خطط لتطوير شبكتي الطرق والقطارات وتعزيز التنقل المرن والمستدام

مطر الطاير لـ«البيان»: مستعدون لتنفيذ متطلبات «دبي الحضرية 2040»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي مطر محمد الطاير، رئيس اللجنة العليا لخطة دبي الحضرية 2040، المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن «خطة دبي الحضرية 2040»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي وجّه من خلالها بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، تؤكد استمرار دبي فـي النمو والتقدم فـي جميع المجالات على الرغم من التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم، مشدداً على أن الجهات المعنية ستعمل على تنفيذ مشاريعها التنموية فـي إطار الخطة وفق الأولويات والتي من شأنها أن تعزز جاذبية دبـي وجهة مفضلة للعيش والاستقرار، وبالتـالي تحقيق رؤية الخطة المتمثلة بجعل «دبي المدينة الأفضل للحيـاة فـي العالم».

وقال معاليه في حوار مع «البيان»، إننا مستعدون لتنفيذ متطلبات الخطة التي توقعت ارتفاع عدد السكان المقيمين في دبي إلى 5.8 ملايين نسمة في 2040، وفي ساعات النهار إلى 7.8 ملايين نسمة، إذ تم وضع خطط لتطوير شبكة الطرق والمواصلات تتضمن تنفيذ محاور طرق جديدة، وتوسعة شبكة القطارات بما يتماشى مع حجم التنمية العمرانـية فـي مناطق دبـي ويتوافق مع الأولويات، مع تطوير وسائل التنقل المرن والمستدام، والتوسع فـي شبكة مسارات الدراجات الهوائية على مستوى الإمارة. كما أن هناك مستهدفات مرحلية معتمدة لزيادة حصة الرحلات التي تنقلها وسائل النقل العام والتنقل المشترك.

وقال: يجري العمل على وضع سينـاريوهات تنظم إعادة تأهيل وتطوير المناطق القديمة لإعادة إسكان المواطنين في هذه المناطق لتعزيز ارتباطهم بها، كما تم وضع 3 محاور لتطوير مدينة «حتا» تتضمن توفير متطلبات إسكان المواطنين وتخصيص مساحات الأنشطة السياحية مع الحفاظ على الطبيعة.

وأشار معاليه إلى أن الخطة تركز على تنشيط القطاع الاقتصادي من خلال توفير مجموعة من المحفزات التي تتمثل بصورة رئيسة بتخطيط المدينة عبر تحديد المراكز الحضرية ومساحات الأراضي فيها للأنشطة الاقتصادية بما يتناسب مع كل مركز، مع تطبيق سياسة الشراكة مع المطورين لتخصيص نسبة من مشاريعهم كمساحات شاطئية مفتوحة للعامة مقابل توفير مجموعة من المحفزات التخطيطية والاستثمارية لهم، وتأهيل وتطوير الشواطئ غير المستغلة.

وتالياً نص الحوار:

بدايةً، ماذا تعني 2040 للتنمية الحضرية في إمارة دبي؟

الخطة تؤكد استمرار دبي فـي النمو والتقدم فـي جميع المجالات على الرغم من التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم، وستعمل الجهات المعنية على تنفيذ مشاريعها التنموية فـي إطار الخطة وفق الأولويات والتي من شأنها أن تعزز جاذبية دبـي وجهة مفضلة للعيش والاستقرار وبالتـالي تحقيق رؤية الخطة المتمثلة بجعل «دبي المدينة الأفضل للحيـاة فـي العالم».

تتضمن خطة دبي الحضرية إعادة إسكان المواطنين في المناطق القديمة لتعزيز ارتباطهم بتلك المناطق.. هل هذا يعني أنه سيراعى هذا الأمر في المشاريع الإسكانية الجديدة أم بالإمكان لمن استحق مسكناً أن يستبدله بآخر في المناطق القديمة؟

تماشياً مع اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتوفير الحيـاة الكريمة للمواطن، راعت خطة دبـي الحضـرية توفير الاحتياجات الإسكانية للمواطنين على مدى الإطار الزمني لهـا الذي يمتد عشرين عاماً مقبلة، ومن ضمن التوجهات التي تم اعتمادها بهذا الخصوص، إعادة إسكان المواطنين فـي المنـاطق القديمة والذي سيتم تنفيذه بعد إتمام الدراسات الفنية اللازمة، ووضع السينـاريوهات التي تنظم إعادة تأهيل وتطوير تلك المناطق، وسيُراعى فـي ذلك الجوانب التخطيطية، كما ستقوم الجهات المختصة فـي الحكومة بتحديد الإجراءات التنفيذية والإعلان عنها فـي الوقت المناسب، كما سيجرى العمل على تطوير مناطق إسكان المواطنين وتوفير متطلبات جودة الحيـاة فيها بما فـي ذلك المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية.

نمو واستدامة

ركزت رؤية خطة دبي الحضرية على أن تكون (دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم)، كيف ستساهم هذه الرؤية في الموازنة بين النمو واستدامة الموارد؟

تتمحور المبادرات والمشـاريع التنموية التي ستنبثق من الخطة الحضـرية حول الإنسـان، وبالتـالي فإن التنمية التي ستشهدها دبـي في العشرين عاماً المقبلة ستركز على مضاعفة المساحات الخضراء والترفيهية والحدائق العامة بنسبة 105%، وسيتم توزيعها في المدينة لخدمة أكبر عدد من السكان والزوار، كما سيجرى العمل على زيادة أطوال الشواطئ المخصصة للعامة بنسبة 400% بمـا يحقق الاستغلال الأمثل للمساحات الشاطئية وضفاف القنوات المائية فـي دبـي.

بالإضافة إلى ذلك ستتم مضاعفة مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%، وزيادة مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25%، كما سيجرى العمل على تطوير مراكز خدمية متكاملة توفر احتياجات السكان في المناطق كافة بحيث يسهل الوصول إليها فـي دقائق معدودة تماشياً مع مبدأ مدن المستقبل.

وقد روعـي فـي إطار الخطة، تخطيط المناطق الحضـرية فـي المدينة بما يحقق الاستغلال الأمثل للبنية التحتية التـي طورتها الحكومة في المرحلة الماضية. إذ تجدر الإشـارة فـي هذا السياق إلى أن الحكومة قد استثمرت نحو 140 مليـار درهم فـي تطوير شبكة طرق ومواصلات عالمية المستوى.

من الواضح أن الخطة تهدف إلى الارتقاء بالرفاه الاجتماعي والحفاظ على البيئة وتعزيز الأنشطة الاقتصادية، وهي محاور تستقطب كثيراً من المتطلعين للعيش الرغيد حول العالم.. كم تتوقعون أعداد السياح وحتى المقيمين الذين ستستقطبهم دبي في العشرين عاماً المقبلة؟

تحتضن دبي قرابة 200 جنسية يعيشون فيها بتناغم وانسجام، وتستقطب سنوياً ملايين من السياح من مختلف دول العالم، وتسعى دبي لأن تكون مركزاً وحاضنة للعقول المبتكرة والمواهب، وقد اعتمدت حكومة دبـي مجموعة من السياسات لجذب أصحاب المواهب والعقول للإمارة لدفع عجلة النمو والتطوير فيها.

وقد تم الاهتمام فـي إطـار خطة دبي الحضـرية 2040 بمعززات جودة الحيـاة التي تتمثل بتوفير تنوع فـي المرافق الترفيهية والسياحية وكذلك تحديد المناطق الطبيعية التي تستقطب السكان والسياح مثل الشواطئ المفتوحة والمتنزهات الطبيعية والمسطحات الخضراء، بالإضافة إلى المرتفعات الجبلية التي تتمركز فـي منطقة حتـا التي تعد جوهرة دبـي الطبيعية.

إذ سيتم تأهيل وتطوير هذه المناطق بما يعزز جاذبيتها للسكان والسياح، كما سيتم العمل فـي إطار الخطة على تخصيص المساحات التي يتطلبها تنفيذ المشـاريع السياحية والتي من ضمنها مرافق ومنشآت الضيافة كالفنـادق ونحوها. وللقطاع الخـاص دور مهم فـي تحقيق هذا التوجه، ولذا ستكون هناك حزمة من الحوافز المشجعة للشركات المختصة على الاستثمـار فـي قطاع الضيافة، والسياحة وكذلك الخدمات الترفيهية.

5 مراكز حضرية

تضمنت الخطة الجديدة تركيز التنمية والاستثمار في 5 مراكز حضرية، وهي: المركز التاريخي والثقافي، المركز الاقتصادي والتجاري العالمي، المركز السياحي والترفيهي، والمركزان الجديدان: مركز إكسبو 2020، ومركز واحة دبي للسيليكون.. هل هذا يعني أننا سنشهد دبي جديدة كلياً تمتد من الماضي إلى المستقبل؟

يأتي توجه الخطة لتحديد خمسة مراكز حضرية لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد والبنية التحتية للمدينة التي ضخت الحكومة مليارات الدراهم فـي تطويرها. وتمتاز تلك المراكز الخمسة بتنوع استعمالات الأراضـي وزيادة كثافتها وتكامل الخدمات فيـها بشكل يؤدي إلى تقليل تكاليف البنية التحتية، وتقليل زمن وتكاليف التنقل، وزيادة محفزات التنمية العقـارية، وستساهم هذه المراكز في تعزيز موقع دبي مركزاً اقتصادياً ومـالياً وسياحياً عالمياً.

الجدير بالذكر أن مركز واحة دبي للسيليكون يعد حاضنة للابتكار والمعرفة ويساهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي والتقني واستقطاب الموهوبين والمبتكرين، كما سيساهم مركز إكسبو 2020، في تطوير قطاع المعارض والسياحة والخدمات اللوجستية.

من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المقيمين في دبي إلى 5.8 ملايين نسمة في 2040، وفي ساعات النهار إلى 7.8 ملايين نسمة.. أول ما يتبادر إلى الذهن مشكلة الازدحام، هل سيختفي تماماً ولا سيما وقت الذروات؟ وما أبرز خطط التوسع في استخدام وسائل التنقل المرنة والمستدامة؟

تتطلع إمارة دبي دائماً إلى الريادة في جميع المجالات، وبالتأكيد ستستمر الخطة في دعم مجالات الخدمات والسياحة والعقارات. وبالحديث عن البنية التحتية لشبكة الطرق ومنظومة النقل فـي إمارة دبـي، تجدر الإشـارة أن هناك خططاً موضوعة لتطوير شبكة الطرق والمواصلات تتضمن تنفيذ محاور طرق جديدة وتوسعة شبكة القطارات بما يتماشى مع حجم التنمية العمرانـية فـي مناطق دبـي ويتوافق مع الأولويات.

كما تقوم هيئة الطرق والمواصلات بتطوير وسائل التنقل المرن والمستدام، والتوسع فـي شبكة مسارات الدراجات الهوائية على مستوى الإمارة. كما أن هناك مستهدفات مرحلية معتمدة لزيادة حصة الرحلات التي تنقلها وسائل النقل العام والتنقل المشترك.

تطوير حتا

شهدت وتشهد منطقة حتا تطوراً كبيراً، ما أبرز ملامح خطة التنمية والتطوير لمنطقة حتَّا في العشرين عاماً؟

روعي فـي الخطة الحضرية 2040 المحافظة على ما نسبته 60 % من المساحة الإجمالية لدبـــي كمحميات ومنـاطق ريفية وطبيعية. وتعد منطقة حتـا إحدى المناطق الطبيعية المتميزة فـي دبـي ومحل اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رعاه الله).

وفـي عام 2016، أطلق سموه خطة لتطوير منطقة حتـا لتعزيز قدراتها الاجتماعية والاقتصادية بزيادة جاذبيتها وجهة سياحية من الطراز الأول ولا سيما في مجال السياحة البيئية على مستوى المنطقة، وقد تم تنفيذ مجموعة من المشـاريع والمبادرات التي تضمنتها الخطة والتي أسهمت فـي جذب وتنشيط السياحة فـي هذه المنطقة.

وتأتي خطة دبي الحضرية لتتكامل مع تلك الخطة وتدعمها حتى عام 2040، إذ سيتم التركيز على تطوير المنطقة من خلال ثلاثة محـاور رئيسة؛ أولها: توفير متطلبات إسكان المواطنين فــي منطقة حتـا، إذ تم تحديد مساحات الأراضي التي ستخصص للمواطنين حالياً ومستقبلاً، وثانيها: تخطيط وتخصيص مساحات الأنشطة السياحية والاقتصـادية من دون التأثير في خصوصية طبيعة المنطقة، والثالث: الحفاظ على الطبيعة فـي المنطقة.

هل المساحات الجديدة للشواطئ ستكون طبيعية، أم أن بعضها ضمن مشاريع جديدة في داخل البحر كالجزر؟

تعد دبــي مدينة ساحلية ووجهة عالمية للسياحة، ومن خلال الخطة ستتم زيادة أطوال الشواطئ العامة بنسبة 400 % لتصل إلى 105 كيلومترات، وذلك من خلال تأهيل وتطوير الشواطئ غير المستغلة بحيث تكون قابلة للاستخدام من قبل الجمهور وذلك على امتداد ساحل دبـي وجزرها الطبيعية والصناعية بالإضافة إلى ضفاف قناة دبـي المائية وخور دبـي، وذلك من خلال تطبيق سياسة الشراكة مع المطورين لتخصيص نسبة من مشاريعهم مساحات شاطئية لتكون مفتوحة للعامة وذلك مقابل توفير مجموعة من المحفزات التخطيطية والاستثمارية لهم، وتنفيذ بعض المشاريع النوعية على الواجهات المائية لزيادة أطوال الشواطئ.

الهدف من ذلك تعزيز جودة الحياة وتسهيل وصول السكان والزوار إلى الشواطئ العامة الذي سيساهم في أن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.

تنشيط القطاع الاقتصادي

أكد معالي مطر الطاير أن خطة دبي الحضرية 2040 تركز على تنشيط القطاع الاقتصادي من خلال توفير مجموعة من المحفزات التي تتمثل بصورة رئيسة بتخطيط المدينة عبر تحديد المراكز الحضرية ومساحات الأراضي فيها للأنشطة الاقتصادية بما يتناسب مع كل مركز.

كما أن حزمة التشريعات والسياسات التـي ستصدر فـي إطار الخطة سيكون لها دور رئيس فـي منع تضـارب الأنشطة الاقتصادية وتعارضها مع متطلبات التنمية فـي كل مركز من مراكز المدينة. من جهة أخرى يعد القطاع الخاص شريكاً للقطاع الحكومـي في التنمية، ولقد أطلقت حكومة دبـي في العامين الماضيين عدداً من التشريعات التـي تشجع وتنظم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

Email