غباش خلال «مؤتمر رؤساء البرلمانات»: أهمية وضع تشريعات تمنع نشر الكراهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات تحت عنوان «القيادة البرلمانية من أجل تعددية أكثر فعالية، تحقق السلام والتنمية المستدامة للشعوب ولكوكب الأرض»، الذي انطلقت أعماله أمس في العاصمة النمساوية فيينا، بحضور أكثر من 110 رؤساء برلمانات بتنظيم من الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع البرلمان النمساوي ومنظمة الأمم المتحدة.

وأكد معالي صقر غباش في مداخلة له خلال مناقشة موضوع «مكافحة المعلومات المُضللِة وخطاب الكراهية على شبكة الإنترنت وخارجها يتطلبُ لوائح تنظيمية أقوى»، على «أهمية أن تكون هناك ضوابط تشريعية تمنع نشر المعلومات المضللة وخطابات الكراهية، في الوقت نفسه الذي يجب أن تكون هناك سياسات حكومية تساهم فيها البرلمانات بشكل أو بآخر لضمان التطبيق الفعّال لهذه التشريعات وترسيخها في ثقافة المجتمع».

وأضاف «إن الإشكالية الأساسية التي تواجه عمل البرلمانات في هذا الشأن هي التوفيق بين الالتزام بالأحكام الدستورية المقررة للحقوق والحريات ما يضمن حرية التعبير والتدفق الحر للمعلومات، وبين منع المعلومات المضللة، وخطابات الكراهية للحفاظ على السلم الاجتماعي، والاستقرار السياسي».

وقال «نحن في دولة الإمارات نقدم نموذجاً يمكن الاستفادة منه في هذا الشأن، خصوصاً أنه يعيش على أرض دولتنا أكثر من مائتي جنسية، وهذا النموذج يتعلق بإصدار «قانون مكافحة التمييز والكراهية» الذي جرّم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومنع خطاب الكراهية.

كما تضمن مكافحة كل أشكال التمييز العنصري، وكذلك «قانون الجرائم الإلكترونية»، حيث جرّم هذا القانون نشر وتداول المعلومات المضللة، كما جرّم الإساءة إلى أي من المقدسات، كما منع إظهار أي شكل من أشكال العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي».

وأشار معالي صقر غباش إلى أنه بجانب سياسة دولة الإمارات في إصدار تشريعات تكافح خطاب الكراهية من جانب، وتحافظ من جانب آخر على الحريات والحقوق الدستورية، فإن نطاق الحماية امتد أيضاً إلى التأكيد على نبذ كل أوجه خطاب الكراهية من خلال استراتيجيات عمل واقعية وسياسات تعزز التسامح والحوار والتعايش بين الأديان والثقافات والمعتقدات.

لقاءات

والتقى معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي نظيره المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب في جمهورية مصر العربية، وذلك على هامش مشاركتهما في المؤتمر في النمسا.

وجرى خلال اللقاء بحث علاقات الصداقة والتعاون البرلمانية القائمة بين المجلسين، وتعزيز التنسيق والتشاور، خلال المشاركة في الفعاليات الدولية لا سيما حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يجسد رؤية قيادتي البلدين، وتطلعات الشعبين الشقيقين.

ووجه معالي صقر غباش دعوة للدكتور حنفي جبالي لزيارة دولة الإمارات ومعرض «إكسبو 2020».

إلى ذلك، بحث معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي مع ولفغانغ سوبوتكا رئيس المجلس الوطني النمساوي أمس في فيينا بجمهورية النمسا، سبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية بين الجانبين، بما يواكب علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا، والتي تشهد تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات بفضل الدعم الذي تحظى به من قبل قيادتي البلدين الصديقين.

وجرت خلال اللقاء مناقشة سبل الدفع قدماً بالعلاقات البرلمانية بين المجلسين الصديقين، وتفعيل أطر التنسيق والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك وذات الأولوية بالنسبة للجانبين، لاسيما خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية، إضافة إلى مناقشة أهمية إنشاء لجنة صداقة برلمانية لمأسسة العمل البرلماني وتبادل الخبرات والزيارات.

كما التقى معالي صقر غباش، أمس، آلن سيمونيان رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية أرمينيا، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البرلمانين الصديقين.

ووجه معالي صقر غباش دعوة رسمية لنظيره الأرميني لزيارة دولة الإمارات، ومعرض «إكسبو 2020».

الأخوة الإنسانية

قال معالي صقر غباش: لعل وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات سنة 2019 بين شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكيةِ، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك تعد دليلاً مرجعياً عالمياً، ونموذجاً ملهماً في مكافحة خطاب الكراهية من خلال احترام الاختلاف، وتعزيز العلاقات الإنسانية بقيم السلام والعيش المشترك، وامتداداً لكل ذلك فقد عززت الدولة سياستها الداخلية في هذا المجال، حيث عيّنت وزيراً للتسامح، كما أطلقت البرنامج الوطني للتسامح لترسيخ وتأكيد مفهوم التسامح ونبذ الكراهية، قولاً وفعلاً، في شتى مناحي الحياة.

Email