الإمارات.. حضور فاعل على الساحة الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكّل عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن حلقة جديدة في التعاون المثمر، مع الأمم المتحدة، لا سيما مجلس الأمن في إرساء السلام والاستقرار حول العالم.

وحرص الأب المؤسّس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أن يكون نهج السياسة الخارجية للدولة متوافقاً مع القانون الدولي. ولعل من يتتبع السياسة الخارجية لدولة الإمارات يرى توافقها الكامل مع أهداف ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وكل المنظمات الدولية التابعة لها، ما يجعل دبلوماسية دولة الإمارات تعمل بشكل دائم، وفق النهج الأممي.

وتسهم دولة الإمارات منذ أول أيام التأسيس وحتى اليوم، وبقوة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، ما أفرز النجاح والزخم الكبير في تحقيق أهداف الدولة، من خلال الحضور القوي والفعال لدولة الإمارات في كل الاجتماعات، التي تنظمها المنظمات الإقليمية والدولية، والتي تتفق مع مصالح الإمارات من خلال التوظيف الحكيم لكل الإمكانات السياسية والاقتصادية والإنسانية والعلمية في تكريس صورة ودور دولة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، والبناء على قيمة ومكانة الدولة كونها محوراً للتنمية والاستقرار في المنطقة، فيما تتمثّل أولى الأفكار التي ستعمل عليها الإمارات في مجلس الأمن هو التزامها بالعمل مع الشركاء لتعزيز الأمن والسلام في أفريقيا خلال عامي 2022 و2023.

ويُثمّن للدبلوماسية الإماراتية قدرتها على التعامل مع كل التحديات والأخطار، التي عصفت بالمنطقة خلال العقود الماضية، من خلال انتهاج دبلوماسية تعمل وفق رؤية ومنهج ينظر بعين المسؤولية لكل الأخطار القائمة والمحتملة، بما يراعي حفظ الأمن والسلم الدولي، وهو الهدف الأول لمجلس الأمن، إذ إنّ دولة الإمارات شريك أساسي وعنصر فاعل في تحقيق أهداف مجلس الأمن من خلال الأدوات، التي تعتمد عليها، لا سيما المساعدات الإنسانية والإغاثية، التي جعلت من دولة الإمارات ودون منازع «عاصمة العالم الإنسانية» بحكم مكانتها المرموقة بين الدول، التي تقدم المنح والمساعدات الإنسانية سواء بطريقة مباشرة أو عبر مؤسسات الأمم المتحدة، بما أسهم في تهيئة أجواء السلام في مراحل ما بعد النزاعات والصراعات المسلحة.

وتعتمد السياسة الخارجية لدولة الإمارات على الاعتدال وتحفيز التنمية، والازدهار المشترك، ودعم قضايا الحق والعدل في المحافل الدولية، واتباع أسلوب الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء، واحترام قواعد حسن الجوار، وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

مرجع دولي

وأسهمت استراتيجية دولة الإمارات في معالجة الأزمات الإقليمية والدولية إلى جعلها مرجعاً دولياً في أسلوب إدارة التحديات وتقديم الحلول، وباتت من صناع القرار في العالم، إذ تسعى كل القوى الدولية لمعرفة رؤية دولة الإمارات في مختلف القضايا والنزاعات، وتحترم ما تحظى به الإمارات من قدرة على بناء تقدير موقف تجاه مختلف قضايا المنطقة. ويأتي التقدير الدولي لمواقف دولة الإمارات تجاه مختلف القضايا من قناعة بأنها مواقف تستند إلى الاستنارة السياسية والروح الإيجابية، والمسؤولية الدولية.

ولعبت الشفافية والمصداقية في المواقف الإماراتية دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين الدولة ومختلف دول العالم، ما رسخ في اليقين العالمي مكانة مرموقة لدولة الإمارات كونها أبرز الدول الفاعلة في المسارين الإقليمي والدولي، الأمر الذي يتبدى وبوضوح خلال الأزمات التي تمر بها المنطقة.

بدأت الإمارات وبعد عقود من السياسة الحكيمة والداعمة للشرعية الدولية والقوانين الإنسانية، جني ثمار جهودها البناءة في كل دول العالم، إذ أظهرت استطلاعات الرأي العالمية أنّ غالبية شباب العالم يحلمون بالحياة والعمل في دولة الإمارات.

وعزّز حلول جواز السفر الإماراتي في المركز الأول عالمياً بريق الصورة الذهنية عن الإمارات كونها دولة سلام وتسامح وانفتاح، في ظل احتضان الدولة المقيمين من 200 جنسية على أراضيها.

Email