فاروق الباز لـ« البيان »: الإمارات نموذج ملهم في بناء جيل لاستكشاف الفضاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» الأمريكية، رئيس مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، أن رؤية دولة الإمارات الاستشرافية أسست نموذجاً ملهماً في بناء جيل لاستكشاف الفضاء، لافتاً إلى أن الإمارات تصدرت جميع بلاد العالم الثالث في المشاركة في استكشاف الفضاء، وهذا الأمر يتميز بأبعاد استراتيجية كبيرة للدولة لعل من أهمها تعزيز مكانة الإمارات على الساحة العالمية سياسياً واقتصاديا وعلمياً.

وأضاف في حوار مع «البيان» أن رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى المحطة الدولية أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب سوف يذكرها التاريخ بأنها ضمن خطوات أدت إلى رفعة الإمارات والمنطقة العربية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات لها موقع متميز عربياً، وبالتالي تعزز مكانتها عالمياً سينعكس إيجاباً على الدول العربية ويعزز الحضور العربي في قطاع الفضاء.

وتالياً نص الحوار:

كيف أصبحت دولة الإمارات لاعباً مهماً في مهام اكتشاف الفضاء، وما هي الأبعــاد الاسـتراتيجـيـة الإماراتية في هذا المجال؟

تمتلك دولة الإمارات رؤية استشرافية أسست نموذجاً ملهماً في بناء جيل لاستكشاف الفضاء، واليوم الإمارات بفضل حكمة قيادتها تتصدر بالمشاركة في استكشاف الفضاء، وهذا الأمر يتميز بأبعاد استراتيجية كبيرة للدولة لعل من أهمها تعزيز مكانة الإمارات على الساحة العالمية سياسياً واقتصادياً وعلمياً.

مكانة عالمية

تعد رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، ما أهمية ذلك بالنسبة لدولة الإمارات خاصة والدول العربية عامة؟

الحقيقة أن رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى المحطة الدولية وهي أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب سوف يذكرها التاريخ بأنها ضمن أهم الخطوات التي أدت إلى رفعة الإمارات والمنطقة العربية، وبما أن دولة الإمارات لها موقع متميز عربياً وبالتالي تعزز مكانتها عالمياً سينعكس إيجاباً على الدول العربية ويعزز الحضور العربي في قطاع الفضاء، فضلاً عن مساهمة الدولة في مجال استكشاف الفضاء، بمزيد من الإنجازات التي تخدم المجتمع العلمي، وهذا الحدث الذي يشهد أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، يعد إنجازاً عربياً كبيراً، يكرس أهمية التعاون الدولي وقيمة التقدم العلمي في مجال استكشاف الفضاء.

أبحاث علمية

كيف سيستفيد المجتمع العلمي من التجارب العلمية التي أجراها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي خلال مهمته «طموح زايد 2»، على متن محطة الفضاء الدولية، والتي شارك فيها مع رواد من مختلف وكالات الفضاء العالمية؟

تم إجراء عدد من التجارب والأبحاث العلمية الرائدة على متن محطة الفضاء الدولية، والتي سيستفيد منها المجتمع العلمي، ويتمثل الهدف الأساس لهذه المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيداً لإعادتها إلى الأرض، وهذا إلهام لأجيال المستقبل لاستكمال مسيرة استكشاف الفضاء، لتحقيق المزيد من الإنجازات في ميدان المعرفة والابتكار، واستكشاف الفضاء يحقق فوائد كبيرة للبشرية، فالصور المتحركة تسهم في فهم حركة التيارات البحرية وكذلك تأثير الغلاف الجوي، وما جمعه رواد «أبولو» من مدار القمر أسهم في فهمنا للقمر ولذلك فتطبيق ما تعلمناه في مشروع «أبولو» يساعد العلماء على معرفة التغييرات على سطح الأرض وفهمها.

نوابغ الفضاء

أطلقت دولة الإمارات برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، ما أهمية احتضان ورعاية مجموعة متميزة من المواهب والنوابغ العرب وتدريبهم وتأهيلهم في علوم الفضاء؟

تسهم دولة الإمارات في دعم الدول العربية على الدوام، وبالتالي فإن دعمها للنوابغ العرب هو استمرار لفكر وطموح مؤسس الدول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل القيادة الرشيدة ترجمة هذا الطموح ودعم كل ما من شأنه الارتقاء بالفكر العربي ومواكبة الثورة التقنية والمعرفية والمساهمة في بناء جيل عربي يستشرف المستقبل ويسهم في صناعته.

نموذج ملهم

كيف استطاعت الإمارات تأسيس نموذج ملهم لتطوير المقدرات العلمية وإلهام أجيال المستقبل لاستكشاف الفضاء، وتعزيز ثقافة الابتكار لدى الشباب العرب، وتحفيز العقول الشابة على إطلاق العنان لأحلامهم، وطموحاتهم؟

استطاعت دولة الإمارات أن تؤسس لنموذج ملهم في تطوير الكفاءات والقدرات العلمية وبناء جيل لاستكشاف الفضاء وبدأت فصول هذا الإلهام منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله، وأذكر عندما أخبرته في عام 1974 أنني سوف أحاضر في مدارس أبوظبي عن رحلة أبولو إلى القمر، سألني وماذا عن مدرسة البنات، والحقيقة أنني بعد أن قدمت محاضرة في مدرسة البنين، أعدت المحاضرة في مدرسة البنات في إمارة أبوظبي.

قيمة مضافة

تسعى دولة الإمارات إلى تطوير قطاع فضائي جديد بشكل متكامل ما هي القيمة المضافة التي سيقدمها؟

الإمارات تعمل على تطوير قطاع فضائي بشكل متكامل، وترجم هذا التوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر دعمه لإرسال قمر صناعي لدراسة الغلاف الجوي للمريخ «مسبار الأمل» وتم إعداد المسبار لتصوير الأرض والآن نرى الإنسان الإماراتي في الفضاء، وكل هذا يثبت سداد رؤية الدولة ونجاحها في هذا الجانب، ويبرز حقيقة مفادها أن من يريد دخول هذا القطاع الحيوي عليه أن يكون مستعداً بشكل متميز في جميع السبل ويمتلك الإمكانات وهذا ما فعلته الإمارات في هذا المجال.

تجربة

ما رأيك في النهضة الجديدة التي تقودها دولة الإمارات عربياً في قطاع الفضاء؟

لا شك أن دولة الإمارات سبقت جميع الدول العربية في إرساء جذور العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وأصبحت لاعباً مهماً في مهام اكتشاف الفضاء نتيجة الرؤية المستقبلية وإصرار قيادتها على تقديم للدعم اللامحدود لاستكشاف هذا القطاع الحيوي، ولذلك على بقية الدول الأخرى أن تحذو حذوها للالتحاق بالعالم المتحضر والمشاركة في النهضة الصناعية الحالية، والحقيقة أن التجربة الإماراتية في استكشاف الفضاء في حقيقة الأمر «إعجاز».

تحديات

ما التحديات التي تواجه العالم العربي في مجال استكشاف الفضاء، وما هو المطلوب للسير في ركب الدولة المتقدمة عالمياً في هذا الشأن؟

هناك الكثير من التحديات التي تواجه العالم العربي في مجال استكشاف الفضاء منها عدم وجود ما يؤهل الصواريخ حتى في مدار الأرض.

مردود اقتصادي

ما المردود الاقتصادي من تعزيز قطاع الفضاء والتصنيع الفضائي والاستكشافات الفضائية؟

مشاريع الفضاء تتطلب دعماً كبيراً والارتقاء في جميع أمور الإنتاج الفكري والصناعي، ولذلك الدخول في هذا المجال المتقدم علمياً وتكنولوجياً ومادياً يؤهل لارتقاء الدول في جميع النواحي والقطاعات الحيوية، وهذا في نظري ما لا تراه بعض الدول العربية والتي تعتبر قطاع الفضاء تسلية أو إهداراً للمال، بينما في حقيقة الأمر أن خوض غمار القطاع الفضائي والمساهمة في مجال صناعته في مختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته، يرفع من مستوى العمل والكسب في جميع الأعمال الأخرى.

Email