5 قطاعات حيوية لصياغة توجهات مستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضمنت فعاليات اليوم الثاني لحوار التوجهات الكبرى للمستقبل التركيز على أهمية توحيد الجهود العالمية والتعاون مع الحكومات والمؤسسات والأفراد حول العالم، لتصميم مستقبل أفضل من أجل الإنسانية، وتعزيز دور الحكومات في غرس الأمل لدى الناس، وتصميم خطط واستراتيجيات شاملة، تلبي متطلبات 7.8 مليارات شخص يعيشون في هذا الكوكب، وتسرع من إيجاد الحلول للتحديات العالمية تناولت توجهات دولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة.

وقد ناقشت الجلسات في يومها الأخير أهم التوجهات المستقبلية في 5 قطاعات حيوية من الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان وتضمنت التوجهات الاجتماعية، والتكنولوجية، والبيئية، والسياسية، والاقتصاد المستقبلي، وتوحيد الجهود العالمية وتعزيز الشراكات المستقبلية لتمكين الحكومات ورسم معالم رؤية أكثر مرونة وشمولاً واستدامة لمستقبل أكثر ازدهاراً للبشرية.

شارك في ورش العمل نخبة من المفكرين والعقول والخبراء ومستشرفي المستقبل من مختلف التخصصات، والتي تشمل علماء المستقبل والوراثة والصحة والتطبيب من بعد والفضاء والاقتصاد والأعمال، وتطور المدن، والبيئة والتغير المناخي، والمجتمع، وغيرها من التخصصات المستقبلية يجتمعون في الإمارات في منصة واحدة، لمشاركة الرؤى والأفكار والتعاون في تشكيل ملامح المستقبل.

وقد تركزت الحوارات على توحيد الجهود العالمية لتمكين الدول والحكومات، من تحديد مسارات المستقبل ورسم التوجهات الكبرى المقبلة لبناء مجتمعات أكثر تطوراً وجهوزية للمستقبل لتصبح أقوى وأكثر تعاوناً.


حوار التوجهات التكنولوجية


ناقش المشاركون في ورشة حوار التوجهات التكنولوجية أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية في قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم والرؤية المستقبلية لهذا القطاع المهم والحيوي لمواكبة متطلبات اقتصاد المستقبل، والتركيز على توظيف التكنولوجيا الحديثة وتطوير آليات عملها ومجالات تطبيقها، وتجهيز البنية التحتية اللازمة للاستفادة منها وتوظيفها بما يسهم في بناء اقتصاد رقمي يدعم مسيرة التنمية العالمية.

وتطرقوا إلى دور التقدم السريع في توظيف التكنولوجيا لتوسيع نطاق استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة اليومية المستقبلية، وابتكار الحلول وآليات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وضرورة تعزيز الشراكات الدولية لاستخدام البيانات والمعلومات بما ينعكس إيجاباً على كفاء العمل واحتياجات أفراد المجتمع.


حوار توجهات الاقتصاد المستقبلي


كما ناقش المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية للاقتصاد والرؤية المستقبلية لهذا القطاع المهم والحيوي، وتعزيز ريادة الأعمال والتنمية والتركيز على البحث والتطوير لاستكشاف فرص ونماذج أعمال جديدة تقوم على اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار، تنعكس إيجاباً على الاقتصاد والقطاعات الحيوية في مختلف دول العالم.

وأكد المشاركون أهمية بناء شراكات عالمية هادفة وتطويرها واستكشاف فرص جديدة للتعاون البناء والمثمر في تشكيل مسارات واعدة للنمو، بما يتلاءم مع المتغيرات العالمية، ويسهم في تحقيق قفزات تنموية جديدة في المرحلة المقبلة، وتعزيز تبادل الخبرات ما يلبي التطلعات إلى بناء اقتصاد المستقبل القائم على التكنولوجيا المتقدمة والرقمنة.


حوار التوجهات السياسية


كما تناول المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية على مستوى السياسة العالمية، وضرورة الانتقال بالتعاون والتنسيق الدولي إلى مراحل متطورة واتخاذ خطوات لتعزيز الحوار الدولي الشامل، لتحقيق تطلعات الناس وآمالهم بمستقبل أفضل وفق رؤية موحدة لتعزيز الازدهار والارتقاء بحياة المجتمعات حول العالم.

وتطرقوا إلى أهمية تعزيز جهوزية الحكومات للمستقبل، من خلال تبني مفاهيم عمل أكثر كفاءة تقوم على استشراف المستقبل وإيجاد حلول استباقية للتحديات، وفتح المجال أمام استكشاف مجالات وفرص جديدة، ودعم الجهود العالمية لتشكيل أسس منظومة عالمية قادرة على رسم التوجهات المستقبلية وتحديدها للأجيال القادمة.


حوار التوجهات البيئية


كما بحث المشاركون أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية على مستوى البيئة، والرؤية المستقبلية لهذا القطاع، وتبادلوا الرؤى والأفكار لتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات العالمية والأفراد للحفاظ على البيئة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية واستدامتها، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومواصلة جهود التوعية ورفع الوعي العالمي بأهمية المحافظة على البيئة.

كما تطرقوا إلى ضرورة تحفيز الحراك العالمي نحو التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي واعتماد مبادرات وقرارات دولية ذات فاعلية وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية ودعم الحكومات في تنفيذ استراتيجياتها الداعمة للبيئة وإدارتها بشكل فعّال، وتشجيع مبادئ الاقتصاد الدائري لتعزيز مسيرة التنمية العالمية.


حوار التوجهات الاجتماعية


واستشرف المشاركون في ورش العمل أبرز التحولات والتوجهات المستقبلية في القطاعات الاجتماعية، وأكدوا ضرورة بناء نماذج وفرص جديدة من خلال تحديد التوجهات الاجتماعية المستقبلية وتحليلها وفهم التغيّر الحاصل فيها وتأثيرها في سياسات الحكومات، بما ينسجم مع تطلعات الأفراد والمجتمعات، وإعداد خطط ذات كفاءة وفاعلية وتنفيذها وفق الأولويات لضمان حياة أفضل.

كما تناول المشاركون أهمية الوعي بالتأثيرات الاجتماعية لتشكيل ملامح المستقبل، وضرورة إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، من خلال تعزيز التعاون العالمي والشعور الحقيقي بالوحدة والمسؤولية المشتركة لتلبية تطلعات أفراد المجتمعات البشرية وتوفير أفضل الخدمات لتحسين حياة المجتمعات البشرية.

الجدير بالذكر، أن مخرجات الاجتماع والحوارات والأفكار الملهمة التي طرحها المفكرون والخبراء والمتخصصون، سيتم تعميمها لتكون مرجعاً عالمياً للتوجهات المستقبلية الكبرى بما يدعم الحكومات والمجتمعات.

Email