المدير التنفيذي لقطاع شؤون السكك الحديدية لـ«البيان»:

56 مليار درهم عوائد بيئية وسياحية لـ«قطار الاتحاد» خلال 50 عاماً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر شبكة السكك الحديدية أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية في الإمارات، وأحد أكبر مشاريع البنية التحتية حيث إنها تربط المراكز الرئيسة للصناعة والإنتاج والمراكز السكانية بنقاط الاستيراد والتصدير، بحسب مراحل تنفيذ المشروع، كما أنها ستُشكل جزءاً حيوياً من شبكة السكك الحديدية المُخطط إنشاؤها في دول مجلس التعاون الخليجي.

«البيان» أجرت حواراً مع محمد المرزوقي، المدير التنفيذي لقطاع شؤون السكك الحديدية في «الاتحاد للقطارات»، ليعدد أبرز الفوائد والعوائد الاقتصادية، وكيفية الدراسة والالتحاق في الدبلوم المؤهل للعمل في هذا القطاع الحيوي.

بداية قال المرزوقي إن الشبكة تأتي ضمن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الهادفة إلى التنويع الاقتصادي، وسيكون لها دور أساسي بدفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي، كما أنها تساهم في تخفيض عدد الشاحنات ووسائل نقل الركاب، حيث تقدر الفوائد المتوقعة عن انخفاض الانبعاثات الكربونية من تلك الوسائل بنحو 24 مليار درهم على مدى الخمسين سنة القادمة، في حين أن مساهمة شبكة السكك الحديدية في انخفاض عدد رحلات الطرق ستقلل الحاجة المتكررة إلى صيانة الطرق، ما يسهم في تحقيق فوائد تقدر بنحو 8 مليارات درهم.

وأضاف: تحقق أيضاً شبكة السكك الحديدية فوائد سياحية، من خلال زيادة متوسط مدة إقامة السياح، ما يجعل السفر في المنطقة أسرع وأكثر أمناً وملاءمة، ويمنح السياح إمكانية الوصول بسرعة إلى المعالم السياحية، حيث يقدر الدخل المتوقع من هذا الانتعاش السياحي بحوالي 24 مليار درهم على مدى الخمسين سنة القادمة، بحيث يصل مجموع العوائد البيئية والسياحية لقطار الاتحاد خلال 50 عاماً إلى نحو 56 مليار درهم.

أعمال التطوير

وأوضح المرزوقي أن المشروع ينقسم إلى مرحلتين، حيث استكملت شركة الاتحاد للقطارات المرحلة الأولى من الشبكة وفقاً للميزانية والوقت المحددين. وتعمل المرحلة الأولى منذ عام 2016، ويمتد مسارها على مسافة 264 كم، وهي مخصصة لنقل حبيبات الكبريت من مصادرها في شاه وحبشان إلى نقطة التصدير في الرويس لصالح شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) باعتبارها العميل الرئيس، مع القدرة على نقل 22 ألف طن من حبيبات الكبريت يومياً.

وتابع: منذ انطلاق العمليات التشغيلية في 2016 وحتى يناير 2021، قامت الشركة بنقل أكثر من 34 مليون طن من حبيبات الكبريت عبر أكثر من 3,400 رحلة قطار، ما يعني تقليل عدد رحلات الشاحنات على الطرق بمقدار 2 مليون رحلة، وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بإجمالي 315,000 طن.

المرحلة الثانية

وبالنسبة للمرحلة الثانية من مشروع شبكة السكك الحديدية التي انطلقت أعمالها الإنشائية في يناير 2020 فإنها تمتد إلى مسافة 605 كيلومترات من الغويفات على الحدود مع المملكة العربية السعودية إلى الفجيرة على الساحل الشرقي، مروراً بموانئ خليفة وجبل علي والفجيرة، ويجري تنفيذها على أربع حزم، حيث تمتد الحزمة (أ) على مسافة 139 كيلومتراً وتربط بين الغويفات والرويس عند الخط الواصل مع المرحلة الأولى، وهي الحزمة التي سيتم الربط فيها بين الإمارات والمملكة العربية السعودية.

ومنذ انطلاق الأعمال الإنشائية من يناير 2020 وإلى الشهر نفسه 2021، تم إنجاز 59% منها، بالإضافة إلى انطلاق عمليات مد قضبان السكك الحديدية التي تُعد المرحلة النهائية لبناء مسار سكة هذه الحزمة.

وأضاف تربط الحزمتان (ب) و(ج) من الشبكة بالمرحلة الأولى بإماراتي أبوظبي ودبي، حيث تتصل الحزمة (ب) بالمرحلة الأولى عند منطقة طريف وتمتد على مسافة 216 كيلومتراً حتى منطقة سيح شعيب متضمنة ربط منطقة أيكاد وميناء خليفة، بينما تمتد الحزمة (ج) على مسافة 94 كيلومتراً من سيح شعيب إلى الشارقة، وتتضمن ربط ميناء جبل علي.

أما الحزمة (د) فتمتد على مسافة 145 كيلومتراً وتربط الشبكة بميناء الفجيرة مروراً بإمارات الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة، وتتضمن إنشاء 15 نفقاً عبر الجبال يصل إجمالي طولها إلى أكثر من 16 كيلومتراً، وسيمر مسار الشبكة في وديان عميقة بمحاذاة الجبال الحجرية وسيتم فيها بناء 35 جسراً و32 معبراً خاصاً للحيوانات.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية تشمل أيضاً مجموعة من الأعمال الإنشائية الأخرى، من بينها تطوير المركز الرئيس للتشغيل والصيانة في منطقة الفاية الذي يعد الأضخم والأهم في الشبكة ويتضمن أعمال التخزين والتجهيز والتشغيل والصيانة لقاطرات وعربات البضائع ومستودع المركبات الثقيلة مع مهام التحكم في عمليات الخط الرئيس بالكامل، بالإضافة إلى تطوير محطات للشحن قادرة على التعامل مع جميع عمليات التحميل والتفريغ، فضلاً عن بناء ثاني مصانع العوارض الخرسانية والذي يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 72 ألف عارضة خرسانية شهرياً مخصصة للمرحلة الثانية.

دبلوم متخصص

وتطرق المرزوقي إلى الحديث عن تأسيس أول دبلوم للسكك الحديدية بالدولة، وأوضح أنه تم تأسيس برنامج دبلوم السكك الحديدية، عام 2017، وهو أول دبلوم من نوعه في الدولة، بالشراكة مع معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني (أدفيتي) ويهدف إلى إعداد كوادر وطنية مؤهلة قادرة على قيادة مستقبل السكك الحديدية الوطنية وقطاع النقل بالقطارات والسكك الحديدية.

وأكد أن البرنامج يقدم تدريباً مهنياً متكاملاً وفرص تعليم مشتركة للطلاب، كما يتيح للطلبة فرصة الالتحاق بواحد من 4 تخصصات مهنية في هذا القطاع وهي التدريب لمهن كابتن قطار، ومراقب حركة القطارات، وفني صيانة عربات القطار، وفني أنظمة السكك الحديدية، ومشيراً إلى أن البرنامج يمتد إلى ثلاث سنوات، حيث يمضي الطلاب السنتين الأولى والثانية في معهد بينونة للعلوم والتكنولوجيا، وهو أحد المعاهد التابعة لمعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني في منطقة الظفرة، على أن يكمل الطلبة السنة الأخيرة من برنامج التدريب الوظيفي في العمليات التشغيلية في المرحلة الأولى من المشروع.

وأشار إلى تخريج الدفعة الأولى وتضم 10 طلبة من أبناء الدولة في سبتمبر 2020 وقد التحقوا بالعمل في العمليات التشغيلية للشركة في المرحلة الأولى. أما الدفعة الثانية التي تضم 12 طالباً وطالبة من مواطني الدولة، فقد أنهوا التدريب النظري وبدأوا التدريب الوظيفي.

Email