في أول صورة للمريخ

"مسبار الأمل" يبث أول صورة للمريخ بــ 3 أطياف

أول صورة للمريخ تفصيلية التقطها مسبار الأمل لسطحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استخدمت كاميرا استكشاف مسبار الأمل الرقمية EXI، 3 أطيافاً مرئية هي «زرقاء وخضراء وحمراء»، في أول مهمة عمل لها بعد الدخول الناجح لمدار المريخ، والتي التقطت من خلالها أول صورة للمريخ، ووفرت عبرها صورة تفصيلية دقيقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، في إشارة أولى لكفاءة عمل الكاميرا، فيما تعد الكاميرا أول الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار وبدأت فعلياً مهمتها.


دقة كبيرة

وكشفت الصورة الأولى للمريخ التي التقطت عند شروق الشمس، والتي تميزت بدقة كبيرة، بركان «أوليمبوس مؤنس»، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.

وقد التقطت الصورة على ارتفاع حوالي 25,000 كيلومتر فوق سطح المريخ، ويظهر في الجزء العلوي من يسار الصورة القطب الشمالي للمريخ، ويمكن رؤية بركان «أوليمبوس مؤنس» في وسط الصورة مع بزوغ ضوء الشمس. كما تظهر الصورة بشكل واضح البراكين الثلاثة القريبة من خط الاستواء على المريخ وهي قمة اسكريوس وقمة بافونيس وقمة أرسيا.

وأظهرت تفاصيل الصورة الغيوم الثلجية فوق المرتفعات الجنوبية (أسفل يمين الصورة) وكذلك حول بركان «أوليمبوس مؤنس» والتي تظهر في أعلى اليسار، كما يمكن رؤية الغيوم الثلجية بوضوح (أعلى الصورة وفي يمين المنتصف) عند النظر بين الكوكب والفضاء من حوله، وتوفر هذه الغيوم الثلجية التي يمكن رؤيتها في مناطق جغرافية مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم نظرة شاملة عن مساهمة مسبار الأمل في تعزيز فهمنا للمناخ على المريخ.


قياس الجليد

وتقيس كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، حيث تشكل الكاميرا أحد الابتكارات الناجحة والمصممة خصيصاً لتحقيق أهداف المسبار في دراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما أنها تعتبر كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميغابيكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل، وتتكون الكاميرا من عدستين إحداهما للأشعة الفوق بنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ.

ويمكن للبعد البؤري القصير للعدسة أن يخفض من مقدار الزمن اللازم للتعريض الضوئي إلى وقت قصير جداً لالتقاط صور ثابتة أثناء الدوران حول الكوكب، ويتكون مستشعر الكاميرا من مصفوفة أحادية اللون بدقة 12 ميغابيكسل أبعادها 3:4، ويمكن التقاط الصورة وتخزينها على شريحة الذاكرة بحيث يمكن التحكم في حجم الصورة ودقتها، مما يقلل من معدل نقل البيانات بين المسبار ومركز التحكم الأرضي.


تفاصيل مهمة

ويستطيع المستشعر التقاط 180 صورة عالية الدقة في المرة الواحدة، ويعني ذلك إمكانية تصوير فيلم بدقة 4K عند الحاجة، كما يعتبر استخدام المرشحات المنفصلة ميزة إضافية يمكنها توفير دقة أفضل لكل لون من الألوان، بالإضافة إلى أنها توفر تفاصيل أكثر دقة في الصورة، مما يسهم في تقليل درجة عدم اليقين عند قياس الإشعاع للتصوير العلمي، وبالنسبة لعدسة الأشعة فوق البنفسجية فسيكون نطاق التردد للموجات قصيرة الطول بين (245 ـ 275) نانومتر، بينما سيكون نطاق التردد للموجات الطويلة بين (305 ـ 335) نانومتر، أما بالنسبة لنظام العدسة الأخرى فسيكون تردد اللون الأحمر (625 ـ 645) نانومتر، واللون الأخضر (506 ـ 586) نانومتر، واللون الأزرق (405 ـ 469) نانومتر.


3 أجهزة

وتعتبر الكاميرا الرقمية واحدةً من 3 أجهزة علمية متطورة يحملها مسبار الأمل لدراسة كوكب المريخ، هي جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» EMUS، الذي يقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ، وتساعد هذه الأجهزة الثلاثة في نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر فهماً عميقاً لعمليات الغلاف الجوي لكوكب المريخ.

Email