دور فاعل للإمارات في تخفيف معاناة اللاجئين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس التجربة الإماراتية في مساعدة اللاجئين منظومة القيم الإنسانية، التي يقوم عليها مجتمعها المحلي المتمثلة في التسامح والمحبة واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية.

وتحل مناسبة يوم اللأجئ العالمي هذا العام في وقت استثنائي، حيث ما زال يواجه فيه العالم أزمة انتشار فيروس «كورونا» المستجد وتبعاتها، والتي فاقمت من معاناة اللاجئين من خلال التحديات والصعوبات التي برزت في وجه جهود توفير الخدمات الأساسية وإيصال المساعدات الإنسانية، ولكن لا مستحيل في قاموس دولة الإمارات، فقد كثفت جهودها في مد يد العون لدعم اللاجئين حول العالم، متجاوزة كل الصعوبات والعوائق التي فرضها تفشي الوباء.

وقد أسهمت شحنات المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية وحملات التطعيم ضد فيروس «كورونا» المستجد، والتي انطلقت من أراضي الإمارات إلى الكثير من دول العالم في تعزيز قدرات العديد من الحكومات والمنظمات الدولية على مواجهة تداعيات الوباء في مخيمات ومناطق اللاجئين.

وقدمت دولة الإمارات على مدار السنوات العشر الماضية ما يزيد على 1.11 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان، من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وأيضاً إنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.

وعلى الصعيد الفلسطيني، أكدت الإمارات دائماً أن دعم الأشقاء الفلسطينيين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية يأتي في صدارة أولوياتها، وذلك في إطار الالتزام الراسخ لدولة الإمارات قيادة وشعباً بدعم القضية الفلسطينية وتأمين سبل الحياة للاجئين منهم.

وفي عام 2020، وفي الوقت الذي أحكمت به الجائحة قبضتها على العالم أجمع، لم تتوانَ الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للعديد من الدول المتضررة، مثل دولة الصومال الشقيقة لدعم جهود مكافحة وباء «كورونا» هناك، إضافة إلى تقديم يد العون ومساعدة المتضررين من الفيضانات المدمرة، التي ضربت الصومال جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة شرق أفريقيا مؤخراً، وكان ذلك استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث قامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية على الفور بتسيير رحلة جوية إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وعلى متنها أكثر من 35 طناً من التجهيزات الطبية والمعونات الإنسانية، التي أسهمت في تعزيز قدرة الصومال على التصدي لوباء «كورونا»، وكذلك دعم عمليات الإغاثة والإعاشة للآلاف من المتضررين من الفيضانات، والذين أجبروا على هجر مساكنهم جراء السيول، ومن ثم توفير المقومات المعيشية الضرورية لهم.

وأسهمت مبادرة «مدرسة في 1000 قرية»، التابعة لمنصة مدرسة الإلكترونية، المندرجة ضمن مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في دعم الطلاب اللاجئين في مخيمات اللاجئين بالأردن، والقرى النائية بالأجهزة الإلكترونية الحديثة والتقنيات المبتكرة، لا سيما تلك القرى التي تعاني من ضعف البنية التحتية المناسبة للاتصال بالإنترنت، أو عدم توفر أجهزة تقنية خصوصاً في ظل إغلاق المدارس وتفعيل خطط التعليم عن بعد.

وتابع فريق عمل المبادرة مهامه الهادفة إلى توفير أفضل تقنيات التعليم عن بعد، من دون الحاجة للاتصال المباشر بالإنترنت إلى الفئات الطلابية القاطنة في القرى النائية على مستوى المنطقة العربية وأفريقيا.

 

Email