ماراثون زايد الخيري رسالة إنسانية عالمية تجسدها الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف الرياضة في مقدمة القطاعات، التي تبرز معاني الإنسانية، والتقارب بين الشعوب، ودعم المبادرات الخيرية، فالرياضة كونها لغة عالمية.

يعرفها الجميع من شتى بقاع الأرض، تمثل الشغف الحقيقي لتحقيق الأحلام، ولكن في الوقت نفسه الوصول إلى غايات أكبر وآفاق أرحب، تؤكد أن الرياضة ليست ممارسة ومنافسة من أجل الفوز فقط، ولكن أيضاً لها معان أخرى وأهداف سامية، كونها واحدة من أبرز أساليب الدعم الخيري، ومد يد العون للكثيرين حول العالم.

ويعد ماراثون زايد الخيري تجسيداً حياً، وأفضل مثال على أن الرياضة أفضل وسيلة لدعم الإنسانية ونشر الخير، وهو الحدث الذي استحوذ على مكانة كبيرة في فكر واهتمام القيادة الرشيدة، بدءاً من المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصل بعده الأبناء برغبة وإصرار على نشر الخير بمشاريع من أصحاب الأيادي البيضاء، جعلت من الإمارات عاصمة عالمية للإنسانية.

علامة تجارية إنسانية

ماراثون زايد الخيري، الذي انطلق من الإمارات وضع اسمه كونه واحداً من أهم الأحداث الرياضية الخيرية على مستوى العالم، وأصبح بمثابة علامة تجارية مسجلة لدعم المرضى والمحتاجين كونها بادرة رائدة انطلقت من أرض الإمارات، منذ سنوات طويلة ومستمرة حتى الآن، تمثل تجسيداً حقيقياً للعمل الإنساني، وحب الخير الذي تتصف به الدولة، وقائدها المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويقام ماراثون زايد الخيري منذ 20 عاماً، كونها مبادرة رائدة، تعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات، ويحظى في كل عام بدعم واهتمام القيادة الرشيدة، وبات يمثل صدقة جارية لروح المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال تقديم العلاج للمرضى، الذين يعانون الأمراض المستعصية، التي تتكلف نفقات باهظة في علاجها كأمراض الكلى والسرطان والكبد الوبائي.

الانطلاقة في 2001

جاءت انطلاقة الماراثون من خلال فكر توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتحديداً في الثالث من مارس عام 2001، ليحلق بعدها متخطياً الآفاق وعابراً القارات.

وعلى جسور من المحبة والعطاء والخير والنماء ويوماً بعد يوم، حلق الماراثون من أبوظبي إلى نيويورك، عام 2005، ومنها إلى جمهورية مصر العربية، التي شهدت تنظيم 6 نسخ، ليترك في كل بقعة يحل بها سعادة في النفوس وبهجة في القلوب، من خلال تركيزه على هدف وحيد، هو فتح أبواب الأمل للمرضى وللمؤسسات غير الربحية، التي تسهم بشكل أو بآخر في فك الكرب عن المكروبين.

وقدم الماراثون على مدار العشرين عاماً الماضية الملايين من الدعم المادي لعدد من المستشفيات في هذه الدول لعلاج المرضى، إذ استطاع الماراثون أن يعزز مكانته على خريطة الفعاليات المماثلة على المستوى العالمي.

وبات يحظى بالمتابعة والاهتمام الكبيرين من جانب وسائل الإعلام المختلفة؛ لأنه يتعدى كونه حدثاً رياضياً إلى مناسبة تنطوي على العديد من الرسائل الإيجابية والإنسانية النبيلة، لعل أبرزها الإيمان بأهمية العمل الخيري والإنساني في التقارب بين الشعوب والثقافات، وخصوصاً إذا كان هذا العمل يرتبط بأحد القيادات الاستثنائية، التي خلدها التاريخ وهو الشيخ زايد، الذي استطاع أن يؤسس لمدرسة فريدة في العطاء، تمثل مصدر إلهام للعالم أجمع.

نسخة نيويورك

انطلقت النسخة الأولى من ماراثون زايد الخيري في نيويورك عام 2005، وكانت خطوة موفقة للغاية من اللجنة العليا المنظمة للحدث أن اختارت حديقة «سنترال بارك» الشهيرة، التي تعتبر أهم معالم المدينة، ليقام فيها السباق، الذي تقرر من الدورة الأولى أن يذهب ريعه لمؤسسة «هيلثي كيدني»، المتخصصة في علاج أمراض الكلى.

والتي تقوم بعمل الأبحاث والدراسات؛ لتوفير أفضل سبل الوقاية والعلاج، والمبادرة فتحت أبواب الأمل أمام الكثير من المرضى، الذين لا يمتلكون تغطية تأمينية تساعدهم على مجابهة آلام المرض، وتكاليف علاجه الباهظة للمساهمة في تخفيف آلام المرضى، وهي مهمة عظيمة، نجحت فيها الإمارات باقتدار، وأدخلت السعادة على قلوب المرضى وأسرهم، وباتت حديث الناس في نيويورك.

الماراثون في أم الدنيا

بفضل النجاحات التي حققها الماراثون انتقلت الفكرة، ليقام في جمهورية مصر العربية، ونجح في ترك بصمات كبيرة، وشكل منعطفاً وتحدياً في تنظيم محطة أخرى للماراثون في القاهرة، التي أصبحت أول مدينة عربية تحتضن الحدث الإنساني الرائع بعد أبوظبي ونيويورك، إذ استضافت القاهرة ثلاث نسخ، وذهب ريع الماراثون دعماً لمرضى الكبد الوبائي، ومستشفى الأطفال 57357 لعلاج مرضى السرطان.

أقيمت النسخة الرابعة في يناير 2018 بمحافظة الأقصر، بمشاركة 6300 متسابق لدعم علاج مرضى السرطان بالصعيد، وذلك تحت شعار «أجري في الخير- كل خطوة تفرق»، وقد تزامن موعده مع الذكرى المئوية لوفاة الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، فكان بذلك أول الفعاليات الرياضية، التي تحيي المناسبة.

وذلك بالتعاون مع مؤسسة الأورمان ومحافظة الأقصر، وقد أسهمت عوائد الماراثون في تطوير وتحديث الأجهزة والبحوث الطبية ومشاريع البنية التحتية للمستشفى، بشراء أجهزة حديثة للتشخيص والعلاج، وبدء تأسيس المبنى الجديد للمستشفى، ثم انتقال الماراثون إلى مدينة الإسماعيلية، ومنه في النسخة الأخيرة في المدينة الباسلة في السويس، قبل التوقف بسبب جائحة «كورونا».

 
Email