عبد الكريم سلطان العلماء لــ «البيان»: برؤية محمد بن راشد «وقف المليار وجبة» أمان عالمي مستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء مدير تنفيذي في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أنه برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تشكّل حملة «وقف المليار وجبة»، شبكة أمان غذائي عالمي مستدام، تشمل عشرات الملايين من الفقراء والمحتاجين، وستعمل على تنمية الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، والبحث عن أفضل السبل لزيادة المال الموقوف، واستثمار العائدات بطريقة فعالة مدروسة، بما يحقق الفائدة لأكبر عدد ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف في حوار مع «البيان»: سيتم تخصيص عوائد الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، على إنشاء منشآت ميدانية مستدامة لإطعام الطعام، وستستخدم العائدات في مكافحة الجوع في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، استناداً إلى قواعد بيانات الفئات المحتاجة في الدول التي تغطيها حملة «وقف المليار وجبة»، لافتاً إلى أن إطلاق الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، يعكس رؤية إماراتية بعيدة المدى للعمل الخيري والإغاثي، ويحقق فلسفتها الإنسانية في استدامة العطاء، إذ يسهم الوقف بدور بارز في تحقيق التنمية المستدامة. وتالياً نص الحوار:

مساهمات

كم وصلت مساهمات حملة «وقف المليار وجبة» منذ إطلاقها، وكم عدد المساهمين في الحملة حتى الآن؟

تواصل حملة «وقف المليار وجبة»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، استقبال المساهمات، والتسابق على فعل الخير، ما يعكس قيم البذل والعطاء المتجذرة في مجتمع الإمارات، وقد حققت الحملة خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم، مساهمات بلغت 247 مليون درهم، وجاءت هذه الحصيلة من تبرعات 13220 متبرعاً من كبار المساهمين والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، من بينهم 13195 متبرعاً من خلال المنصات الذكية.

استدامة العطاء

ما الذي يميز حملة «وقف المليار وجبة» عن حملات إطعام الطعام السابقة؟

تتميز حملة «وقف المليار وجبة» عن الحملات الرمضانية السابقة لإطعام الطعام، بأنها تهدف إلى تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، وذلك من خلال حشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي، للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه، في إطار مؤسسي مستدام.وتترجم حملة «وقف المليار وجبة»، فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعمل الخيري والإنساني، عبر تقديم العون للمحتاجين والفئات الأقل حظاً في العالم، وبشكل مستدام، وفق أرقى معايير العمل المؤسسي.

وترسخ الحملة، المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وتهدف إلى مساندة وتقديم الدعم الغذائي إلى الفئات الأكثر حاجة في العالم، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين والنازحين وضحايا الكوارث والأزمات، كما تعيد إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، بما يضمن استدامة العطاء والخير.

جهود

كيف ستحقق الحملة هدفها في حشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي، للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه، في إطار مؤسسي مستدام؟

تعتبر مبادرة «وقف المليار وجبة»، أحدث «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، التي تنضوي تحتها اليوم عشرات المبادرات والمؤسسات التي تنفذ برامج العمل الخيري والإنساني في مختلف أنحاء العالم، ضمن خمسة محاور رئيسة، هي المساعدات والإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، بما يدعم العمل الإنساني المؤسسي، ويحقق استدامته، ويوسع أثره الإيجابي، وهذه الأهداف النبيلة تستوجب تكامل الجهود المحلية والإقليمية والدولية، للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه، في إطار مؤسسي مستدام.

وتبرز أهمية حملة «وقف المليار وجبة»، في أنها تسعى إلى تحقيق الاستثمار الأمثل في الموارد لمكافحة الجوع والقضاء عليه، في وقت نشهد فيه ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، وزيادة أعداد الجياع والفقراء في بلدان عدة، تعاني تداعيات الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية.

مستفيدون

ما الدول المستهدفة التي ستستفيد من المشاريع الوقفية لصندوق «وقف المليار وجبة»؟

تستهدف الحملة الفئات الأقل حظاً في عشرات الدول حول العالم، ومن حيث المبدأ، فإن الشرائح الأكثر احتياجاً في أي مكان، يمكنها الاستفادة من الصندوق الوقفي لإطعام الطعام.

ويمكن القول إن الإقبال الكبير على المساهمة في الصندوق، والمساهمات السخية التي تتدفق من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، سيرفع عدد المستفيدين من الحملة، وإذا عدنا إلى الحملات التي تم إطلاقها، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الأعوام الثلاثة السابقة، فسنجد أن أعداد الدول والمستفيدين في ارتفاع متواصل، بداية بحملة 10 ملايين وجبة، التي أطلقت في رمضان 2020، كأول وأكبر حراك مجتمعي تضامني لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل الدولة من تداعيات أزمة وباء فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، مروراً بحملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021، كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين، وحملة مليار وجبة، التي أطلقت في رمضان 2022، كأضخم حملة من نوعها إقليمياً، بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة.

آلية عمل

ما آلية عمل صندوق «وقف المليار وجبة»؟

سيتم تخصيص عوائد الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، على إنشاء منشآت ميدانية مستدامة لإطعام الطعام، وستستخدم العائدات في مكافحة الجوع في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، استناداً إلى قواعد بيانات الفئات المحتاجة في الدول التي تغطيها حملة «وقف المليار وجبة»، وكذلك بالاعتماد على المعلومات التي توفرها مختلف المؤسسات والهيئات ذات الصلة في كل دولة، والتي تحصر الشرائح الأشد حاجة، بما يضمن تحقيق مستهدفات الحملة على النحو الأمثل، ويضمن إيصال المساعدات بسرعة وكفاءة عاليتين.

وفي إطار سعيها لتوفير شبكة أمان غذائي مستدام، تشمل عشرات الملايين من الفقراء والمحتاجين، ستعمل حملة «وقف المليار وجبة»، على تنمية الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، والبحث عن أفضل السبل لزيادة المال الموقوف، واستثمار العائدات بطريقة فعالة مدروسة، بما يحقق الفائدة لأكبر عدد ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي.

تهدف الحملة إلى ترسيخ ثقافة الوقف، برأيكم إلى أي مدى استطاعت تحقيق هذا الهدف؟

يعكس إطلاق الصندوق الوقفي لإطعام الطعام، رؤية إماراتية بعيدة المدى للعمل الخيري والإغاثي، ويحقق فلسفتها الإنسانية في استدامة العطاء، إذ يسهم الوقف بدور بارز في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يوسع قاعدة العمل الخيري والإنساني، ليشمل عدداً أكبر من الشرائح الأكثر احتياجاً، كما يرسخ قيم التكاتف والتعاضد بمعناهما الأوسع والأشمل، ويتيح لجميع أفراد المجتمع، المساهمة في أعمال الخير الوقفية، ما يعزز استدامة الخير والعطاء، وتجسيد مبادئ التكافل الاجتماعي، وفتح آفاق تنموية للعمل الخيري، يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع.

ويعتبر الوقف من أفضل أوجه الإنفاق التي اعتمدها النظام الاقتصادي الإسلامي، لتحقيق التكافل الاجتماعي والإنساني، وتوفير مصادر تمويل دائمة، للإنفاق منها على كافة وجهات الخير، والشرائح الأكثر احتياجاً في المجتمع، كما يعتبر الوقف أحد الأنظمة الاقتصادية التي اعتمد عليها الإسلام لبناء مجتمع يكفل بعضه بعضاً، ويعين القادرون فيه غير القادرين بوسائل كثيرة ومتنوعة، تحفظ للإنسان كرامته.

ونجحت الحملة في فتح باب جديد من البذل أمام الأفراد والشركات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني، بما يرسخ ثقافة الوقف باعتباره رافداً تنموياً حضارياً عريقاً، يجري ادخاره لمستقبل الأجيال القادمة.

قنوات التبرع

ما قنوات التبرع التي وفرتها الحملة، وكيف ترون الإقبال من مجتمع الإمارات؟

وفرت حملة «وقف المليار وجبة» 5 قنوات رئيسة لاستقبال المساهمات في الصندوق الوقفي، سواء من المؤسسات أو الأفراد، وهي: الموقع الإلكتروني المخصص للحملة www.1billionmeals.ae. فيما يستقبل مركز الاتصال الخاص بالحملة مشاركات المساهمين في الوقف عبر رقم الاتصال المجاني 8009999، كما يمكن أيضاً للمساهمين المشاركة في «حملة وقف المليار وجبة»، عن طريق التحويل المصرفي لحساب الحملة، على رقم الحساب المعتمد AE30 0260 0010 1533 3439 802 في بنك الإمارات دبي الوطني بالدرهم الإماراتي، كما توفر حملة «وقف المليار وجبة»، خيار التبرع عبر الرسائل النصية، في حال الرغبة بالتبرع بدرهم واحد يومياً للمبادرة، من خلال اشتراك شهري، حيث يمكن إرسال رسالة نصية بكلمة «وجبة» أو «Meal»، على الرقم 1020 لمستخدمي شبكة «دو»، أو على الرقم 1110 لمستخدمي شبكة «اتصالات من &e»، ويمكن للراغبين كذلك في المساهمة في حملة «وقف المليار وجبة»، المشاركة عبر تطبيق «دبي الآن» DubaiNow، تحت فئة «التبرعات».

تفاعل كبير

قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، إن مجتمع الإمارات عوّدنا على الكرم والسخاء في العطاء، والحرص على دعم المبادرات الإنسانية والخيرية، ونحن واثقون بأن التفاعل والمساهمة في الحملة، سيكون كبيراً، كما كان في الحملات والمبادرات الماضية، إذ في كل مرة كانت النتائج تفوق المستهدفات، وهو أمر ليس بغريب على مجتمعنا الذي تربى على قيم البذل والخير، التي أرساها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».

Email