أفعال تترجم الوعد وتحقق الأمل والطموح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تميزت دولة الإمارات وقيادتها باقتران الأفعال بالأقوال. وهذه سنة حميدة سرت وجرت منذ الآباء المؤسسين، ولا تزال سارية إلى اليوم. وعنوان القول القيادة الرشيدة.

وعنوان الفعل أسماء مجيدة، حملت الأمانة، واستلمت القيادة، فسارت بها إلى الأعلى، ومضت تحقق بها الأغلى، وقادتها إلى الأسمى.

هذا هو وقت الآمال العريضة، والطموحات الكبيرة، التي لا يمكن أن تحيا دون قامات بأنفس عظيمة، ورؤى عميقة، والتزام ومسؤولية تاريخية، وعزيمة وإرادة.

هذه هي قيادة الإمارات، التي أوصلت العرب إلى أبعد نقطة ممكنة في الكون. القيادة التي وعدت وحلمت، فصدقت الوعد وحققت الحلم.

تلك هي القيادة التي حفظت العلم، وحملت الأمل، ورعت الكلم، وفتحت قلب شعبها للعلم، وأشرعت سفنها تتحدى المستحيل، وأطلقت الخيال، وناطحت المحال، وحققت المآل.

لم يكن موعد «مسبار الأمل» مع المريخ مجرد إنجاز علمي أو تقني، ولكنه كان بيان وبرهان جدارة رؤية ومنهجاً قيادياً، ورثته الإمارات من الآباء المؤسسين، وسارت عليه القيادة الرشيدة، فالتزمت بقرن الأقوال بالأفعال، والتزمت بالوعود والعهود، ولم تتراخَ في حمل المسؤوليات، أو قيادة الطموحات إلى أقصى الآفاق، فأضحت سمعة دولة الإمارات مقترنة بمصداقية قيادتها الصدوقة، وأصبح للكلام معنى ومذاق أحلى مع إنجازات الإمارات المشهودة.

واليوم، نتحدث عن «مسبار الأمل»، الذي حقق ما فشلت فيه جهود بشرية أخرى، فدخل المدار واقترن بمدار المريخ، وأوصل البشرية إلى حلقة المعرفة، وإلى آفاق جديدة من الإدراك والمعلومات.

وفي هذا كله، نتحدث عن قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي لم يقل كلاماً سهلاً يوماً ما، ولم يقطع وعداً بسيطاً أبداً، لكنه كان دائماً عند الموعد والوعد والعهد، كان يحقق ما يقول.

كان دائماً يقول ما يفعل، ويفعل ما يقول، ويقرن الأقوال بالأفعال.

وهنا، أيضاً، وكما دائماً، نختبر دهشة أن سموه لا يترك وراءه كلاماً غير متحقق، ولا ينسى حلماً، ولا يغفل عن أمل، مهما بدا صعباً ومستحيلاً، ويقود البدايات إلى أجمل الخواتيم، وأفضل المآلات.

هنا، اليوم ترى الإمارات العالم يشهد حظ الطموح، ونصيب الاجتهاد، وجزاء المثابرة، وحق الإيمان والثقة بالنفس، وفضل التمسك بالرؤية المستقبلية، التي تتميز بها الدولة، وترى العالم يغبطها على نهجها. ونهج الإمارات خيوط ذهب نسجتها أنامل قيادتها.

وفي مثل هذا اليوم، يشعر المرء أن العقل بحاجة إلى وقفة تأمل. وقفة تتبحر بنموذج القيادة الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وقفة تتمعن برؤية أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ وقفة تفكر بالإمارات وتستعيد حلم وطموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمسيرة الطويلة التي قادت إلى الموعد التاريخي الذي عاشه العرب مع المريخ، في تتويج للقيادة والإرادة الإماراتية التي تستظل بقامة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

هنا، والآن، واليوم، تتحقق وتتجدد مصداقية النهج الإماراتي، الذي يقرن الأقوال بالأفعال.

كانت هذه لحظة للبشرية، تتلقى فيها هدية إماراتية.

وكان هذا موعد العرب.

وكان هذا صدق وعد محمد بن راشد.

وكان هذا تحقق طموح زايد.

وكانت هذه هي الإمارات والمسيرة الكبيرة التي لا تزال تلفت الانتباه، وتهفو إليها القلوب، بتمام المهمة بنجاح، فتسأل الألسن القيادة الرشيدة: متى موعد الخطوة العظيمة التالية، وإلى أي بعد ستبلغ بنا!؟

Email