«أبوظبي للصيد والفروسية».. 18 عاماً من النجاح سيراً على نهج زايد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتكثف الاستعدادات لتنظيم الدورة الـ (18) من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، تحت شعار «استدامة وتراث.. بروح مُتجددة»، وذلك خلال الفترة من 27 سبتمبر الجاري ولغاية 3 أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بتنظيم من نادي صقاري الإمارات.

وأكد ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، أنّ قيم المحافظة على الطبيعة ما زالت راسخة من خلال جذورها التي تضرب في أعماق الأرض كالشجر الطيب، وسوف تستمر المشاريع الرائدة لصون التراث والحفاظ على البيئة، بإذن الله، بنفس الوتيرة والنجاح تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسيبقى الصقارون وحماة الطبيعة مُتمسكين بالامتنان للشيخ زايد، رحمه الله، عرفاناً بالجميل وتقديراً لمسيرته الطويلة في حماية الصقور البرية من المخاطر التي تهددها وإنقاذ طائر الحبارى من الانقراض، مُتابعين مسيرته وتحقيق نتائج مُثمرة لمشاريعه الرائدة التي ما زالت متواصلة بنجاح لغاية اليوم.

وتم اعتماد ثيمة الحدث للدورة المقبلة «استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة» انعكاساً لجهود أبوظبي والعالم في تعزيز استدامة البيئة والصيد والرياضات التراثية والأعمال التجارية ذات الصلة، وبلورة استراتيجية شاملة لتطوير الحدث وابتكار المزيد من الفعاليات والأنشطة التي ترتكز على نجاحات الدورات الماضية بروح مُتجدّدة مُبدعة.

ويُعتبر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية قصة نجاح متواصلة على مدى ما يزيد على 18 عاماً في صون البيئة والصيد المُستدام وتقديم التراث وتعزيز وعي الشباب والأجيال بالتقاليد والثقافة الإماراتية الأصيلة سيراً على نهج الشيخ زايد، طيّب الله ثراه. في سنّ مبكرة جداً بدا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكأنه قادر على فهم لغة الطبيعة والحياة الأم، وقد رفض استخدام البندقية للصيد منذ عام 1930، وهذا ما حاز تقدير مُجتمعه البدوي ودُعاة المحافظة على البيئة في العالم كافة.

ومن أهم مبادراته في مجال المحافظة على رياضة الصيد بالصقور تنظيم المؤتمر العالمي الأول للصقارة في مدينة أبوظبي في أواخر عام 1976، والذي جمع للمرة الأولى بين صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى، وقد كان المؤتمر منطلقاً حقيقياً للاستراتيجية التي وضعها الشيخ زايد بهدف حشد الصقارين ليكونوا في طليعة الناشطين أصحاب المصلحة الحقيقية للمحافظة على الطبيعة.

وبحلول عام 1995 عمل الشيخ زايد على التحوّل من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المُكاثرة في الأسر، لتُصبح دولة الإمارات بعدها بسنوات قليلة البلد الأول في الشرق الأوسط الذي يعتمد كلياً على استخدام الصقور المُكاثرة في رياضة الصيد بالصقور.

وفي ذات العام تم الإعلان عن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، الذي يهدف للمحافظة على أعداد الصقور في البرية من خلال إتاحة الفرصة لها للتكاثر في مناطقها الأصلية، فكان الشيخ زايد، رحمه الله، يتبرع سنوياً بصقوره للبرنامج في نهاية موسم الصيد السنوي، وكان يحثّ صقاري المنطقة على التبرّع بصقورهم أيضاً، وما زال البرنامج مُستمراً بنجاح كبير لغاية اليوم.

أما برامج إكثار الحبارى، معشوقة الصقارين، في الأسر فقد قام بإطلاقها الشيخ زايد قبل أكثر من 43 عاماً، ليبقى هذا الطائر في البرية للأجيال الجديدة ركيزة لتراثهم الأصيل.

وفي مجال جهود المحافظة على الصقور وصونها من الانقراض فقد قامت الإمارات بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة في مجال حماية البيئة والحياة البرية وصون الأنواع. لقد جسّد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بلا مُنازع، الصورة المثالية للصقار العربي، وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكّنه من الفوز بإعجاب وحُبّ أفراد مجتمعه البدوي.

في حياة زايد وحتى بعد وفاته حباه الله بتقدير وثناء العالم بأسره، لعبقرية قيادته وعظم إنجازاته في بناء مجتمع متطور ومتجانس ومتسامح في دولة الإمارات.
قيل إن أحسن ثلاث صور يُمكن أن تجتمع في وقت واحد هي: صورة صقر على يد رجل فوق ظهر فرسه أو ناقته، فكيف إذا كانت هذه الصورة للشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الصقّار الأول ورائد حُماة البيئة في العالم.

وكان من أحب هوايات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، القنص، ومن باب اهتمامه بالصيد بالصقور أصدر كتاب «رياضة الصيد بالصقور» باللغتين العربية والإنجليزية، وحظي باهتمام واسع في الأوساط العلمية.

وأعاد برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور أكثر من 2000 صقر للطبيعة، وكان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قد أطلق البرنامج في عام 1995، ويُعتبر من أهم مشاريع الصيد المُستدام في العالم.

ويتواصل هذا البرنامج اليوم منذ تأسيسه بفضل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، التي تشرف على تنفيذ البرنامج بالاشتراك مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.

وشجع زايد بصورة فعالة الصقارين على الاستغلال الأمثل للطيور المنتجة في الأسر، واعتمد نظاماً مشدداً للترخيص باستخدام الطيور البرية في دولة الإمارات، ورافق ذلك إصدار «جواز سفر الصقر»، الذي تم اعتماده بوساطة الاتفاقية العالمية للنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض «سايتس»، مما كان له أثر بالغ في التقليل من أنشطة الصيد غير المشروع في الدول المجاورة والعالم.

وفي عام 1989 وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبمتابعة واهتمام كبيرين من الشيخ زايد، بالاستفادة من إكثار الصقور في الأسر من أجل الاستخدام المُستدام لها وتخفيف الضغط على الصقور البرية المُهدّدة بالانقراض. وفي مستهل الثمانينيات قام الشيخ زايد بإنشاء مستشفى الصقور بالخزنة خارج مدينة أبوظبي، ثم تم فيما بعد إنشاء مستشفى أبوظبي للصقور في عام 1999 بهدف توفير أفضل رعاية بيطرية للصقور.

ويعتبر صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، صوناً للبيئة واستدامة للتراث، مؤسسة إماراتية رائدة في مجال الحفاظ على الطيور الجارحة وموائلها الطبيعية كعناصر أساسية للتنوع البيولوجي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2017 على خُطى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، بهدف المُحافظة على البيئة والحياة الفطرية واستدامة التراث الثقافي الوطني والعالمي المرتبط بالطيور الجارحة.

Email