لغة القانون

العمل الخيري والعمل التطوعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفق العمل الخيري والعمل التطوعي، في المعاني الحميدة والإحسان والإنسانية وحصاد الخير والرحمة الذي يثمر منهما، وقد يتفق البعض أن كليهما وجهان لعملة واحدة، إلا أنه وبالرجوع إلى لغة القانون، يتبيّن أن هناك فرقاً بينهما، وذلك بحسب من يقوم به، فالتطوع عادة ما يقوم به الأفراد، لأنه يقوم على العطاء طواعية من تلقاء النفس، والعمل التطوعي وفقاً للقانون رقم (5) لسنة 2018 بشأن تنظيم العمل التطوعي في إمارة دبي هو «كل عمل يهدف إلى تحقيق منفعة عامة، ينفذ ضمن إطار منظم بموجب اتفاق التطوع، يشارك بموجبه المتطوع بمحض اختياره خارج نطاق عائلته، سواء بوقته أو جهده أو مهاراته دون أن يهدف إلى تحقيق أي عائد مادي لنفسه»، فهو عبارة عن الجهد والطاقة التي يستثمرها الإنسان، سواء كان هذا الجهد بدنياً أو ذهنياً لصالح الغير وبإرادته المنفردة دون وجود رغبة بتلقي مردود مادي، فهو ينبع من إحساس الشخص بالمسؤولية، بأن يكون فرداً نافعاً في المجتمع، ووفقاً للقانون رقم (5) لسنة 2018 المشار إليه، فإنه تتم مباشرة الأعمال التطوعية وفقاً للضوابط والاشتراطات المنصوص عليها فيه، وتحت إشراف الجهات المختصة، ومن أمثلة العمل التطوعي، تقديم المساعدة لأصحاب الهمم، وتنظيم الفعاليات العامة، وحماية البيئة.

أما العمل الخيري، فهو نشاط تمارسه كيانات منظمة بموجب تشريعات أو بترخيص من قبل السلطات المختصة، والتي تأخذ شكل المؤسسات والجمعيات الخيرية، بهدف تقديم السلع أو الخدمات أو الأموال لمن هم بحاجة إليها دون مقابل مادي، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي قد وضعتا إطاراً تشريعياً منظماً لإنشاء المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تتولى مباشرة الأعمال الخيرية المختلفة، ومن قبيل تلك المؤسسات على مستوى الدولة الهلال الأحمر الإماراتي، وعلى مستوى إمارة دبي مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ودبي العطاء، ونور دبي، التي تقدم أعمالاً خيرية وإنسانية داخل الدولة وخارجها.

* رئيس قسم الرأي القانوني اللجنة العليا للتشريعات في دبي

Email