الجذعية في دولة الإمارات، والعمل على إنشاء بنوك حيوية للاحتفاظ بالخلايا الجذعية، وخلايا الأعضاء التي يتم التبرع بها، وتأسيس قاعدة بيانات للراغبين في التبرع بالخلايا الجذعية من نخاع العظم، فتشير إلى أن «هناك العديد من المرضى بحاجة لمتبرعين بنخاع العظم خاصة مرضى الثلاسيميا وسرطان الدم، ولا يزالون بانتظار متبرعين مطابقين»، وأشارت المزروعي إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية لا يعتبر الحل الأمثل والنهائي لجميع الأمراض، وإنما يعتبر الأمل الجديد للأمراض المستعصية، كما أن التوعية بأهمية الاحتفاظ بدم ونسيج الحبل السري لطفل واحد على الأقل من كل عائلة مهم جداً، كونه مصدراً غنياً بالخلايا الجذعية، وهو ما يغفل عنه الكثير.
وأضافت: «كلي أمل أن يكون هناك بنك حيوي يخدم جميع أنحاء الدولة لحفظ جميع أنواع الخلايا ووحدات عزل خلايا متخصصة للتمكن من الاستفادة منها مستقبلاً، حيث إن تجميد الخلايا في البنوك الحيوية سيمكن المجتمع من الاستفادة من هذه الخلايا عند الحاجة إليها».