20 يوليو 2020 يكرّّس موقع الإمارات في نادي الفضاء العالمي

عام على انطلاق مسبار الأمل نحو المريخ

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

العشرون من يوليو 2020 يوم للتاريخ وللبشرية والأمل، يوم سيظل حاضراً في الذاكرة العربية، وتحديداً في ذاكرة أبناء الدولة الذين احتفلوا فيه بإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ، في أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف الكواكب بقيادة الإمارات، انطلقت من مركز «تانيغاشيما» للفضاء في اليابان نحو الطموح واللامستحيل، ونحو مرحلة جديدة من السمو والتقدم والازدهار. كما يمثل ذاك اليوم حصيلة سبع سنوات من الحلم والعمل الدؤوب لفريق عمل المسبار، معيداً للعرب أمجادهم الاستكشافية، ومجدداً الأمل في نفوسهم، ومثبتاً للقاصي والداني أن اللامستحيل سيظل مدوّناً في قاموس قيادة وشعب الإمارات.

واليوم، وبعد مرور عام على انطلاق هذه المهمة العلمية والوجدانية، نستذكر مشاعر الفرح والفخر بنجاح عملية الإطلاق، والفوز في الرهان على الشباب المواطن الذين أبهروا العالم بأدائهم، وقادوا المهمة بمهارة واقتدار، ورفعوا رؤوس شعب الإمارات وقيادته الرشيدة في الانتقال إلى مرحلة جديدة تفتح الباب أمام اكتشافات علمية جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من الإنجازات التي تحققت في خمسة عقود من عمر الاتحاد، لا سيما لجهة تطوير القطاعات الأكثر تأثيراً على الحياة.

أول الواصلين

كما نستذكر اليوم لحظات الترقب التي عاشها فريق العمل في مركز التحكم في المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، قبل نجاح «مسبار الأمل» في دخوله إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر مساء يوم التاسع من فبراير في الدخول، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلومتر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر استعداداً لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي في العالم، علامةً فارقةً في مسيرة الإمارات التنموية المتسارعة، وليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام «الاتحاد»، ملخصاً قصتها الملهمة، كدولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمة حية على الأرض. وأصبحت دولة الإمارات أول الواصلين إلى مدار الكوكب الأحمر ضمن ثلاث مهمات فضائية أخرى في ذاك الشهر قادتها، بالإضافة إلى الإمارات، كلّ من الولايات المتحدة والصين.

4 مراحل

وبنجاحه في إنجاز مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، أنجز المسبار أربع مراحل رئيسية في رحلته الفضائية وهي بالترتيب: الإطلاق، العمليات المبكرة، في الفضاء والدخول إلى المدار، ثم الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية المتمثلة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر، حيث سيقوم المسبار بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ المريخ والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعلياً أول مرصد جوي للكوكب الأحمر.

وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان رصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذ تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.

متابعة عربية وعالمية

وكان الملايين في الإمارات والوطن العربي والعالم قد تابعوا بترقب اللحظة التاريخية لدخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، من خلال تغطية حية ضخمة نقلتها محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ضمن فعالية كبرى نُظمت بدبي في محيط برج خليفة، أطول بناء من صنع الإنسان في العالم، والذي اكتسى إلى جانب المعالم الرئيسية في الدولة والعالم العربي بلون الكوكب الأحمر، وذلك لمتابعة اللحظات الحاسمة لوصول المسبار. كما استحوذ نجاح الإمارات في الوصول إلى كوكب المريخ ودخول المسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر على اهتمام أهم الصحف والمحطات العالمية، التي تابعت عن كثب هذه السابقة التاريخية التي تعزز مكانة الإمارات المتنامية كمركز للعلوم والمعارف الفضائية.

الانتقال إلى المدار

وفي التاسع والعشرين من مارس الماضي انتقل مسبار الأمل من مدار الالتقاط إلى المدار العلمي، بعد نجاح المناورة الأولى عبر تشغيل محركات دفع المسبار التي استمرت لمدة 8.56 دقائق، ليستقر في مداره النهائي حول المريخ استعداداً لبدء مهمته العلمية التي ستستمر لمدة سنتين، وقد يتطلب فقط توجيهاً طفيفاً لمساره لاحقاً.

الشفق المريخي

وفي الثلاثين من يونيو التقط مسبار الأمل صوراً هي الأولى من نوعها لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة، والتي ستساهم هذه الصور الاستثنائية غير المسبوقة في إثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.

وتعتبر هذه اللقطات الفريدة للشفق المنفصل لكوكب المريخ سابقة على مستوى العالم .

7 سنوات من الإصرار

وكانت رحلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» قد بدأت فعلياً كفكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جزيرة صير بني ياس في أواخر العام 2013، حيث قاد سموه عصفاً فكرياً مع أعضاء مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين استعرض فيه معهم جملة أفكار للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في العام، وقد تبنت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء، ومساهمة إماراتية في التقدم العلمي للبشرية، بشكل غير مسبوق.

وتحولت هذه الفكرة إلى واقع، عندما أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في العام 2014 مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، أُطلق عليه اسم «مسبار الأمل»، بحيث يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، بينما تمول الوكالة المشروع وتشرف على الإجراءات اللازمة لتنفيذه.

تجربة حافلة بالتحديات

وعلى مدى أكثر من ست سنوات من العمل على «مسبار الأمل»، تصميماً وتنفيذاً وبناء من الصفر، شهد المشروع تحديات جمّة، شكل تخطيها قيمة مضافة له. وكان أول هذه التحديات إنجاز المهمة الوطنية التاريخية لتصميم وتطوير المسبار خلال 6 سنوات، حتى يتزامن وصوله مع احتفالات الدولة بيومها الوطني الخمسين، في حين أن المهام الفضائية المثيلة يستغرق تنفيذها ما بين 10 أعوام إلى 12 عاماً، حيث نجح فريق مسبار الأمل من كوادر وطنية عالية الكفاءة في هذا التحدي، محولين الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة إلى حافز إضافي دفعهم لبذل المزيد من الجهد.

3

حمل المسبار معه 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، تساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة. وتشمل الأجهزة المذكورة كلاً من كاميرا الاستكشاف «EXI»، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» وجهاز المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية. وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ.

تفوق

تصميم وتجهيز وإطلاق المسبار في غضون 6 سنوات فقط

تصنيع المسبار وعدم شرائه جاهزا

نجاح فريق العمل في نقل المسبار إلى محطة الإطلاق رغم التفشي العالمي لجائحة كورونا

تأجيل إطلاق الصاروخ الحامل للمسبار بسبب الظروف الجوية غير المواتية

إنجاز عمليات توجيه المسبار عبر محطة التحكّم الأرضية

الدخول إلى مدار المريخ وكانت أصعب المراحل وأكثرها خطورة

Email