94000 زيارة لـ«التطبيب عن بعد» في 6 أشهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت المنظومة الصحية في دولة الإمارات، خلال جائحة «كورونا» نجاحات متتالية، تمثلت باحتواء الجائحة من خلال نظام الترصد الوبائي، حيث كانت نسبة الإصابة من أقل الدول عالمياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى الوفيات، ومواصلة تقديم الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز للمرضى العاديين والمراجعين، من خلال تطبيق نظام التطبيب عن بُعد، بمستويات الجودة العالية الموجودة نفسها والمطبقة قبل الجائحة، حيث سجلت الخدمة 94 ألف زيارة خلال الربعين الثاني والثالث من العام الماضي. (دبي- عماد عبد الحميد)

وعملت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تطوير أدوات عمل مبتكرة وخدمات ذكية، تتناسب مع مختلف الظروف، لتوفير خدمات استشارية صحية وعلاجية مع المحافظة على جودة الخدمات الصحية، من خلال توظيف التقنيات الذكية في مجال أتمتة الخدمات الصحية، وفق أرقى الممارسات العالمية، إضافة إلى تعزيز خدمات الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071.

وبلغ عدد الزيارات الإلكترونية في نهاية الربع الثاني من العام الماضي 44529 زيارة إلكترونية، و49599 زيارة إلكترونية في نهاية الربع الثالث.

مجالات متنوعة

وشملت خدمات التطبيب عن بعد كل التخصصات الحيوية، كالقلب والأطفال والباطنية والتغذية، كما ضمت خدمات الصحة النفسية عن بعد، والتي تتضمن الاستشارات الطبية النفسية والاجتماعية وبرامج التأهيل لمرضى قسم الإدمان، وأقسام الأمراض النفسية الأخرى والطب النفسي المجتمعي من الفئات العمرية المختلفة، كالبالغين وكبار السن والأطفال والمراهقين، بالإضافة للبرامج التثقيفية بمجال الأمومة والطفولة والصحة العامة والوقاية من الأمراض، وضمت أيضاً خدمة الاستشارة الطبية عن بعد مع أطباء خارج الدولة، ضمن برنامج الأطباء الزائرين، لمساعدة المرضى والأطباء في الحصول على استشارة ثانية في الحالات الحرجة من خلال التواصل المرئي.

وسعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى تطوير خدمات التطبيب عن بعد والمراقبة الصحية، فور تفشي جائحة «كورونا»، من خلال توفير حلول وخدمات تكنولوجية مبتكرة في مجال تعزيز الصحة الرقمية، وذلك من خلال توفير الرعاية المتخصصة والمشورة الطبية للمرضى عن بعد، وخفض أعداد المراجعين، متبعة بذلك أفضل الممارسات العالمية في مجال التطبيب عن بعد والصحة الرقمية، من خلال التواصل السمعي والمرئي بين المريض والطبيب المختص دون الحاجة لمغادرة المنزل، وذلك لضمان سلامة أفراد المجتمع وتقليل المخاطر الصحية وتوفير العناء الناتج عن التنقل بين المستشفيات والعيادات الخارجية، حيث يتمكن المريض من التواصل مع الطبيب من خلال رابط إلكتروني، يتم إرساله لهاتفه كونه رسالة تذكيرية بالموعد لتقييم حالة المريض وصرف الأدوية، كما يمكن للمريض أيضاً الدخول مباشرة عن طريق الخط الساخن للوزارة، وكل ذلك أسهم في ضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية للمرضى وبكفاءة عالية.

 

حلول ذكية

وأكد الدكتور يوسف محمد السركال المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، حرص الوزارة على تطوير أدوات عمل مبتكرة وخدمات ذكية، تتناسب مع مختلف الظروف، لتوفير خدمات استشارية صحية وعلاجية مع المحافظة على جودة الخدمات الصحية عبر توظيف التقنيات الذكية في مجال رقمنة الخدمات الصحية، وفق أرقى الممارسات العالمية، مشيراً إلى مواكبة الوزارة للتوجهات العامة لحكومة الإمارات بالارتقاء بجودة الحياة واستدامة الرعاية الصحية، من خلال تقديم خدمات وقائية ذكية تصل للمرضى وكبار المواطنين وأصحاب الهمم في منازلهم بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة التطبيب عن بعد والواقع الافتراضي والمعزز وأجهزة الرعاية المنزلية، وبيّن أن الوزارة حرصت على توظيف أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتلبية احتياجات المرضى ودعم القرارات الطبية في المستقبل بدرجة أكبر، بالإضافة إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية.

استراتيجية

ولفت الدكتور السركال إلى أن خدمات التطبيب عن بعد والمشورة الصحية التي أطلقتها الوزارة، خلال السنوات الماضية تشكل ركيزة أساسية في دعم استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي لاستثمار أحدث التقنيات وأدوات التكنولوجيا وتطبيقها في قطاع الصحة، وتمتلك وزارة الصحة ووقاية المجتمع المؤهلات الضرورية، من حيث توافر البنية التحتية التكنولوجية ووجود كادر طبي وتقني مؤهل للتعامل مع خاصية التطبيب عن بعد، في الوقت الذي تواجه المنشآت الصحية في العالم العديد من التحديات الصحية للتهيؤ لمواجهة جائحة «كوفيد 19».

وأشار إلى أن نظام التطبيب عن بُعد جسّد حرص الوزارة على مواكبة التوجهات العامة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالارتقاء بجودة الحياة واستدامة الرعاية الصحية، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد «كوفيد 19»، لافتاً إلى تقديم استشارات افتراضية ذكية على مدار الساعة لتلبية احتياجات المرضى، والمتابعة الاستباقية لحالة المرضى عن بُعد، وتقديم الخدمات الصحية الوقائية، ما يسهم بخفض تكاليف الرعاية الصحية.

وأفاد بأن التطبيب عن بُعد تقدم استشارات طبية متميزة من تقييم الحالة واستشارة الطبيب، موضحاً أن أصحاب الأمراض المزمنة من أبرز المستفيدين من هذه الخدمة، حيث يمكن متابعة حالاتهم دون الحاجة إلى مراجعة المستشفى أو المركز الصحي.

فوائد

وذكر أن نظام التطبيب عن بُعد، له العديد من الفوائد والنتائج، أبرزها عدم انقطاع تقديم الخدمات الطبية خلال الجائحة، وكذلك هناك عوائد اقتصادية ومالية، بالإضافة إلى أنه قلل الضغط على المرافق الطبية خلال الجائحة. وكشف السركال إلى أن التقنيات الحديثة سيتم الاعتماد عليها أكثر، خلال الفترة المقبلة في تقديم الخدمات الطبية، مشيراً إلى أن توفر البيئة التشريعية والتنظيمية ساعد في تطبيق خدمات التطبيب عن بُعد.

 

رعاية عالية الجودة

ومن جهتها أوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي مديرة إدارة المستشفيات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن الوزارة وظفت أحدث التقنيات التكنولوجية لتفعيل نظام التطبيب عن بعد بالصيغة المطلوبة، بهدف توفير رعاية طبية عالية الجودة للمرضى، إذ تم تقديم استشارات طبية عن بعد للمرضى على مدار الساعة منذ بدء الجائحة، كما عملت الوزارة على توعية أفراد المجتمع بخدمات التطبيب عن بعد، من خلال الإعلام المرئي والرسائل النصية لكل مستخدمي الخدمات الصحية للوزارة والموقع الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث أسهمت هذه الخطوة في تعزيز جهود الوزارة لنشر ثقافة التطبيب عن بعد، وتم إيجاد حلول لمواجهة التحديات التقنية، التي يواجهها كبار السن، بالتعاون مع أفراد الأسرة لتسهيل إجراء الاتصالات وتقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لهم.

Email