ختام جلسات الاستماع للمتسابقات المشاركات في مسابقة الشيخة فاطمة الدولية للقرآن الكريم

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي حضوراً جماهيرياً متميزاً في اليوم السادس والأخير من منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة، وحضر جلسة الاختبار المستشار إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي، وأعضاء اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وعدد من المتابعين لفعاليات المسابقة والمتسابقات ومرافقيهن.

وافتتحت الجلسة بكلمة لفضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد بن علي بن عطيف رئيس اللجنة، ثم إلى فضيلة الشيخ سيد عقيل حسين من إندونيسيا ما تيسر له من آي الذكر الحكيم، ثم كرم المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة بتكريم أعضاء لجنة التحكيم، ثم دُعا فضيلة رئيس لجنة التحكيم أولى متسابقات اليوم للمنصة، لبدء جلسة الاستماع.

وتولى فضيلة الشيخ الدكتور محمود زكي محمود من مصر طرح الأسئلة على المتسابقات، فيما تولى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالقيوم بن عبد رب النبي من باكستان تصحيح الأخطاء والفتح عليهن.

وقد تقدمت للمنافسة في اليوم السادس كل من آمنة سفادوغو من بوركينا فاسو، أسماء عمار عبد الجبار من العراق، وخديجة سيسي من غامبيا، ووعد عارف محمد عبد الرحمن من الإمارات، وندى محمد أحمد فتحي عبد اللطيف من مصر، وأمينة دومبيا من ساحل العاج، وفريضة عباس صخر من غانا «قرآن برواية حفص».

 

وقالت المتسابقة خديجة بنت الأمين سيس ممثلة دولة غامبيا: بدأت حفظ كتاب الله في أحدى مراكز تحفيظ القرآن، وكان عمري سبع سنوات، وختمته بسن الـ17، فالحمد لله الذي منّ عليّ بحفظ كتاب الله في عام 2015م، ثم التحقت بالمدرسة النظامية، بالمرحلة الثانية الإعدادية، إلى أن نلت فيها شهادة الثانوية عام2020م، ثم التحقت بالجامعة عام 2020م، وأنا الآن في مرحلة السنة الثانية بالجامعة، تخصص كلية التربية والدراسات الإسلامية، وأحمد الله، الذي منّ عليّ بالفوز بالمشاركة باسم دولتي في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، في هذه السنة.

 

الحفظ والتثبيت

أمّا ممثلة دولة الإمارات العربية المتحدة الحافظة وعد عارف محمد عبد الرحمن ذات العشرين ربيعاً فهي من إمارة عجمان، وطالبة في السنة الثالثة في تخصص الهندسة الكهربائية بجامعة الشارقة، فقد بدأت حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وختمته بعمر التاسعة عشرة، شجّعها والدها الحافظ مع إخوتها الخمسة على حفظ القرآن الكريم، وقد ختم جميعهم حفظه، باستثناء أصغرهم، الذي يعكف على حفظه على أمل إنهاء ختمه قريباً، شاركت وعد في مسابقة الشارقة، وحصلت فيها على المركز الأول، وكذلك مسابقة الشيخة هند، ومسابقة عجمان.

وذكرت أنها بدأت الحفظ بطريقة متقطّعة، فبدأت من سورة الحج إلى سورة الشعراء، ثم توقّفت فترة، ولما رجعت بدأت من سورة الناس حتى ستة أجزاء، وبقيت مدة طويلة على هذه الأجزاء، وعندما كانت في الصف الحادي عشر بدأت خطة الختمة بمعدل أربعة أوجه في الأسبوع، في أحد مراكز التحفيظ بإمارة عجمان، وفي عام 2020م بقي على ختمتها اثنا عشر جزءاً، وكانت قد نوت أن تختم حفظ القرآن سنة 2020م، وبسبب جائحة كورونا لم يكن هناك شيء يلهيها، كثّفت الحفظ، وصارت تحفظ يومياً حتى النهاية من وجهين إلى ثلاثة أوجه، وبعد الحفظ جاءت مرحلة التثبيت، فكانت تراجع كل يوم أربعة أجزاء من البداية، ولما ثبّتت الحفظ صارت تأخذ حتى خمسة أجزاء في اليوم، وإنّ أهم الصعوبات في حفظ القرآن الثبات عليه، وقد تجاوزته بالصحبة والمعلم، تقول وعد: إن محفظتي لم تتركني لحظة، وللآن تتابع معي، فلم تكن شديدة ولا هيّنة، وكانت بطريقتها هذه تحبّبني في الحفظ، وعليه لا بد للحافظ لكتاب الله من الصحبة الصالحة والدعاء، ولا سيما دعاء عرفة، وقد رأيت أثره بعيني، وإنّ هذه المسابقة تجربة جديدة ومتميّزة، وأحسّ بعظم المسؤولية فيها، إذ إني أمثّل بلدي دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة أنهم أعطوني تفرّغاً للمراجعة والاستعداد لها، وهذه مسؤولية كبيرة جداً.

 

حفظ القرآن في البيت

وذكرت المتسابقة ندى محمد أحمد فتحي عبد اللطيف ممثلة مصر أنها طالبة ماجستير في الفقه بجامعة الشارقة، ولدت بمصر، وانتقلت للعيش مع أسرتها إلى الإمارات وهي بعمر السنتين، حفظت القرآن الكريم بالبيت على يد والدتها الحافظة، التي بذلت جهداً كبيراً في تحفيظ أولادها الأربعة، تقول ندى: بدأت الحفظ في البيت بعمر الرابعة، وختمته في سن الحادية عشرة، وبعدها التحقت بمراكز التحفيظ لتثبيت حفظي، ثم عرضته على شيخ للحصول على السند بعمر الثانية عشرة، شاركت في مسابقات محلية كثيرة، منها: مسابقة الشيخة هند في دبي في كل الأفرع (الفرع العاشر، والفرع العشرون)، وحصلت على المركز الأول في فرع القرآن الكريم كاملاً، وفرع القراءات، ومسابقة مؤسسة القرآن والسنة في الشارقة، ومسابقة آل عويضة في أبوظبي، وجائزة أحمد المعلا، وحصلت على جائزة الشيخ حمدان للأداء التعليمي المتميز (فئة الطالب المتميز)، وأضافت: بدأت الحفظ صغيرة، لذلك لم أستوعب معنى ذلك حتى ختمت، وعرفت السبب الحقيقي لتميّزي في الدراسة، والتيسير في حياتي، وقد كانت أمي تجعل القرآن أولاً وتأتي بعده الدراسة، وقد تخرجت في الثانوية العامة بمعدل 98 مع أني لم أكن أقضي الوقت الكثير في الدراسة، فقد كنت أقوم بالتحفيظ والإشراف على حلقات التحفيظ، وهناك أحسست ببركة القرآن، فقد كان القرآن دائماً في حياتي، وهو سبب البركة فيها، وقد مرّت الصعوبات التي واجهتها مع حفظ القرآن بمرحلتين: صعوبات مرحلة الحفظ في الصغر، ذلك أن أمي كانت تمنعني من اللعب، وتجبرني على الحفظ، حتى عندما كنا نسافر كانت لا تسمح لي بالخروج إلا بعد أن أحفظ، وصعوبات مرحلة الكبر، إذ كان يصيبني الفتور أحياناً، ويضيق بي الوقت أحياناً أخرى مع المشاغل والدراسة والزواج، وكانت الموازنة بين الأعمال أمراً صعباً، لكن سبحان الله عندما يكون الإنسان حريصاً يأتي التوفيق والبركة، ولذلك كنت لا أجعل القرآن يفارق حياتي، بل كنت لا أترك التحفيظ أبداً حتى أبقى دائماً في جوّ القرآن، وعلى هذا، أنصح كلّ من يحفظ القرآن الكريم بأن يلتزم بمقدار قليل حتى لا يتوقف، ويستمر وأنه سيجد النتيجة مثمرة، فمع إخلاص النية والمتابعة والدعاء تفتح المغاليق، وحتى إن لم يصب فيكفيه أنه سائر في الطريق، وأختم كلامي بشكر كلّ القائمين على الجائزة، وعلى ما أتاحوه لنا من فرصة المشاركة في مسابقة الشيخة فاطمة، وعلى جهودهم المتميزة، وعلى طريقة تعاملهم مع المتسابقات، وأسأل الله أن يبارك لهم في جهودهم ويتقبّل عملهم، كما أتقدّم بالشكر لوالدتي التي كانت السبب فيما أنا فيه، من حرصها على تحفيظي.

 

ختمة

أمّا المتسابقة أمينة دومبيا ممثلة ساحل العاج فهي في السنة الرابعة من التعليم المتوسط، بدأت حفظ القرآن صغيرة بعمر السنتين، وختمته بعمر الثالثة عشرة، دفعها حبّها للقرآن الكريم وتشجيع والديها لحفظه، وهذه أول مسابقة دولية تشارك فيها، قالت: أتمنى التوفيق لكلّ المشاركين في هذه المسابقة، وأنصح الجميع بحفظ القرآن الكريم لأهميته العظيمة في حياة كل مسلم.

 

تعلم اللغة العربية

وقالت المتسابقة فريضة عباس صخر ممثلة دولة غانا: أدرس الطب في السنة الرابعة، ولدت في المدينة المنورة، وهناك تعلّمت اللغة العربية، وحفظت القرآن الكريم، بدأت الحفظ بعمر الخامسة، وختمته في سنتين ونصف، لديّ خمسة إخوة، كلهم حافظون لكتاب الله، شاركت في مسابقات محلية كثيرة، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها، وأضافت: للقرآن الكريم أثر إيجابي في حياتي، حتى في دراسة الطب، إنه يساعدني على الفهم والحفظ، وإنّ حفظ القرآن يجعلك مميزاً في أيّ مكان، كما يساعد في مجال اللغة، وليس اللغة العربية فقط، فقد تعلّمت اللغة الإنجليزية بسهولة، لذلك أطلب من البنات أن يحفظن القرآن، لأنه سينفعهن في الدنيا والآخرة، وإنك لا تعرف أهمية القرآن الكريم في الصغر، بل تشعر أنك مجبر عليه أحياناً، إلا أن والداي كانا يشجعانني ببعض المحفّزات، التي ساعدتني كثيراً على الاستمرار، والمهمة الآن صعبة لأنّ المراجعة أصعب من الحفظ، ومن أجل الوقت والجمع بين الدراسة والقرآن، لكننا نسأل الله أن يعيننا على ضبطه، ويذكرننا كلما نسينا.

Email