الأمين العام للأوقاف وإدارة أموال القصّر لـ«البيان»:

علي المطوع: 8.8 مليارات درهم قيمة 839 وقفاً في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف علي المطوع، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، عن ارتفاع عدد الأوقاف العقارية والمالية في المؤسسة إلى 839 وقفاً بقيمة إجمالية 8 مليارات و800 مليون درهم، مشيراً إلى أن هناك نحو 439 واقفاً، منهم 130 نساءً، و25 شركة.

وأوضح في حوار مع «البيان» أن نصف الأوقاف المذكورة يديرها الواقفون، والبقية تحت إدارة المؤسسة بقيمة مليارين و600 مليون درهم، تدر إيرادات سنوياً قدرها 300 مليون درهم تذهب لمصارف الوقف الخمسة، وهي: الشؤون الإسلامية، مثل المساجد، والصحة، والتعليم، والشؤون الاجتماعية «أيتام، أرامل، مساجين، غارمون»، وعموم الخير. وأعرب المطوع عن سعادته بثقة المجتمع وأهل الخير في المؤسسة، وإقبال الأفراد والمؤسسات على العمل الوقفي الذي تقوده المؤسسة، ونتيجة عمق قيم العطاء والتكافل في المجتمع، وأيضاً تنوع المصارف في المؤسسة، حيث وصلت قيمة أوقاف دبي إلى 8.8 مليارات درهم لعدد 493 واقفاً بمجموع 839 وقفاً عقارياً ومالياً «أصول مالية وأسهم».

 

وقف صحي لدعم القطاع الطبي وأبحاث الأمراض والأوبئة| من المصدر

 

نموذج عالمي

وأكد أن دبي تتطلع إلى بناء نموذج عالمي في العمل الوقفي المستدام لخدمة المجالين الخيري والإنساني، وتوفير الدعم الذي تحتاجه مختلف فئات المجتمع، خاصة الأيتام والقصر، بما يتماشى مع حرص الإمارة على جودة الحياة فيها وتوفير بيئة آمنة ومستقرة ترسم السعادة على وجوه قاطنيها وزوارها.

وأوضح الأمين العام أن عوائد الأصول والاستثمارات الوقفية تدعم فرص التعليم المدرسي والجامعي لغير القادرين، وتشجع البحث العلمي بتوفير منح دراسية وأكاديمية، مثلما تسهم إيجاباً في تنمية مستدامة اقتصادياً واجتماعياً وبشرياً. كما تسهم استثمارات الوقف في تعزيز مستويات قطاع الرعاية الصحية ورعاية الطفولة وتمكين المراكز الطبية والعيادات والمستشفيات، ومساندة البرامج التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية، وتوفير حاجات المساجد وضمان استدامتها، وإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية التي تحقق أثراً اجتماعياً فعالاً، وتلبي الاحتياجات الإنسانية المختلفة لأبناء المجتمع.

وعن نهج الوقف في دبي، قال علي المطوع: «نعتمد في مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر على الاستدامة والابتكار منهج عمل وركيزة لاستثمار المشروعات الوقفية، ومشروعات القصّر لتحقيق أعلى مستوى من العوائد، ونشجع النشاطات الخيرية وأعمال البر في المنطقة بتعزيز التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تأمين الترابط بين أفراد المجتمع وخلق جو من الرحمة والألفة بينهم، لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوقف في الإمارة».

 

أهداف استراتيجية

أما عن الأهداف الاستراتيجية الخاصة بالوقف في دبي، فقال المطوع: إن استراتيجية الوقف الجديدة التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تهدف إلى جعل دبي مرجعاً عالمياً في العمل الوقفي، خاصة المبتكر، وتعزيز الملاءة المالية، وزيادة الأوقاف الخدمية، مثل الصحة والتعليم وسقيا الماء والإسكان والأيتام، والترويج لبيئة آمنة ومستدامة ومبتكرة وجاذبة للأوقاف، ونشر ثقافة الوقف ودوره المجتمعي، وتطوير كفاءة «أوقاف دبي»، وجعلها مرجعاً إقليمياً في مأسسة الوقف، وأخيراً إرساء بنية تحتية رقمية رائدة لقطاع الوقف ومنتجاته المتوسعة باستمرار.

 

تحقيق الأهداف

وبخصوص خطة المؤسسة لتحقيق الأهداف الوارد ذكرها، أشار المطوع إلى تخصيص مصارف وقفية متنوعة وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية بأوقاف مبتكرة تحقق عامل الاستدامة والتميز المؤسسي، وإطلاق باقة من الأوقاف المبتكرة التي تواكب روح العصر وتفتح الباب أمام مشاركة الأفراد بالوقف بأي مبلغ مالي أو وسيلة مالية.

وقال: «وفق استراتيجية المؤسسة تم تخصيص عدد من المصارف الوقفية المتنوعة، تشمل: التعليم والصحة والشؤون الإسلامية، والشؤون الاجتماعية، وعموم الخير، كما تفسح المؤسسة المجال أمام كل الجهات والأشخاص للمشاركة بأوقاف مبتكرة لتعزيز معايير الكفاءة التشغيلية والإدارية والمرونة والاستدامة والتميّز المؤسسي».

 

خدمة العمل

وأضاف المتحدث: «تعمل المؤسسة على إطلاق الأوقاف المبتكرة التي تواكب روح العصر وتوظف التقنيات الحديثة في خدمة العمل الإنساني، وتتيح لجميع الشرائح المشاركة في العمل الوقفي، مثل مبادرة خبز السبيل، ومبادرة صكوك الوقف، ومبادرات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل مبادرة طاولة في مطعم».

وقال: «ثمة طرق كثيرة للمشاركة بالوقف، والتبرع لمصارفه، وليس شرطاً التكفل بوقف كامل، فمثلاً قد يشارك الواقف بعشرة دراهم لصالح أحد المصارف الوقفية، أو قد يشارك بأسهم يذهب ريعها للوقف، أو كرسي في مطعم، أو شقة في مبنى سكني، أو بالصكوك، أو بجزء من راتبه، وبالتالي ليس من الضروري أن يكون الواقف ثرياً أو ذا ملاءة مالية كبيرة حتى يشارك في الوقف أو في العمل الخيري، والواقف الذي يتبرع بعشرة دراهم يحظى بالمعاملة نفسها التي يحظى بها واقف آخر قدم مبلغاً مالياً أكبر منه بكثير؛ لأن الذي يقدم 10 أو 20 أو 100 درهم قد يكون محتاجاً لها ويقدمها على نفسه للوقف، ويحظى بالأجر والثواب وفرصة المساهمة في دعم الأعمال والمشاريع المجتمعية التي تعود بالخير على الجميع».

وتحدث علي المطوع عن أحدث الأوقاف المبتكرة التي تم إطلاقها أخيراً، وهو «وقف المطورين العقاريين»، بالشراكة مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي، بهدف دعم العمل الإنساني المستدام وخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته.

Email