«البيان» رافقتها في رحلة فوق سماء دبي

موزة آل مكتوم: فضلت الطيران الشرطي عن المدني لرد الجميل للوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين السحاب ومعانقة النجوم، لمعت نجمة في سماء الإمارات؛ الشيخة موزة بنت مروان بن محمد بن حشر آل مكتوم ملازم أول طيار في الجناح الجوي لشرطة دبي، كأصغر امرأة تشغل هذا المنصب في العالم، حيث رسمت وقادت من الارتفاعات العليا ومن كابينة الطائرة، مسيرة جديدة للفتاة الإماراتية ورسمت ملامح النبوغ والتميز بخطوط عريضة بل وكانت الأصغر في أكاديمية أكسفورد للطيران بعد أن حلّقت بالطائرة لأول مرة في الثانية عشرة من عمرها.

لا حدود لطموحاتها وتميزها في عالم تحيط به المغامرة والتحليق من أعلى، وباتت نموذجاً مشرّفاً للفتاة الإماراتية بطريقة جعلت العالم يتحدث عن فتاة شابة تقود طائرة، بل وتتقن العديد من اللغات وترنو إلى تحقيق المزيد من الأحلام لتكون دبي موطنها والسماء بيتها.

«البيان» رافقت الشيخة موزة آل مكتوم في رحلة بطائرة مروحية تابعة لشرطة دبي في سماء الإمارة، واطلعتنا على سيرتها الذاتية وطموحاتها غير المحدودة، وكان هذا اللقاء الفريد من نوعه، وأكدت أنها فضلت الطيران الشرطي عن المدني لرد الجميل للوطن.

دعم

وقالت الشيخة موزة آل مكتوم «بداية أنا ممتنة لدعم القيادة الرشيدة، المتمثلة في رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإيمانه بتمكين المرأة الإماراتية في جميع المجالات، حرصاً منه على إبراز الدور العظيم الذي تقوم به في مسيرة التقدم والارتقاء بالوطن الغالي».

وتابعت: ولدت في العام 1996 ومنذ أن كنت طفلة دائماً ما كنت أتوق إلى المغامرات، وكنت دائماً متأهبة لممارسة العديد من الأنشطة الممتعة والمليئة بالمغامرات مثل ركوب الخيل وتسلق الصخور وحضور دورات الملاكمة، وممارسة رياضة الوثب واكتشاف المنحدرات الصخرية المذهلة عن طريق التسلق والقفز، والسباحة ببراعة كبيرة.

القفز الحر

وأضافت الشيخة موزة: درست في مدرسة لطيفة للبنات في دبي، وعندما كنت في سن الثانية عشرة ذهبت مع أسرتي في رحلة إلى المملكة المتحدة، وحينها شعرت للمرة الأولى برغبتي في التحليق في السماء كالطيور، حيث كانت أول دروس الطيران على يد أخي من أعظم ذكرياتي الثمينة، فقد كان يوماً صيفياً حاراً وكنت أحلق في طائرة مروحية طراز (Robinson 22) بلا أبواب، وما كنت لا أتوقعه في ذلك الوقت هو الدور الفعّال الذي ستلعبه هذه الرحلة في تغيير مسار حياتي وتحديد معظم اختياراتي التي قادتني إلى ما أنا عليه اليوم.

وأوضحت أنه عندما كانت في عمر الثالثة عشرة أقدمت بجرأة على القفز الحر بالمظلات للمرة الأولى من الطائرة، وأن أسرتها كانت دائماً مصدراً رائعاً للدعم والتشجيع لها منذ أن كانت شغوفة في طفولتها بالمغامرات والحماس، إلى أن تطور ذلك الشغف إلى قرار دراستها في الخارج ورغبتها في اتخاذ الطيران كمهنة لتصبح طياراً تجارياً وملازم أول طيار في الجناح الجوي لشرطة دبي.

أصغر طالبة

وأشارت الشيخة موزة إلى أنه بعد موافقة والديها، أصبح شغفها بالطيران يتطور نحو مستقبل مهني، ولكن الأكاديمية اشترطت أن تجتاز اختبارات شهادة الثانوية البريطانية (GSCE)، وبالفعل قامت الشيخة موزة باجتياز الاختبارات بجدارة، وفي سن السابعة عشرة أصبحت أصغر طالبة مسجلة في أكاديمية أكسفورد للطيران، وهي واحدة من أبرز الكليات لتدريب طلبة الطيران ومقرها في مطار لندن أكسفورد في المملكة المتحدة، ومطار ميسا فالكون فيلد في أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت الشيخة موزة في طريقها لإنهاء برنامج مساعد الطيار الشامل، والحصول على رخصة طياري النقل الجوي الموحدة ATPL وحينها سافرت معها والدتها، مصدر التشجيع الدائم لها، إلى الأكاديمية لتطمئن على استقرارها هناك، وبالرغم من حماسها، كانت تعلم جيداً أن هذا التحدي لن يكون سهلاً، وكانت تستمتع بالتدريب العملي للطيران أكثر من التدريب الأرضي، حيث كان يسحرها المنظر الخلاب لشروق الشمس والتحليق في سماء مرصعة بالنجوم في الليل.

رحلة طيران فردية

وصرحت الشيخة موزة أن أول رحلة طيران فردية كانت بمثابة الحلم قائلة «استيقظت في ذلك اليوم بكل نشاط وحماس، وبينما كنت أقود سيارتي وأنا أشاهد شروق الشمس في أريزونا، كنت فخورة جداً لما وصلت إليه في ذلك اليوم، لقد خضعت لجميع الفحوصات اللازمة قبل الإقلاع، وكان كل شيء على ما يرام، وبمجرد ما اقتربت من حافة مدرج الإقلاع شعرت بتدفقٍ شديد للأدرينالين، بعد ذلك ارتفعت الطائرة عن الأرض، ما جعلني أشعر بإحساس جميل لا يُصدق».

وحول تفاصيل أول رحلة طيران قالت الشيخة موزة: «ما زلت أتذكر أول رحلة لي كقائدة طائرة، حيث كانت الرحلة متجهة إلى العاصمة الأردنية عمّان، وأوفت والدتي بوعدها لي وكانت على متن الطائرة، كما دعت العديد من صديقاتها لتفخر بابنتها التي أصبحت «طيار»».

وحول تفضيلها العمل في الطيران الشرطي وليس المدني، لفتت إلى أنها حققت حلم طفولتها بالعمل في الطيران عموماً، ولكنها أرادت خدمة الوطن، خصوصاً في المهام التي تقوم بها شرطة دبي سواء أكانت في مهمة بحث وإنقاذ في البحر أم أي من المهام الإنسانية وتحتاج للطيران في دورية فوق أفق دبي.

هوايات

ولفتت الشيخة موزة إلى أنه من الهوايات التي تحرص على ممارستها ركوب الخيل والقفز بالمظلات فقد أقدمت بشجاعة على تجربة wing walking للمرة الأولى من الطائرة في سن الثالثة عشرة حيث تشبثت بجناح الطائرة أثناء طيرانها.

وأفادت أنها تمكنت من التنسيق بين الحياة العملية والشخصية، مؤكدة أن الطيار شخص يتحدى نفسه، قبل تحديه مخاطر هذا المجال، ولا يلتزم بروتين محدد، وذلك بسبب التغير المستمر في التوقيت والوجهات والأشخاص الذين نعمل معهم، لذلك يجب أن يكون الطيار شخصاً مرناً.

ووجهت الشيخة موزة كلمة إلى كل فتاة إماراتية قائلة: «إن دولة الإمارات متمثلة بقيادتها الرشيدة فتحت لكِ كل الأبواب، ووفرت كل الإمكانيات الداعمة لتمكين المرأة الإماراتية، لتكوني في الصفوف الأولى في جميع المجالات، المجتمع ينتظر المزيد من العطاء والعمل، لرد الجميل لهذا الوطن الكريم، فلا تترددي، وآمل أن تكون خبرتي مصدراً لإلهام وتشجيع للمرأة الإماراتية الشابة في البحث عن طموحهن، ثابري وتمسكي بحلمك وليصل طموحك إلى عنان السماء».

دبي من أعلى

تقدمت الشيخة موزة آل مكتوم بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على ما وصلت إليه إمارة دبي من إبهار حيث تبدو كلوحة معمارية فنية فريدة من نوعها، وحين ننظر إليها من أعلى، تتجدد دبي المفعمة بالحياة في كل رحلة طيران فوق سمائها.

Email