مؤسِسة «سديم» لحلول الفضاء لـ« البيان »: مساهمة الشركات الوطنية في مشاريع الفضاء تعزز خبرات أبناء الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت المهندسة مريم النابودة، مؤسِسة شركة «سديم» لحلول الفضاء لـ«البيان»، أنه تم توقيع شراكة مع وكالة الإمارات للفضاء للمساهمة في تطوير التصميم الأولي للمركبة الفضائية التي ستنفصل عن مركبة «MBR إكسبلورر»، التي ستهبط على الكويكب السابع «جوستيشيا» والمقرر له أن يكون في مايو 2035، ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، وذلك لاكتشافه وجمع وإعادة إرسال البيانات من على سطحه، مؤكدة أن تصميم مركبة الانفصال عن «MBR إكسبلورر» يدعم الشركات الناشئة.

وأضافت أن إعطاء الفرصة للشركات الوطنية الناشئة، للاشتراك بجهودها ضمن هذا المشروع العلمي الاستكشافي الكبير، يعد فرصة مثالية لتطوير قدراتهم وتعزيز خبرات الكوادر الشابة الإماراتية، التي دخلت خلال السنوات القليلة الماضية قطاع الفضاء بقوة، من خلال مختلف التخصصات التي تدعم هذا القطاع، سواء على مستوى التصنيع، أو تطوير التقنيات والتطبيقات الذكية الحديثة وتوفير الحلول المتخصصة، التي تعتمد عليها مثل هكذا مشروعات، مبينةً أن قطاع الفضاء في الدولة يزخر بالفرص الضخمة والنوعية، والتي من شأنها أن تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني في هذا الشأن.

وقالت المهندسة مريم النابودة: إنها كانت ضمن فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، حيث اكتسبت خلال فترة عملها الكثير من التجارب والخبرات، التي صقلت مهاراتها وطورت قدراتها وإمكاناتها، مما أهلها لتكوين وإطلاق شركتها الخاصة، ومن ثمّ البدء بالعمل في مشروعات وطنية نوعية ضخمة، معتبرة أن ذلك هو أمر تتشرف به، ويجعلها تتطور في إمكانات شركتها، والاستفادة من خبرات الشركات المشاركة الأخرى في «مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات»، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وهو الأمر الذي سيكون له بالغ الأثر عليها وفريق عملها.

خبرات كبيرة

وذكرت أن مهمتها فيما يخص تطوير التصميم الأولي لمركبة الهبوط الفضائية التي ستصل إلى الكويكب السابع «جوستيشيا»، تعد دقيقة جداً لما في ذلك من تفاصيل تقنية، تعتمد على التطور العالمي المتسارع في مشروعات الفضاء، وأنها مستعدة لهذه المهمة النوعية، خصوصاً أنها اكتسبت خبرات عريضة من خلال وجودها ضمن فريق «مسبار الأمل»، وهو ما يؤهلها للتعامل مع مثل هكذا مشروعات فضائية نوعية.

وبينت أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن تفاصيل فنية أكثر للمشروع فيما يخص التصميم، حيث من المتوقع أن يتم الانتهاء من التصاميم الأخيرة للمشروع بداية 2025، وأن هذه الفترة ستكون ثرية بالعمل وصولاً لأفضل تصميم ممكن، يتناسب وتحديات رحلة المهمة التي تستمر لسنوات في الفضاء العميق.

مستهدفات

وتتنوع المستهدفات العلمية للمهمة ومركبة الهبوط التي ستصل إلى الكويكب السابع «جوستيشيا»، حيث ستعمل على جمع وإعادة إرسال البيانات من على سطحه، وقياس تكوين السطح والجيولوجيا والكثافة الداخلية للعديد من الكويكبات، فضلاً عن قياس درجات الحرارة، والخصائص الفيزيائية الحرارية على الكويكبات المتعددة، لتقييم تطور سطحها وتاريخها.

وتطرقت مؤسِسة شركة «سديم» لحلول الفضاء إلى أن المشروعات الفضائية بشكل عام مليئة بالتحديات الفنية والتقنية لكي تتناسب مع مستهدفاتها العلمية والاستكشافية، مشيرةً إلى أنها وبشكل شخصي ترى أن أكبر التحديات بالنسبة لها، هي أنهم شركة ناشئة جديدة في هذا القطاع، ومطلوب منها تجاوز صعوبة البدايات في هذا القطاع.

تحفيز

ولفتت إلى أنه وفي الوقت ذاته فإن الدعم والتحفيز المقدم لهم من قادة الوطن ووكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الوطنية الناشئة، تجعلها مستعدة وبقوة لتنفيذ المهام المخصصة لها على أكمل وجه، وأن الشركات الناشئة الأخرى التي تشترك في المشروع، يمكنها التعاون وتبادل الخبرات والاستفادة من بعضها البعض، وصولاً للانتهاء من المشروع على الوجه الأفضل.

وعبرت عن فخرها بأن تكون «سديم» جزءاً من مشاريع الإمارات، التي تقود مستقبل استكشاف الفضاء والتكنولوجيا في الإمارات، فيما تتطلع لتحقيق الكثير من الإنجازات خلال الفترة المقبلة والتي تتنامى خلالها مشروعات الدولة في هذا القطاع.

وتطرقت النابودة إلى أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، ستسهم في توفير فرص عمل مستدامة للشباب الإماراتي والأجيال القادمة، والارتقاء بالقدرات التصنيعية والتطويرية الحالية للشركات الوطنية الناشئة في القطاع الخاص، خصوصاً أنها ستتولى تنفيذ أكثر من 50 % من إجمالي المهمة، إذ إن ذلك يعتبر عنصراً رئيسياً ضمن الاستراتيجية الوطنية للفضاء، بهدف ترسيخ التنمية طويلة المدى لقطاع الفضاء الخاص، وتعزيز تبادل المعرفة والشراكات الاستراتيجية بين شركات قطاع الفضاء الإماراتية، والمؤسسات التعليمية والعلماء والباحثين.

وألمحت إلى أنهم في «سديم» يسعون جاهدين لكي يكونوا المزود الرائد للحلول المبتكرة للشركات في الإمارات، وتمكينها بأحدث التقنيات التي تساعدهم على الوصول إلى مستويات جديدة من النجاح التي تلبي احتياجات عملائهم، وأن لديهم فريقاً من المهنيين ذوي الخبرة، الذين يكرسون جهودهم لتقديم خدمة وجودة استثنائية، حيث يتكون الفريق من خبراء في تصميم وبرمجة الدوائر، الذين يتمتعون بمهارات عالية ودراية في مجالات تخصصهم، مبينة أنه وفي الوقت ذاته وكونهم شركة ناشئة، فإنهم ملتزمون بالتعلم والتطوير المستمر.

Email