«تنمية المجتمع» تضع خريطة طريق لعودة الأطفال إلى الحياة الطبيعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور روحي عبدات الباحث والأخصائي في وزارة تنمية المجتمع ضرورة التوجه لطلب المساعدة الإكلينيكية في موعد لا يتجاوز الأسبوع، إذا ما ظهرت أعراض جانبية أو سلوكية على الطفل إبان مرحلة عودة الأطفال للحياة الطبيعية عقب تداعيات جائحة كورونا، مشيراً إلى احتمالات ظهور اضطرابات نفسية وسلوكية في حالات التهيئة المفاجئة، ما يتطلب ملاحظة المتغيرات الطارئة على سلوكيات الطفل، ومتابعتها لضمان سلاسة الوصول به إلى المرحلة التالية. جاء ذلك في ورشة افتراضية نظمتها الوزارة بعنوان «اطمئنوا 2» سلط من خلالها عبدات الضوء على أبرز الآليات الواجب تطبيقها لعودة حياة الأطفال لسابق عهدها، وكيفية التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح عبدات أن العودة المفاجئة قد يصاحبها العديد من السلبيات، ولا سيما أن انتشار الجائحة فرض على المؤسسات الأكاديمية التحول إلى التعلم عن بعد، بالإضافة إلى أنها أوجدت ما بات يعرف بالتكيف السلبي، الذي أدى إلى تقوقع الأطفال، ما يستدعي تهيئة الأطفال وتوفير أدوات الاتصال بأقرانهم بالصورة الصحيحة.

وعدد الباحث والاختصاصي في الوزارة الأعراض التي قد تطرأ على الأطفال، وتشمل: تحول الطفل إلى التشبث بالوالدين، والانسحاب من التواصل الاجتماعي، وضعف التركيز، والعزوف عن الأنشطة مع الأصدقاء، وتفضيل الأنشطة الافتراضية والسلوك الجائح، لافتاً إلى وجود فروق فردية بين الأطفال لتقبل الروتين اليومي، إذ تختلف الأعراض من طفل إلى آخر.

وحول العودة إلى الحياة الطبيعية، أوضح أن هناك 4 مسارات ضرورية يجب اتباعها لتهيئة الأطفال، وتتضمن مرحلة ما قبل الأزمة، ومرحلة الأزمة ذاتها، ومرحلة الانتقال والتغير بالتدريج، وأخيراً مرحلة وعي التعافي التام، مشدداً على انتهاج أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية ومراكز تقديم الرعاية هذه المسارات.


ترسبات


وأوصى عبدات بضرورة تعريف الأطفال بواجباتهم وإشراكهم في الرأي، ومساعدتهم على تصور المرحلة المقبلة للتعافي، وخصوصاً في ظل وجود ترسبات من الأزمة، والأخذ بأيديهم في طريق العودة الآمنة والكاملة للحياة الطبيعية، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة المختلفة التي تعتمد بعضها على المهارات الفردية، وبعضها الآخر على المشاركة الجماعية.

ودعا المتحدث إلى تصويب المفاهيم المغلوطة التي تكونت في الأزمة، وتصحيح المعلومات الخطأ، والمعتقدات السلبية بشأن المرض، ومناقشة الطفل وتبديد مخاوفه، وتعزيز إنجازاته الفردية ودوره في التكيف في الأزمة وتذكيره بالمهارات التي اكتسبها في الجائحة وعرض مخرجات أعماله أمام الآخرين.

وفي ما يتعلق بفئة أصحاب الهمم قال: إن التعامل مع الأطفال من أصحاب الهمم في مرحلة الانتقال، يتطلب وقتاً إضافياً وجهداً أكبر، باختلاف قدراتهم بشكل عام وقدرتهم على التكيف، ولا سيما أن احتياجاتهم تختلف عن أقرانهم، مع أهمية منحهم الوقت الكافي للتكيف والعودة للحياة الطبيعية.

واختتم عبدات حديثه باستعراض عدد من التوصيات للمرحلة الانتقالية، وتتضمن إتاحة الوقت الكافي للتأقلم، والتقرب أكثر إلى الأبناء من خلال تقديم المعلومات الواضحة المبسطة، والإجابة عن التساؤلات، ومراقبة التغيرات في سلوكيات الأطفال، وتقديم التغذية الراجعة وملاحظة ردود الفعل على التغيرات الطارئة.

Email