"أطباء بلا حدود" في الإمارات: خدمة الإنسانية وعلاج المحتاجين الدافع الأسمى لمهنة الطب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح ملتقى الطب الافتراضي للمكتب الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود في الإمارات جلسته الأولى اليوم بعنوان "الحياة في الميدان.. أسلئة وأجوبة"، تحدث خلالها ثلاثة من العاملين في الميدان عن تجاربهم الشخصية في المناطق التي عملوا فيها، وتوقفوا عند التحديات مع اختلاف الظروف والثقافات وطبيعة الأمراض المنتشرة في منطقة الخدمة، عطفا على ذكر الأسباب التي دفعتهم للعمل مع المنظمة أو التطوع معها، وبالطبع فإن خدمة الإنسانية والوصول إلى المحتاجين لتقديم العلاج لهم "هو الدافع الأسمى".

ويؤكد العاملون مع المنظمة أن عقود العمل التي أبرموها وقت الانضمام إليها، إنما كانت موقعة في حقيقة الأمر مع المرضى أنفسهم الذين يحتاجون إلى مساعدة الأطباء وطاقم التمريض والإرشاد النفسي، في وقت أكدوا فيه أن الطبيب يشعر بنفسه وبإنسانيته كلما اقترب أكثر من المرضى المحتاجين للعلاج في مخيمات اللجوء ومناطق الكوارث وكذا في المناطق التي تنتشر فيها الأوبئة.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود عبر الملتقى حاجتها إلى أطباء في اختصاصات متنوعة، وإلى إداريين ومهندسين، موضحة أن الخبرة تختلف حسب الوظيفة، فثمة تخصصات تحتاج إلى خبرة ثلاث سنوات مثل الطبيب الجراح، وأخرى إلى ممارسة مباشرة بعد التخرج، أو بعد التخصص في القطاع الطبي، مشيرة إلى أن الوظائف الإدارية والهندسية هي الأكثر طلبا من قبل المتقدمين لشغر وظائف في المنظمة، علما أن التقديم للوظائف يكون عبر الموقع الإلكتروني للمنظمة والرد عليها يكون في مدة زمنية أقصاها 6 أسابيع.

وأجمع عاملون في الميدان مع منظمة أطباء بلا حدود أن ما يميز عملهم في المناطق الفقيرة والمنكوبة ومخيمات اللجوء هو "شعورهم بالتقدير والامتنان من قبل المرضى الذين يعالجونهم مهما كانت الإمكانات قليلة والتحديات كثيرة، عطفا على إحساسهم المباشر واللحظي بأثر ما يقدمونه من خدمات إنسانية في المقام الأول لهؤلاء المرضى".

وأكد المشاركون في الملتقى الطبي الافتراضي أن الطواقم الطبية العاملة في خط الدفاع الأول لعلاج مرضى الكورونا، أصبحوا اكثر كفاءة ومهارة وخبرة في التعامل مع هؤلاء المرضى بعد مرور نحو عام على ظهور الجائحة، وبعد توفر العديد من المعلومات والدراسات والأبحاث حول هذا الفيروس، إضافة إلى عامل آخر مهم وهو الدعم المعنوي الذي يتلقاه هؤلاء الأطباء من المجتمع عينه بكل مكوناته، وكذلك من المؤسسات الصحية التي يعملون فيها زيادة على الخدمات الأخرى التي بات بإمكانهم الحصول عليها حتى صاروا أكثر قوة وثقة في تقديم الرعاية الطبية لمرضى كورونا بدون خوف أو قلق من إصابتهم بالفيروس مثلما كان الوضع عليه في بداية الجائحة.

وأشار الأطباء المشاركون في الجلسة إلى أن الأنظمة الصحية في الدول باتت تمتلك الكثير من المعلومات حول فيروس كورونا، ولم تعد تتخبط  كما كانت في السابق، وهو ما سهل عملها في إدارة الأزمة والتعاطي مع الطواقم الطبية ومع المرضى الذين أمسوا يمتلكون شجاعة أكبر في مواجهة الفيروس، واختفى الخوف من نفوسهم بعدما كانوا يظنون أن كل مصاب بالفيروس ربما يموت في أي وقت".

وفي جلسة أخرى بعنوان "صحة المرأة من منظور إنساني".. شدد المشاركون على أهمية الحوار بين الطبيب والمريض عند تقديم الرعاية الصحية له، وعدم تهميشه أو استبعاده من خطة العلاج، لما في ذلك من ضرر نفسي قد يؤخر شفاؤه، وأكدوا كذلك على أن العمل الطبي يجب أن ينطلق من البوابة الواسعة للإنسانية والإحساس بالمرضى وعائلاتهم.

وأكدت الجلسة على أهمية تحضير الأطباء بشكل جيد وإعدادهم نفسيا للتعامل مع المرضى قبل تخرجهم من كليات الطب، من خلال إخضاعهم إلى محاضرات ودروس حول ضرورة التعامل مع المرضى بإنسانية وبأخلاق وبمشاعر صادقة عند تقديم الرعاية الطبية لهم.

في المقابل أكدت الجلسة ذاتها أن الطواقم الطبية العاملة في المناطق الساخنة وفي المناطق الموبوءة والمنكوبة تحديدا، بحاجة إلى رعاية ودعم نفسي للحفاظ على صحتهم ومعنوياتهم، وتوفير بعض الخدمات والاحتياجات لهم من قبل المؤسسات والمنظمات الصحية التي يعملون معها.

كما أكدت الجلسة عينها أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة للمرضى، وتلبية احتياجاتهم مهما كانت بسيطة،  أمران مهمان عند تقديم العلاج لهم، فتوفير الرعاية الصحية من أدوية وعمليات جراحية وتشخصية ليست وحدها ما يحتاجه المرضى.

Email