أسس وطناً وبنى حضارة

هزاع بن زايد: بفضل رؤية زايد الإمارات باتت تتصدر المؤشرات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن ذكرى تولي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حكم إمارة أبوظبي، يوم مفصلي، وبفضل رؤيته تصدرت الامارات المؤشرات العالمية. جاء ذلك في تدوينة لسموه عبر حسابه في «تويتر»، مؤكداً «أن ذكرى تولي الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي، يوم مفصلي، بدأت معه مسيرة التأسيس والنهوض، ووضع أسس بناء الدولة، وقيادة التحول التاريخي، حتى حققت الإمارات مكانة متقدمة، وباتت تتصدر المؤشرات العالمية، وهذا بفضل رؤية الراحل الكبير الشيخ زايد، التي وضعت الإنسان في صميم الخطط التنموية للدولة».

يوم تاريخي

وفي السياق، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة إن السادس من أغسطس يوم مهم في تاريخ الاستقلال والاتحاد والتنمية، جاء ذلك في تدوين لمعاليه عبر حسابه على «تويتر» قال فيها: «السادس من أغسطس يوم مهم في تاريخ الاستقلال والاتحاد والتنمية، ذكرى تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حكم إمارة أبوظبي، ليبدأ دوره التاريخي تجاه بناء الكيان الأكبر، ولتبدأ مسيرة الاتحاد والازدهار، ولعلها من أهم المحطات المفصلية في مسيرتنا المباركة».

الرخاء

من جهتها، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، في تدوينة عبر حسابها على «تويتر» بالمناسبة: «السادس من أغسطس، عندما ترجّـل قدر هذه البلاد عن صهوة الانتظار، وأخذ بيدنا لنجد أنفسنا وجهاً لوجه في مهبِّ الرخاء مع أحلامنا والغد».

55 عاماً مضت على تولي الشيخ زايد، رحمه الله، مقاليد الحكم في أبوظبي، حيث تولى ذلك في السادس من أغسطس 1966، إلى أن وافته المنية في 2 نوفمبر عام 2004 الموافق 19 رمضان 1425 هـ.

انطلق من أبوظبي ليؤسس وطناً، يشهد له القاصي والداني، ويؤسس حضارة تنافس الأمم علماً ومشاريع وتطوراً.

وحظي المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بصفته رئيساً لدولة الإمارات بثقة المجتمع الدولي واحترامه، واستطاع أن يجعل من دولة الإمارات أحد أهم اللاعبين العالميين بين الدول الحديثة، حيث كان باستطاعة أي مواطن في الدولة الوصول إليه، ليس فقط لمناقشة القضايا المتعلقة بسياسات الدولة، ولكن أيضاً لمناقشة أي مسائل شخصية تُطرح عليه، وبذلك استطاع أن يُجسّد صورة رجل الدولة العصري، الذي يتميّز في الوقت ذاته بصفات القائد الملهم.

وبما حباه الله من ذكاء وعبقرية في الحكم والقيادة، كانت سنوات حكمه حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب لتنمية إمارة أبوظبي في مختلف المجالات، وشهدت الإمارة بعد سنوات قليلة من تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم فيها، تحولات جذرية في زمن قياسي.

وعلى يد الشيخ زايد تم تنفيذ آلاف المشاريع في البناء والتشييد والتحديث والتطوير والخدمات، والتي شملت إقامة المساكن والتجمعات السكنية الحديثة، وبناء المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات والمعاهد والكليات والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وكهرباء ومياه وخدمات الاتصال والمواصلات، وغيرها من مرافق الخدمات الأساسية من أجل بناء دولة عصرية، وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.

ولم يقتصر عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إمارة أبوظبي وحدها، حيث كان يتطلع، رحمه الله، منذ تولي الحكم إلى جمع شمل الإمارات الأخرى، حيث بادر بعد أقل من عامين من توليه حكم إمارة أبوظبي، بالدعوة إلى جمع شمل الإمارات، ولاقت هذه الدعوة الحكيمة والمخلصة استجابة واسعة، تجسدت في الاجتماع الذي تم بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، في منطقة السمحة في 18 فبراير 1968 في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية في ذلك العام عن إجلاء جيوشها من الإمارات المتصالحة في الخليج قبل عام 1971، حيث تركز اللقاء على إقامة اتحاد بين الإماراتيين يقوم بالإشراف على الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي والخدمات الصحية والتعليمية، انتُخب الشيخ زايد في 2 ديسمبر 1971 أول رئيس للدولة بإجماع من قبل حكام الإمارات، الذين يمثلون أعضاء «المجلس الأعلى للاتحاد».

واستطاع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من خلال متابعته الدؤوبة لشؤون الدولة الآخذة في النمو أن يوزّع عائدات الثروة النفطية على القطاعات التي كانت في أشدّ الحاجة إلى التطوير، وأن يضمن مكانة اجتماعية مستقرة لجميع مواطني الدولة، ولم يقتصر اهتمامه فقط على الاستقرار الاقتصادي للدولة، بل إنه شعر أيضاً بالمسؤولية الشخصية حيال تعليم الجيل الجديد تراثه وثقافته، مع الحفاظ على ذكريات الماضي وقيمه؛ حتى يتسنى للدولة أن تتأقلم على نحو أفضل مع التغيّرات السريعة المقبلة، بل ازدادت سمعة الدولة بين دول العالم العربي بفضل استقرارها، والكرم الذي يجود به حكامها على شعبها، وعلى شعوب الدول الأخرى أيضاً.

وفي الثاني من ديسمبر 1971 شهد التاريخ ميلاد دولة حديثة أصبحت يوم إعلانها الدولة الثامنة عشرة في جامعة الدول العربية، بعد أن استكملت وثائق انضمامها إليها في السادس من ديسمبر 1971، والعضو الثاني والثلاثين بعد المائة في الأمم المتحدة اعتباراً من التاسع من ديسمبر 1971، أي بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الاتحادية. وانطلقت منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة الاتحادية، عجلة العمل بواحدة من أضخم عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، وأعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم عن تسخير الثروات من أجل تقدم الوطن ورفع مستوى المواطنين، قائلاً:«إننا سخرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً منا بأن هذا الشعب صاحب الحق في ثروته، وأنه يجب أن يعوّض ما فاته، ليلحق بركب الحضارة والتقدم».

وركز الشيخ زايد على توفير التعليم لجميع مواطني الدولة رجالاً ونساء، وفي إطار هذه المبادرة تم بناء المدارس والمراكز التعليمية والجامعات في جميع أنحاء الدولة، كما تم استقدام المدرسين من الدول العربية الأخرى لتعليم الأجيال الشابة، في غضون سنوات قليلة، تمكّنت دولة الإمارات من تلبية جميع متطلبات التعليم التي تحتاج إليها أي دولة حديثة ومعاصرة، وبلغت جهود الشيخ زايد في هذا المجال أوجها عندما نجح في تأسيس كثير من المؤسسات التعليمية المعتمدة، مثل «جامعة الإمارات» و«كليات التقنية العليا» و«جامعة زايد»، كما احتضنت الدولة كثيراً من الجامعات والكليات الخاصة.

Email