المبدأ الثامن

قيم التعايش تعزز مكانة الإمارات وجهة للإقامة والعمل والاستثمار

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إن تبني التسامح منهجاً رسمياً، يؤكد عزم الدولة وقيادتها، على السير قدماً في ترسيخ هذا المبدأ القائم على احترام الآخر، وثقافته وهويته الوطنية وإنسانيته، ويأتي استكمالاً لخطوات عدة، قطعتها الإمارات على هذا الصعيد، عبر العديد من القوانين والتشريعات التي أقرتها، أو عبر إنشاء المؤسسات التي تعزز التسامح، وصولاً إلى تسميتها لوزير للتسامح في مجلس الوزراء، وكذلك من تقديم يد العون للدول والشعوب التي تواجه الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب.

«إن ترسيخ مبدأ التسامح، بمثابة عقد اجتماعي بين الدولة ومؤسساتها وقادتها وبين مواطنيها». هو كذلك، في بادئ الأمر، كما يرى الدكتور سيد بخيت، أستاذ الإعلام بجامعة زايد.

ولكنه، أيضاً يمثل ما هو أكثر، فمبدأ التسامح الوارد في وثيقة المبادئ العشرة، هو أيضاً: «بمثابة إعلان عالمي ووثيقة تاريخية، تؤكد نهج دولة الإمارات في التعامل مع كل الكيانات والأفراد والجهات والدول، فهي لا تقتصر على التأكيد على منظومة القيم الحاكمة في التعامل مع الداخل، بل وتؤكد على كيفية التعامل مع الخارج، وهي تعلي من شأن القيم الإنسانية، وترسخ ما ينبغي أن يكون عليه تعامل الدول مع شعوبها، ومع بعضها البعض».

استشراف المستقبل

هذه الإشارة، التي يقدمها بخيت، لا تتوقف عند هذا الحد، بل تذهب كذلك إلى أن «تفرد دولة الإمارات في هذا الصدد، سواء من حيث استشراف المستقبل، وطرح رؤية للسنوات الخمسين القادمة، أو من حيث دقة وشمولية المبادئ المطروحة، وأسبقيتها عن غيرها من الدول في ذلك، إنما تستند على إرث محلي عريق».

مرتكزات

ومما لا شك فيه، أن مبدأ التسامح، ليس فكرة مجردة، ولكنه جزء من المرتكزات التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يرى الدكتور سالم الطنيجي أن «النهج الذي قامت عليه دولة الإمارات، يرتكز على تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر، وهو ما شكّل جزءاً أصيلاً من سياسات الدولة منذ التأسيس».

وفي الواقع «استطاعت الدولة، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، أن تخلق مزيجاً ثقافياً على أرضها، وخلق مقاربات حقيقية بين هذه الثقافات»، يؤكد الطنيجي، الذي يضيف أن ذلك يصب في «احترام الأسرة البشرية على اختلاف الانتماءات والأعراق والدين، وعليه، غدت الدولة حاضنة لقيم التسامح والسلم واحترام الآخر، وتجرّم التعصب والكراهية».

جذب الاستثمارات

«الإمارات من الدول الأولى، ليس فقط على المستوى الإقليمي، ولكن أيضاً على المستوى الدولي، التي تعتمد دائماً على مجموعة من القيم الاجتماعية والإنسانية الداعمة للمواطنة والأمن والسلام الاجتماعي، خاصة أن الدولة تمثل مجالاً خصباً للاستثمارات، وتجذب مستثمرين من كافة أنحاء العالم، وذلك لما تتمتع به من أمن واستقرار اجتماعي»، هذا ما يؤكد عليه الدكتور سعيد ناصف أستاذ علم الاجتماع بجامعة عجمان، الذي يذكر أن «للإمارات مبادرات عديدة، لدعم كثير من الدول، وخاصة الدول الفقيرة، التي تعاني من مشكلات اجتماعية، كالفقر والمرض والمجاعة والأوبئة والكوارث الطبيعية، فيما تشارك على مستوى السياسة الخارجية، المنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوة الإنسانية».

منظومة قيمية

وفي هذا السياق، تبرز المبادئ العشرة، بالنسبة للدكتور أحمد العموش من جامعة الشارقة، بوصفها: «خطة استراتيجية وطنية قومية على المستوى المحلي، لكونها تنسجم مع قضايا العدل والتسامح، ودعم السلم العالمي والأخوة الإنسانية»، حيث يؤكد أن «هذه المبادئ عبارة عن منظومة قيمية اجتماعية سياسية ثقافية معرفية، قد تكون الأولى من نوعها، وكأنها كخطة استراتيجية عالمية، لدعم التضامن والاستقرار البشري والإنساني، على المستويين المحلي والإقليمي».

صدارة

وفي نتيجة طبيعية لهذه المعطيات، يلاحظ العموش أنه «لا غرو أن تتصدر الإمارات المركز الأول عربياً في مجال حفظ الحقوق والعيش والاستقرار، وهي الثانية عالمياً»، كما يُذكر أن «الإمارات حلت، وفق إحصائية عالمية، في المركز الأول، كأفضل وجهة لعيش الوافدين، بفضل التنمية الاقتصادية والسمعة العالمية، ما يجعلها نقطة جذب لكافة الجنسيات للعيش والاستثمار، الإمارات تحفظ الكرامة البشرية».

قوة ناعمة

وتقدم المبادئ العشرة، صورة عن نموذج حضاري متقدم، كما يرى الدكتور نصر عارف، المستشار في مكتب الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، الذي يؤكد أن «المبادئ التي اعتمدها رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، باعتبارها تمثل القوة الناعمة للدولة، سيكون لها مردود على الاقتصاد الوطني، بحكم الثقة في سياسات الدولة التي تطبق أفضل نموذج للتسامح والتعايش السلمي، وليس أدل على ذلك، من أن الإمارات منذ قيامها قبل 50 عاماً، لم تسجل أي جريمة عنصرية في تاريخها، ما يعني أنها دولة تعيش حالة استقرار وانسجام، ما يجعلها بيئة جاذبة للسياحة والتعليم وإطلاق المشاريع».

وشدد على أن «فكرة المبادئ، ليس للسمعة والشهرة، بل الحقيقة الواقعية، أن لها فوائد تترجم في عوائد استثمارية مباشرة».

Email