أكاديميون: المهمة الجديدة ليست مستحيلة على «عيال زايد»

«استكشاف الزهرة» يرسخ جاهزية الإمارات للمستقبل

عبداللطيف الشامسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون أن إعلان دولة الإمارات عن مهمة فضائية جديدة لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية ليصبح المشروع الإماراتي الرابع عالمياً، يؤكد ريادة الإمارات في مجال الفضاء بالاعتماد على كفاءات إماراتية، ويفتح الأفق أمام الأجيال الجديدة في هذا المجال، لافتين إلى أن المهمة ليست مستحيلة على «عيال زايد»، وأنها ترسخ جاهزية الإمارات للمستقبل معتمدة على العلم والمعرفة.

وأكد البروفيسور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن الإمارات تنطلق في الخمسين عاماً الجديدة بكل قوة مؤكدة للعالم جاهزيتها للمستقبل مرتكزة على العلم والمعرفة وتعزيز دورها في التطوير والبحث بما يجعلها دولة مساهمة في بناء المعرفة لخدمة الإنسان والإنسانية، وها هي قيادتنا تعلن عن مهمة جديدة في مجال الفضاء لاستكشاف كوكب الزهرة و7 كويكبات أخرى في المجموعة الشمسية، محققة بذلك إضافة جديدة إلى سجل مساهماتها في مجال أبحاث الفضاء بعد نجاحها في إطلاقها مسبار الأمل وجهودها لاستكشاف كوكب المريخ، مستندة في ذلك على ثقتها بقدرات أبنائها أبناء الإمارات وامتداد حضارتنا العربية.

دعم

بدوره، أكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك أن المشروع يفتح آفاقاً مستقبلية عديدة وكبيرة في علوم الفضاء والتكنولوجيا المستقبلية، كما أن كوكب الزهرة يعد ثاني كوكب بعداً عن الشمس بعد عطارد، ورغم أنه حجمه مقارب إلى حجم الأرض إلا أن غلافه الجوي يختلف كلياً عن الغلاف الجوي الأرضي لأنه أكثر من 95 % منه هو غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تكون حرارته عالية، فاستكشافه يعد ثورة علمية تكنولوجية واسعة النطاق في مجال التخصصات الجديدة تعزيز مكانة الإمارات وتضع الدولة في مصاف الدول الفضائية.

معلومات

ووصف الدكتور فارس هواري عميد كلية العلوم الصحية في جامعة زايد المشروع بالنقلة نوعية والمصدر الفريد للمعلومات والتي بلا شك ستعمل على إثراء العلم والمعرفة حول هذه الكواكب غير المستكشفة وتحفز هذه المشاريع الطاقات العلمية والأكاديمية والطلبة على إيجاد أجوبة مبنية على أدلة علمية للعديد من الاستفسارات المهمة التي لا تزال تشكل لغزاً في مجال علوم الفضاء وعلم الفلك.

من جانبه، أوضح عبدالله المسماري باحث دكتوراه في هندسة الميكانيكا ومتخصص في الأقمار الصناعية المصغرة جامعة خليفة أن كوكب الزهرة حالة خاصة على اعتبار أنه أعلى الكواكب حرارة في المجموعة الشمسية، وبذلك فإن المسافة التي سيقطعها المسبار أو المركبة إلى الزهرة سبعة أضعاف المسافة التي قطعها مسبار الأمل مما يعني، أن نظام النفاثات أصعب وكلما ابتعدت المسافة عن الكوكب فإن التحدي يكون أكبر، وبذلك تعتبر هذه المهمة قفزة كبرى في عالم الفضاء.

من جهتها، قالت فاطمة الشحي مهندسة برمجة وعملت على برامج الأقمار الصناعية المصغرة سابقاً: إن الإمارات تعيش فترة ازدهار فضائي في دولة لم تكمل بعد عامها الخمسين، وتسعى دائماً بفضل قيادتنا الرشيدة أن تتبوأ أعلى المراكز في جميع المجالات، مشيرة إلى أن مشروع إطلاق مهمة إلى كوكب الزهرة يثري حركة التطور العلمي ليس فقط على المستوى المحلي بل الدولي، كما أن هذه المهمات تعزز بناء كوادر وطنية متخصصة.

مميزات

كما أكد الدكتور مشهور أحمد الوردات أستاذ الفيزياء الفلكية في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك في جامعة الشارقة ونائب مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك للشؤون الأكاديمية ومرصد الشارقة والباحث في مجال النجوم الثنائية والمتعددة والمتغيرة أن دخول الإمارات إلى مرحلة جديدة من السباق الفضائي بين الدول المتقدمة والذي أضحت الإمارات واحدة من تلك الدول بعد إطلاق مسبار الأمل يضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة فضائياً، كما أن ذلك المشروع يهدف إلى سبر أعماق الفضاء باتجاه الشمس.

وقال الدكتور أحمد علي مراد النائب المشارك للبحث العلمي بجامعة الإمارات: «مع دخول عام الخمسين واستعداد دولة الإمارات للخمسين العام القادمة تطلق حكومة الإمارات وضمن مشاريع الخمسين مهمة جديدة تعزز من دور الدولة ومكانتها في مجال الفضاء وعلومه. وقد سطرت الدولة التاريخ المهم الذي مكنها بأن تصبح لاعباً رئيسياً في الفضاء فمسبار الأمل الذي شق طريقه نحو الكوكب الأحمر بنجاح رسالة مهمة تبعثها الدولة إلى الأجيال القادمة بأن المستقبل هو التحدي والقدرة على التكيف مع فرص اللامستحيل».

وقدم المهندس خلفان محمد الرميثي، خريج دراسات عليا في تخصص هندسة البرمجيات بامتياز من جامعة الإمارات، رسالة الماجستير التي حملت اسم «أسلوب مستحدث في استيعاب مواصفات متطلبات البرمجيات للمهمات الفضائية المأهولة» واجتهد على وضع إطار عمل لدراسة متطلبات برمجيات للمهمات الفضائية الخاصة، مؤكداً على أن الرسالة تسهم في إبراز موقع الإمارات كواحدة من الدول الرائدة في الاستثمار في علوم الفضاء.

ركيزة

اعتبر الدكتور فارس هواري مشاريع الفضاء ركيزة مهمة من ركائز السياسات الداعمة للعلوم والهندسة والتكنولوجيا والابتكار والريادة والتي ترعاها دولة الإمارات، حيث ستوفر هذه المشاريع العديد من المعلومات والتي لا تقدر بثمن خدمة للإنسانية والعالم أجمع ومنارة علم للعلماء والباحثين وطلبة العلم، والتي تعبر عن الدور الريادي الذي تنتهجه الدولة.

 
Email