أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد لـ «البيان»:

هنادا طه : 10 حلول لمواجهة التنمر على متحدثي الفصحى بين الطلبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت الدكتورة هنادا طه ثومور أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، مديرة مركز (زاي) لتعلم اللغة العربية، أن نسبة الفهم القرائي بين طلبة المدارس العرب في الصفوف الدراسية من الأول إلى السادس، تعد دون المستوى العالمي، على الرغم من أن مهارة الفهم القرائي تعتبر من أهم المهارات على مستوى العالم، الأمر الذي ينبئ بوجود تحديات تستدعي وضع حلول عاجلة وناجحة، لتعزيز تعلم اللغة العربية وقراءتها.

وأوضحت لـ «البيان» أن حماية اللغة العربية والنهوض بها، نهج تسير عليه دولة الإمارات، حيث تحرص قيادتها الرشيدة على توفير أفضل السبل لتعزيز مكانة اللغة العربية، ضمن رؤيتها في أن تصبح مركزاً للامتياز في اللغة العربية، ومن خلال مبادرات وبرامج نوعية، شملت النخب والكفاءات التربوية والطلبة والدارسين، ومختلف فئات المجتمع.

ومن هذا المنطلق، أطلقت جامعة زايد أداة «سرد»، لتشخيص صعوبات القراءة المبكرة باللغة العربية لدى الطلبة وعلاجها، من أجل تعزيز تعلم القراءة باللغة العربية وتنمية مهارات تعلمها.

 

مسؤولية مشتركة

وأكدت أن اللغة العربية الفصحى مسؤولية مشتركة بين الأسرة ومؤسسات التعليم في مختلف المراحل، مشيرة إلى أن قلة اهتمام الأسرة بتعزيز اللغة بين الأبناء، يأتي في المرتبة الأولى بين التحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى التنمر على من يتحدث بها.

وحول أبرز الحلول التي اقترحتها الدكتورة ثومور، أشارت إلى أن هناك 10 حلول رئيسة، وهي إنشاء محتويات ترفيهية باللغة العربية، نشر الوعي بضرورة الاعتزاز بلغة القرآن، تأهيل وتدريب معلمي اللغة العربية، وتحفيزهم على إيجاد طرائق صحيحة وأساليب جاذبة لتدريسها، تجنيب الأطفال التعامل مع الشاشات الذكية التي لا تتسبب فحسب في تراجع لغتهم الأم، وإنما تؤثر أيضاً في أدمغتهم ومستوى انتباههم.

إضافة إلى تطوير السياسات الملزمة والحافظة لمكانة اللغة، عبر تعريب اللافتات الموجودة في الشوارع ومراكز التسوق والأماكن العامة، وتعريب الموسيقى المسموعة في هذه الأماكن، تعديل السياسات التعليمية، بحيث يتم تخصيص ساعات محددة لفرد الفصحى في المدارس والجامعات، وتعزيز مكانتها عبر وسائل الإعلام، والاستعانة بمشاهير التواصل الاجتماعي العرب.

 

مؤثرات خارجية

وأوضحت أن تعلم لغة الضاد ما زال دون المستوى المطلوب، حيث ثبت أن العديد من طلابنا لا يتعرضون للفصيحة بشكل عميق وكافٍ، ناهيك عن المؤثرات الخارجية في المجتمع الذي يتحدث بلغات مختلفة، بالإضافة إلى الأدوات التكنولوجية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، والتي تعتمد في معظمها على اللغة الإنجليزية، هذا إلى جانب المدارس الخاصة التي تدرس مناهجها باللغة الإنجليزية، ليصل الطالب إلى المرحلة الجامعية بفاقد كبير في اللغة.

وأوضحت أن كل هذه المؤثرات والعوامل، جعلت الطالب يتعرض بشكل سطحي جداً للغة العربية، ولم تترك له مساحة كافية للتعلق بحبها، ولم يغرس فيه عشقها، وبالتالي، يصبح غير متمكن منها، بل أحياناً يفر منها، وهو أمر طبيعي أن أي شخص غير بارع في شيء ينفر منه.

وفي ما يتعلق بآلية عمل مركز زاي، أوضحت أنه يقوم على عدة محاور، منها البحث العلمي الذي ينظر إلى نتائج الاختبارات العالمية المتعلقة بالقراءة والفهم القرائي، وهو القدرة على الإجابة عن أسئلة عميقة متعلقة بما نقرأه.

 

خطة

وأوضحت أن نتائج أداة سرد ستضع مؤشرات يمكن من خلالها تحديد حجم ونسب التحديات، وبالتالي، وضع الحلول والتوصيات المختلفة والملائمة لكل تحدٍ، مشيرة إلى أن هناك خطة لتطوير الأداة، وإدخال مؤشرات إضافية للمساعدة في تشخيص ومعرفة مواطن الخلل، مثل الطلاقة في التحدث، واستحداث أدوات مسحية سريعة، لا تتجاوز العشر دقائق، للوقوف على أبرز تحديات صعوبات القراءة والتعلم في اللغة العربية.

وأطلقت الدكتورة هنادا، دعوة مفتوحة من خلال منبر «البيان»، أمام المدارس في جميع أرجاء المعمورة، للتعاون مع جامعة زايد، من أجل تعزيز لغة الضاد، من خلال هذه الأداة العربية التي تعتبر فرصة ذهبية لبناء قاعدة بيانات مهمة، ورصد المشكلات التي تعترض تعلم اللغة.

 

500 طالب

وأوضحت الدكتورة ثومور، أن «سرد» التي تهدف إلى تحديد مستوى الطلبة الذين يواجهون صعوبات في تعلم اللغة العربية من مراحل مبكرة، من الصف الأول إلى الصف السادس، تم إطلاقها في عدد من المدارس الابتدائية في عدد من البلدان العربية، كمرحلة تجريبية، بمشاركة 500 طالب وطالبة، ليتم قياس نتائجها، تمهيداً لتعميمها على بقية البلدان.

وأفادت بأنه تم الانتهاء من منتصف المرحلة الأولى، حيث تم تجربتها على طلبة مدارس في لبنان، ويجري حالياً تجربتها مع طلبة مدارس في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنه سيتم إعداد تقرير بنتائج هذه المرحلة، والحصول على أرقام وإحصاءات تدعم النتائج بنهاية فصل الصيف الحالي.

وأشارت إلى أن «سرد»، التي تم إطلاقها منذ ما يقارب الشهرين، تسهم في الوقوف بدقة على التحديات التي تواجه الطلبة في هذه المراحل العمرية في القراءة باللغة العربية، مثل أصوات الحروف أو أسمائها، أو قراءة الكلمات، وتوصيل الأحرف ببعضها، أو الفهم أو الاستماع، ومن ثم يمكن تحديد طرق العلاج الناجع لهذه التحديات.

 

أولوية وطنية

وقالت: «إن تعزيز معرفة القراءة والكتابة في العالم العربي هو أولوية وطنية، ونحن في جامعة زايد، فخورون بأن نلعب دوراً رائداً في هذا المسعى، ويعتبر إطلاق منصة «زاي» وأداة «سرد»، دليلاً على التحول الاستراتيجي لجامعة زايد نحو التركيز على البحث التطبيقي، حيث تتماشى «سرد» مع الأولويات الوطنية للدولة، بالإضافة إلى دورها في تدريس اللغة العربية بطرق مبتكرة، وهو الهدف الأساسي لإنشاء مركز «زاي»، الذي يركز على كل ما يتعلق بتعليم اللغة العربية، وإعداد البحوث المتعلقة بتعزيزها على ألسنة الطلبة».

وحول أهمية إطلاق «سرد»، أوضحت الدكتورة ثومور أنه خلال مسح ميداني، تبيّن غياب بيانات وإحصاءات دقيقة تشير إلى التحديات والعقبات التي تواجه تعلم لغة الضاد بين الطلبة، مشيرة إلى أن توفير بيانات دقيقة حول هذه التحديات التي تعيق تعلمها، سيسهم في وضع سبل للعلاج المبكر لهذه التحديات، وبالتالي، تلافي تفاقمها لديهم ولدى الأجيال المستقبلية.

وأفادت بأنه من ضمن هذه البيانات الغائبة، عدم توفر اختبارات أو أدوات عربية تستطيع أن تشخص بدقة أعداد الطلبة في الأعمار من 6 إلى 11 سنة، ممن يعانون من صعوبات اللغة، وما طبيعة هذه الصعوبات والتحديات، ومن هنا، أطلقت جامعة زايد أداة «سرد».

Email