طارق علاي لـ « البيان »:

250 متحدثاً و90 جلسة في «منتدى الاتصال» بالشارقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ينطلق المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023 غداً، في الشارقة، تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد».

وقال طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في حوار مع «البيان»، إن المنتدى سيقدم منصة عالمية تثري صناعة الاتصال بأكثر من 90 جلسة رئيسة وجانبية، يشارك فيها 250 متحدثاً من مسؤولين حكوميين، وصنّاع قرار ورواد صناعات، ونخبة من خبراء الاتصال الحكومي وممثلي منظمات دولية، كما أنه يغطي 4 محاور، أبرزها محور استشراف ثروات المستقبل، كما يهدف إلى التعريف بالتحديات التي تواجهها المجتمعات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات ملف الموارد والثروات والاستدامة.

توجيه الممارسات

وأكد مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن الإعلام يشكل دوراً محورياً في صناعة الثقافة، وتوجيه الممارسات الفردية والجماعية، إلى جانب قدرته على التأثير والدعم في توجهات الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، وغيرها من الكيانات التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالموارد والثروات، لافتاً إلى أن أهم ما يميز دولة الإمارات، هو مستوى التوافق والشراكة بين مختلف المكونات، ومن بينها الإعلام والاتصال الحكومي، فهناك توافق كبير على الرؤية، وما تتطلبه من برامج واستراتيجيات.

وتالياً الحوار:

ما استعداداتكم لاستضافة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023، وما أبرز المحاور التي يتناولها؟

يبدأ التحضير بمجرد الانتهاء من الدورة السابقة، فالعمل يستمر على قدم وساق، لدراسة المخرجات، وبناء المقترحات، ووضع الخطط المتوافقة مع المستجدات والتوقعات، للخروج بما يحقق أهدافنا نحو تطوير منظومة الاتصال الحكومي، وخصص المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فريقاً من أصحاب الاختصاص والخبرة، لمتابعة المستجدات بدقة، ورصد المتغيرات على الساحتين المحلية والعالمية، من أجل اختيار أكثر المحاور أهمية.

نخبة

ويشارك في هذه الدورة من المنتدى أكثر من 250 متحدثاً من مسؤولين حكوميين وصنّاع قرار ورواد صناعات، ونخبة من خبراء الاتصال الحكومي وممثلي منظمات دولية، عبر جلسات وحوارات، ويلقون خطابات ملهمة، تغطي المحاور الـ 4 التي يتضمنها المنتدى، وهي محور الموارد المادية، والموارد والثروات غير المادية والبشرية، وثروات العصر، الذي يتناول الاختراعات والابتكارات والتقنيات الجديدة، ومحور استشراف ثروات المستقبل.

وفي المحور الأخير، سنحاول تسليط الضوء على ما يحمله المستقبل من ثروات محتملة، فمنذ زمن ليس بالبعيد، لم تكن الكهرباء أو الإنترنت ضمن معادلة ما تمتلكه البشرية من ثروات وإمكانات وموارد، واليوم ظهرت ثروات جديدة، مثل البيانات والذكاء الاصطناعي، التي يمكن للأمم من خلالها أن ترتقي.

شراكة

كيف ترون المشهد الإعلامي المحلي، ومدى مواكبته للتطور الذي تشهده الدولة حالياً؟

إن أهم ما يميز دولة الإمارات، هو مستوى التوافق والشراكة بين مختلف المكونات، ومن بينها الإعلام والاتصال الحكومي، فهناك توافق كبير على الرؤية، وما تتطلبه من برامج واستراتيجيات، وذلك لأن كل فرد في هذه الدولة يجني ثمارها، ويتمتع بما يتم من تقدم وتطور، الأمر الذي جعل من الإعلام شريكاً فاعلاً في التنمية والبناء، ومسانداً حقيقياً لخصوصية ثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا الاجتماعية،.

اليوم، دخلنا مرحلة باتت التقنيات الحديثة فيها عاملاً حاسماً في النجاح، ونحن نسعى من خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، للمساهمة في تعزيز الشراكة بين الإعلام والاتصال الحكومي، واستقطاب أفضل الممارسات العالمية، للوقوف على آخر المستجدات والتجارب العالمية.

ترسيخ

ما المرجو من الإعلام، حتى يسلط الضوء على أهمية استثمار وإدارة الموارد والثروات؟

للإعلام دور محوري في صناعة الثقافة، وتوجيه الممارسات الفردية والجماعية، إلى جانب قدرته على التأثير والدعم في توجهات الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، وغيرها من الكيانات التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالموارد والثروات.

والتعريف بالتحديات التي تواجهها المجتمعات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات ملف الموارد والثروات والاستدامة في غاية الأهمية، لتغيير السلوك البشري الفردي بشكل إيجابي، ومن خلال الإعلام والاتصال الحكومي، يمكن تغيير السلوك، وغرس ثقافة الاستهلاك الإيجابي.

كما أن من مهمة الإعلام في هذه المرحلة، أن يفرد مساحات واسعة للبرامج التي تتناول قضايا البيئة والمناخ، والتلوث وحماية الثروات الطبيعية، وتنمية الثروات البشرية، وتوظيف الموارد المعرفية والثقافية والفنية، فهو نافذة المعرفة، وبوابة المحلي على الدولي، من خلاله يمكن أن يستلهم الجمهور حلولاً عملية للتحديات التي تواجههم.

مصادر الدخل

يركز المنتدى على إعادة تعريف ثروات العصر، واستشراف ثروات المستقبل، كيف يمكن للإعلام أن يسهم في هذه المهمة؟

خلال السنوات الماضية حدثت تطورات كبيرة على صعيد الموارد والثروات، ظهرت موارد وثروات، أضافت الكثير لمصادر الدخل الفردي والوطني، على سبيل المثال، لم يكن قطاع التجارة الإلكترونية معروفاً قبل ثورة الاتصالات، وانتشار الأجهزة الذكية، كذلك بالنسبة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي بدأت تتوسع في مجالات الصناعة، والزراعة، والتجارة، والنقل والخدمات والصحة والتعليم، أو قطاعات الرياضة والترفيه والثقافة، التي أصبحت مورداً للكثير من الدول، وقادرة على أن تمثل ثروة حقيقية.

ثقافة مستدامة

وفي هذا السياق المستجد، يلعب الاتصال الحكومي مع الإعلام دوراً مهماً في تعريف الجمهور بالثروات الجديدة، والمساهمة في بناء ثقافة تنموية مستدامة، سواء على صعيد سلوك وممارسات الأفراد في التعامل مع قطاعات ومجالات العصر، أو سلوك الشركات والمؤسسات، كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الإعلام والاتصال الحكومي في تحفيز المجتمعات على استثمار الثروات غير المادية.

الأمر ذاته ينطبق على استشراف ثروات المستقبل، فكما نحن اليوم أمام ثروات جديدة، ومفاهيم جديدة حول الموارد والثروات والتنمية والاستدامة، لا شك سنكون أمام ثروات أخرى لم نكن نعرفها من قبل بعد زمن قصير.

حافز

ما أبرز التحديات التي تواجه الإعلام والاتصال الحكومي حالياً؟ وكيف يمكن تجاوزها؟

لا شك أن هذا العصر يحمل في طياته الكثير من التحديات للإعلام والاتصال الحكومي، على حد سواء، لكن يجب أن نعي حقيقة أن التحديات التي واجهت الإعلام والاتصال على مر التاريخ، كانت حافزاً للتطور.

لكن هذا التطور لا يتحقق بدون وعي وإحاطة كاملة بالمستجدات، ولعل من أبرز الحقائق التي يجب أن نراعيها من أجل تطوير العمل الإعلامي والاتصال الحكومي، هي تطوير نماذج العمل في الاتصال والإعلام، لتتوافق مع المستجدات، إلى جانب تغير عادات الاستهلاك الإعلامي، وانتقال الجمهور إلى المنصات الرقمية وتطبيقات الجوال، ما أثر في عادات استهلاك الأخبار وتفضيلات المستهلكين لها.

نضيف إلى ذلك تحديات اللغة والأسلوب والرسالة والمحتوى وطريقة تقديمه، نحن الآن في عصر المختصر والسريع والمفيد والجذاب، وهنا، أؤكد قناعتي بأن العاملين في الاتصال الحكومي والصحافة، قادرون على التكيف والإبداع في مخاطبة جمهورهم بوسائل العصر ولغته، دون المساس بقواعد المهنة وأخلاقياتها.

Email