الإمارات.. إنجازات غير مسبوقة في التصدي لـ«كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت دولة الإمارات نجاحاً كبيراً وإنجازات غير مسبوقة في التصدي لـ«كوفيد 19»، وخفض معدلات الإصابة بالفيروس داخل الدولة والحفاظ على صحة المجتمع وسلامته، وذلك منذ اندلاع الجائحة في مدينة يوهان الصينية في ديسمبر عام 2019 وانتشارها السريع خلال عامي 2020 و2021 في جميع دول العالم ليصيب الفيروس ما يزيد على 237 مليون شخص حتى الآن، ويقضي على نحو 4.8 ملايين آخرين حول العالم.

وتشير إحصائيات الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الحالية إلى أن حالات الشفاء من الفيروس بالدولة بلغت حتى الآن 730 ألفاً و309 حالات شفاء من أصل 737 ألفاً و229 إصابة بنسبة 99.05%، في حين انخفضت الحالات النشطة إلى 4813 حالة نشطة بنسبة 0.6%، وسجلت الإمارات أمس 156 إصابة جديدة خلال 24 ساعة وهي أقل عدد إصابات منذ أكثر من عام ونصف العام.

تطعيمات

وبحسب إحصائيات الهيئة الوطنية حققت الإمارات أكبر تغطية بالتطعيمات ضد «كوفيد 19» في العالم، حيث بلغ مجموع جرعات اللقاحات التي أعطيت للسكان نحو 20 مليوناً و273 ألفاً و265 جرعة بنسبة تغطية بلغت 95% لمتلقي الجرعة الأولى من السكان و84.6 % لمتلقي الجرعتين من اللقاح وهي أعلى التغطيات باللقاح في العالم، وذلك في الوقت الذي بلغ فيه عدد الفحوصات التي أجريت للسكان 85 مليوناً و810 آلاف و321 فحصاً، وهو ما يمثل 32% من إجمالي الفحوصات التي أجريت في 22 دولة من دول إقليم شرق المتوسط والبالغ عددها 237 مليون فحص.

واتخذت حكومة دولة الإمارات العديد من الإجراءات الاستثنائية، حيث تم إصدار حزمة من التعليمات والقوانين التي تساهم فـي تقليص الأضرار المحتملة جراء الخطـوات الاحترازية التـي تمت للحد مـن انتشار الفيروس فـي الدولة.

نموذج

ولذلك ووفق مركز الإمارات للسياسات، ارتكز النموذج الإماراتي على مجموعة من المحددات التي حكمت استراتيجية مواجهة الوباء، أبرزها: مواكبة تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، والتزام تطبيقها بشكل كامل وسريع، منذ اليوم الأول لاكتشاف فيروس كورونا المستجد في الصين، وإلى أن أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية كجائحة وكذلك التزام معايير الشفافية في التعامل مع الأزمة، والإفصاح التام عن البيانات الخاصة بوضع الوباء داخل الدولة، أولاً بأول، وإشراك المجتمع في جهود احتواء المرض، سواء من خلال توعيته بدوره في هذه الأزمة ومسؤوليته في اتباع إجراءات الوقاية، خصوصاً التباعد الاجتماعي أو من خلال تعزيز مبادرات المجتمع، أفراداً وشركات، كتأسيس صندوق الإمارات وطن الإنسانية الذي يتلقى مساهمات الأفراد والمؤسسات المادية والعينية والدعم اللوجستي، وإطلاق هيئة المساهمات المجتمعية في أبوظبي برنامج «معاً».

كما ارتكز النموذج الإماراتي على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي أثبتت نجاعتها، وبالذات تجربة كوريا الجنوبية في توسيع الفحص المخبري للكشف عن الفيروس، وفي هذا الصدد تُعد الدولة الأعلى في العالم من حيث نسبة إجراء الفحص إلى عدد السكان، إلى جانب التقييم المستمر والدينامي لواقع الأزمة، واتخاذ الإجراءات المتناسبة مع الحالة، دون هلع أو فقدان التوازن، وعدم الاقتصار على مواجهة التداعيات الصحية لوباء كورونا، ولكن تم وضع الخطط واتخاذ الإجراءات والقرارات لمواجهة التداعيات الأخرى الناتجة عن الوباء.

تدابير

وبشكل عام قامت استراتيجية دولة الإمارات في إدارة أزمة كورونا على مجموعة من العناصر الرئيسية: منها اتخاذ التدابير الصارمة والإجراءات الوقائية لاحتواء المرض، وعدم تفشيه، والمحافظة بقدر الإمكان على سير الحياة الطبيعية والأنشطة الاقتصادية التقليل من الآثار الاقتصادية للأزمة على قطاع الأعمال، وتحويل التحدي إلى فرصة من خلال تطوير قدرات الدولة الصحية، واستمرار الدور الإنساني للإمارات، فلم تتوقف الإمارات خلال الأزمة عن المبدأ الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية.

وفيما يخص تقديم الرعاية الصحية المتميزة لجميع مرضى «كوفيد 19» على مستوى المنشآت الصحية في الدولة، فقد تمكنت الكوادر الطبية والصفوف الأولى في مكافحة الفيروس من تقديم بروتوكول علاجي تم تحديثه عدة مرات وبما يتماشى مع البروتوكول العلاجي في مستشفيات الدول المتقدمة.

كما سخّرت الإمارات التكنولوجيا الحديثة للتصدي للوباء، حيث استحدثت مجموعة من البرامج والتطبيقات التي ساهمت في حصر المصابين ومراقبتهم أثناء الحجر الصحي واستخدامها في التعرف على حالات التطعيم واللقاحات.

مسؤولية إنسانية

على الرغم من التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» في العالم، جراء عمليات الحظر وإغلاق الحدود بين دول العالم، إلا أن دولة الإمارات التزمت بمسؤوليتها الإنسانية تجاه دول العالم، وقدمت للعديد من الدول بما فيها الدول الأكثر تأثراً بتداعيات الفيروس الدعم والمساعدات الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء، كما أبدت استعدادها لمواصلة مساهماتها السياسية والاقتصادية واللوجستية والإنسانية لمكافحة هذا المرض، ومنذ نهاية فبراير 2020 وحتى الآن قدمت الإمارات أكثر من 2300 طن من المساعدات الطبية لأكثر من 135 دولة، استفاد منها نحو ما يزيد على 2.3 ملايين من العاملين في المجال الطبي والصفوف الأولى في هذه الدول.

Email