مآثر زايد عقد اجتماعي ومنظومة قيمية لعلاقة الفرد بوطنه

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكّل يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف الـ 19 من شهر رمضان ذكرى مهمة لتكريس قيم البذل والعطاء التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه باني الدولة ومؤسسها بأفعاله ومبادراته ومشاريعه وأقواله، مجسّداً ثقافة الدولة ونهجها في تقديم العمل النبيل والمبادرة إلى أعمال الخير طبقاً لمفهوم الإنسانية التي تجمع البشرية.

وغرس المغفور له بإذن  الله الشيخ زايد رحمه الله في أبنائه وشعبه نهج البذل والعطاء بلا مقابل، ما مكّن الدولة من تبوأ مكانة متقدمة في مبادراتها النبيلة، التي تستند إلى ترسيخ ثقافة العطاء، وتعزيز مفاهيم العمل النبيل، ومناصرة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، ومساندة المنكوبين في شتى بقاع العالم، استمراراً لمسيرة البذل والعطاء، والوفاء للقيم الإنسانية العظيمة التي تأسست عليها الدولة.

تعد مآثر المغفور له الشيخ زايد بمثابة عقد اجتماعي، ومنظومة قيمية متكاملة لعلاقة الفرد بوطنه، وبحكامه، وبالإنسانية جمعاء، بحسب الدكتور السيد بخيت أستاذ الإعلام في  جامعة زايد.

فإن هذه المنظومة صالحة للبقاء مع تغير الأزمنة والأحداث، إذ استمدت مقوماتها الأساسية من القيم الإنسانية النبيلة، والفطرة السوية، وحب الخير، والإيمان بتكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان، وبأن الله خلقهم سواسية، وأنه يحثهم على البر والتقوى والتعاون.



وأكد الدكتور بخيت أن أفعال الشيخ زايد جسدت هذه القيم من خلال المبادرات والمشاريع، التي لم تقف عند جيل واحد، بل أصبحت تتناقلها الأجيال معتزة بها، وتحرص على التعلم منها وتطبيقها، فما نشهده من مبادرات إنسانية تقوم بها العديد من الجهات في دولة الإمارات، ما هي إلا تجسيد لهذه القيم.

كما أن تعايش جنسيات وثقافات متنوعة في أمن وأمان وسلم وتسامح داخل مجتمع الإمارات، ما هو إلا انعكاس حقيقي للقيم التي غرسها الشيخ زايد في أبنائه، وما حب الإماراتيين لوطنهم وتقديرهم لحكامهم إلا تعبيراً عن إيمانهم بصدق مقولات وأفعال الشيخ زايد ومن سار على دربه.

وتابع أن زايد علامة مميزة في تاريخ البشرية، في عطائه وفي أفعاله، وفي قدرته على كسب حب الجميع داخل البلاد وخارجها، وفي تذكرهم لما قدمه لهم من مساهمات ومشاريع، لا تزال شاهدة على تميزه كإنسان وعلى حكمته وبصيرته.

مسيرة العطاء



ورأى ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن شهر رمضان يذكرنا ببناني نهضة الدولة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لم يدخر من العطاء والبذل في سبيل كرامة الإنسان وسلامته، الذي استطاع أن يترك بصمة إنسانية وعطاءً بين أبنائه الذي مشوا على نهجه فترى الجميع يخطو تلك الخطوات ويتمثل بقائد صنع المستحيل، وشعب لم يكتفِ بصفاته بل سمى نفسه «عيال زايد» قولاً وفعلاً.

وأكد أن الشهر الفضيل فرصة للجميع  لبذل الجهد في سبيل الخير واكتساب الأجر، إذ إن الأجر مضاعف فيها والثواب من الله مقبول، لذا علينا أن نبذل جهدنا في هذا الشهر وترك بصمات راقية إنسانية وخيرية لها ثوابها وأجرها على المدى الطويل.

واستشهد الفلاسي بكلمات المغفور له الشيخ زايد عندما قال: «لا أستطيع النوم وثمة محتاج من أبناء الوطن ينتظر مني أن أساعده»، نعم تلك هي الأيادي البيضاء التي نُشر خيرها عبر الوطن واتسع إلى أن وصل إلى العالم أجمع، فكم من خير إلى يومنا هذا باسم زايد الخير وكم من مدن تم تسميتها باسم الشيخ زايد رحمه الله تعالى، وخير مثال قادتنا الأوفياء الذي لم يتركوا بصمة إلا ووضعوها على صفحات التاريخ، إذ إن الخمسين ستعود على الجميع بالخير والرحمة .

والتي فيها تخليداً لقيم استمرت في العطاء والخير على مدى أعوام وكانت ترجمتها خير مثال من قادة أوفياء مشوا على نهج زايد الخير والعطاء فخير الإمارات وغوثها وصل ولا زال يصل إلى أقاصي الأرض وأدناها.

وقال إن هذه الصفات انعكست على المقيمين في الدولة الذين انعكست عليهم الصفات والقيم الأصيلة وتراهم لا يريدون أن يغادروا أرض الخير والعطاء لما شاهدوه من تسامح وتعاون ومحبة امتزجت بالخير والعطاء والتعايش، تلك هي المعاني والقيم الأصيلة في إماراتنا وشعبها الوفي، ورمضان خير مثال على ذلك التلاحم والتآلف بين أفراد المجتمع .



من جانبه قال المتطوع عمر العبيدلي: «يصعب علينا تعداد مآثر الوالد الشيخ زايد رحمه الله والحديث عن  إنجازاته سواء ما يتعلق منها بالدولة والعالم»، مؤكداً أن للفقيد الكبير مكانة كبيرة في قلوب أبناء شعبه والمقيمين  لمواقفه النبيلة وحضوره إقليمياً ودولياً، كما كانت له مكانة كبيرة لدى دول العالم.

مضيفاً أنهم يسيرون  على نهجه وينقلونه للأجيال جيلاً بعد جيل، لافتاً إلى أن خير زايد عم العالم دون تفرقة بين جنس أو لون أو دين، فيما يستكمل أصحاب السمو الشيوخ مسيرة العطاء الإنساني التي ميزت حكام الدولة وأبناءها .



بدورها قالت منال الجوهري بالنظر إلى الواقع الحالي أدرك تماماً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان رجلاً حقيقياً وقائداً تمسك بمعتقداته وتاريخه وأرسى قيماً عظيمة واختار التسامح العطاء والمثابرة والتقدم في زمن كانت فيه هذه الخيارات تتطلب قيادة جريئة ورؤية رشيدة، وقد تمسك القائد المؤسس بهذه المبادئ وكرّسها نهجاً لعقود طويلة حتى ترسخت في وعي ووجدان شعبه وأمته.

وأكدت أن أثر التسامح يتجلى اليوم من خلال التطور اللافت والمتسارع الذي حققته هذه الدولة الرائدة، إذ غدت نموذجاً عالمياً في العطاء والتسامح وإغاثة الملهوف أينما كان وأياً كان لونه وعرقه.

مشددة على أن نموذج دولة الإمارات يشكل دليلاً دامغاً على أن قيم زايد قابلة للتحقق على أرض الواقع حتى عندما تكون الخيارات صعبة أو مبهمة أو عندما يشكك الآخرون بخيارات التسامح والإحسان والتقدم، مضيفة أن الواقع هو نتاج القيم التي نعيشها ونلهمها ونغرسها بأفعالنا لتبقى قيم زايد النموذج الإنساني الرائد والكفة الراجحة  في المعادلة اليوم.

Email