شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة للإنسان أياً كان عرقه أو دينه أو لونه

ت + ت - الحجم الطبيعي
التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس، أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية في دورتها الثالثة 2022 بالعاصمة الإيطالية روما.
مشدداً على أن وثيقة الأخوة لم تكن يوماً موجهة لدين معين أو عرقية وقومية محددة، وإنما هي للإنسان أياً كان عرقه أو دينه أو لونه. 
 
وحض الإمام الأكبر خلال الاجتماع أعضاء لجنة التحكيم على المضي قُدماً في عملهم بالمشروع الإنساني العالمي للأخوة الإنسانية، وأكد أن الاختلاف سنّة كونية لحكمة إلهية، ولو أرادنا الله متشابهين لخلقنا كذلك، ولكن كانت حكمته في الاختلاف حتى في مستويات الإدراك بين الإنسان وغيره من الكائنات، وسيظل هذا الاختلاف مبدأ للإنسانية إلى يوم القيامة، وقد أرسى الله التعارف والتآخي والتآلف كمبادئ تحكم علاقة هؤلاء المختلفين، محذراً أننا إذا حدنا عن هذه المبادئ خالفنا الحكمة الإلهية وضعنا وضاع كل شيء.
 
ولفت فضيلة الإمام الأكبر إلى أن العالم عاش حروباً ومآسي محزنة؛ خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا اللذين لا يزالان يعانيان وينزفان ألماً، وقال: «أكاد أبكي دماً حينما أرى مشاهد المشردين واللاجئين والفقراء والأطفال يموتون على أيدي أمهاتهم، عليكم أن تضعوا هذه المشاهد نصب أعينكم، وتسخّروا جهودكم لمساعدة الناس، لديكم فرصة ذهبية للمشاركة في تغيير هذا العالم إلى الأفضل، إلى عالم تسوده المحبة والمودة والخير».
 
من جانبهم، أعرب أعضاء لجنة التحكيم عن امتنانهم لفضيلة الإمام الأكبر على هذا اللقاء ودوره الرائد في نشر قيم الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال، والذي توج بتوقيعه وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019.
 
وأكد أعضاء لجنة التحكيم أنه لا يمكن إدراك قيمة جائزة زايد بدون إدراك قيمة الأخوة الإنسانية، مشيرين إلى أن مهمتهم لا تقتصر على اختيار الفائزين، بل خلق نماذج وقدوة ليحذو العالم حذوهم ينشرون قيم السلام والأخوة، وأن الأخوة الإنسانية لا تقتصر على تعامل الإنسان مع أخيه من بني الإنسان، ولكن أيضاً تعامله مع الجماد والحيوان والنبات والبيئة التي يعيش فيها، ويقع على عاتقه حمايتها والحفاظ عليها.
 
وقال أعضاء اللجنة: «سوف نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الفئات الأكثر تهميشهاً والأقل تمثيلاً، سنحاول جعل هذا العالم أفضل للفقراء والمشردين والمرأة والطفل، نعدكم بأن نقوم بعملنا بحيادية تامة، وسوف يكون عملنا انعكاساً للقيم التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، حان الوقت لنتحد جميعاً ونتحلى بالشجاعة لطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة الإنسان».
 
وتضم لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022 المستقلة محمد إيسوفو، الرئيس السابق للنيجر والحائز على جائزة إبراهيم للإنجاز في القيادة الإفريقية عام 2022، وخوسيه راموس هورتا، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1996م والرئيس السابق لجمهورية تيمور الشرقية، وفومزيل ملامبو-نكوكا، نائب رئيس جنوب إفريقيا سابقاً والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والكاردينال مايكل تشيرني، وكيل قسم المهاجرين واللاجئين بالكرسي الرسولي، وليا بيسار، رئيسة مشروع «علاء الدين»، والمستشار محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
 
وقال المستشار محمد عبد السلام: «إن لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022 حريصة على المساهمة في مسيرة الأخوة الإنسانية التي أرسى دعائمها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، اللذان تم اختيارهما أول فائزين فخريين بالجائزة عام 2019، ويقع على عاتقنا في لجنة التحكيم مسؤولية اختيار الفائز أو الفائزين المستحقين للجائزة لعام 2022 ممن يجسدون قيم الأخوة الإنسانية التي أرسى قواعدها في العصر الحديث هذان الزعيمان الدينيان العظيمان».
 
Email