يعد علي سعيد الوالي، من رواد الرياضة في الإمارات، وشاهداً على بدايات الدولة، ومراحل تطورها عبر 50 عاماً، ومعاصراً لفترات مهمة من مراحل بناء الدولة، وكان عضو اللجنة التأسيسية لوضع لوائح وقوانين وأنظمة رياضة الإمارات، كما أنه أحد رواد رياضة الدراجات، وواكب العديد من الأحداث في الإمارات، ويحتفظ بذكريات عدة في الجانب الرياضي، وتحدث علي الوالي لـ «البيان» عن بعض إنجازات الإمارات في خمسين عاماً، مؤكداً أن الوصول للمريخ وتنظيم إكسبو 2020 دبي قصة نجاح وفخر للأجيال، وتطرق إلى الشؤون الرياضية التي كان جزءاً منها، وشاهداً عليها، منذ أن كان لاعباً ومدرباً وإدارياً وحكماً.

وأشاد الوالي بتطور الدولة منذ إعلان الاتحاد، مؤكداً أن التميز الذي تشتهر به تحقق بفضل جهود القيادة الرشيدة، وأكد أن استضافة الإمارات للحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» إنجاز لا يمكن وصفه، كما تحدث عن الرياضة في الماضي والحاضر، ودعا إلى أن تكون هنالك وزارة خاصة للشباب والرياضة، مع العودة إلى الاهتمام بالرياضة المدرسية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.

1 تنظيم الإمارات للحدث العالمي إكسبو 2000 دبي الحدث العالمي يحمل دلالات عدة ماذا تقول عنه؟

تنظيم الحدث العالمي في دبي إنجاز نعجز عن وصفه، ويعكس التطور الكبير للدولة الذي بدأ مع مرحلة التأسيس، وهو نتاج عمل كبير، يعطي انطباعاً بالإمكانات التي أصبحت تتميز بها الإمارات، خصوصاً إذا تمت مقارنته بعمر الدولة، لأن الحدث أكبر مما يتخيله البعض، وهو قصة نجاح وفخر للأجيال،

ويجب الاستفادة من الحدث العالمي، الذي سيكون له تأثيره الكبير على اقتصاد الإمارات بالاستفادة من خبرات الضيوف في مختلف الأنشطة مع العمل على نشر ثقافة الدولة وتعريف العالم بأبرز المعالم التي تدعو للفخر.

وعلى المستوى الشخصي لا أمانع بالمشاركة في عرض ما أمتلكه من تاريخ قديم عن الدولة عبر «إكسبو»، وإذا عرضت هيئة الرياضة الأمر على المهتمين، ومن يعرفون التاريخ فإنني أرحب بتلبية النداء لكي أكون جزءاً من الحدث ومشاركاً في نجاحه.

2 كيف تنظر إلى ما تحقق في الدولة خلال 50 عاماً؟

العالم كله ينظر إلى الإمارات بإعجاب، ويتحدث عنها وعن تطورها وعن نجاحاتها، وأصبحنا الأفضل نتيجة توجيهات القيادة الرشيدة والعمل المستمر في كل القطاعات، وما وصلنا إليه من إنجازات أمر يدعو للفخر، وعلينا أن نستذكر دائماً هذه النعم، وأن نحمد الله عليها، مع مواصلة العمل لنحافظ على ما وصلنا إليه وحتى نصبح أفضل من السابق وهذا ما اعتدنا عليه في الطموح الإماراتي الذي لا حدود له، ولابد أن نذكر هنا إنجازات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الوالد المؤسس وبفضل نظرته الثاقبة تكونت دولة الإمارات التي تفوقت على العديد من الدول التي سبقتها في النشأة والتكوين.

إبداع

3 حدثنا عن توقعاتك للمستقبل في ظل معاصرتك للعديد من الأحداث المهمة؟

في الإمارات يوجد شيء اعتدنا عليه وهو أن نستيقظ كل يوم على إبداع وتطور وإنجاز جديد، لذلك مهما توقعت كيف سيكون المستقبل فإن التوقع سيكون أقل من الواقع الذي يمكن أن نصل إليه، لقد وصلنا إلى الفضاء والمريخ، وهو فخر للإمارات والأجيال المقبلة، فهل يمكن أن يكون هنالك سقف للطموح؟ وهل يوجد عقل قادر على استيعاب أن يستوعب ما يمكن أن ترتقي إليه دولتنا الحبيبة؟

سر النجاح

4 الإمارات بلغت آفاق النجاح في العديد من المجالات.. في رأيك ما هو السر؟

بالطبع هو القيادة الرشيدة ، وقام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بوضع اللبنة الاولى للتفوق والتميز هنالك دول تفوق الإمارات في الإمكانات والموارد، ولكننا تفوقنا بالقيادة التي تعمل بإخلاص لإعلاء راية الوطن وراحة المواطن، مع توفير الأمن والأمان ووضع خطط مستقبلية للنهضة، كما أن الإنسان الإماراتي بفطرته يحب النجاح ويسعى إليه ويحب بلده، وكل هذه الأمور وغيرها ساعدت الإمارات في أن تكون في مقدمة دول العالم.

5 بصفتك شاهداً على رياضة الدولة عبر سنوات طويلة كيف تجد الفارق بين الماضي والحاضر؟

الرياضة في السابق تختلف كلياً عن الوضع الحالي، ويمكن القول إنه لا توجد مقارنة، فالرياضة بدأت قبل تأسيس الدولة بسنوات طويلة عن طريق المدارس والأندية، واستمرت بعد قيام الاتحاد، وللعلم الرياضة لم تكن كرة قدم فقط، بل كان هناك العديد من الألعاب، واللاعب كان يدفع من ماله حتى يمارس الرياضة، لأنها كانت متنفساً، وتمثل أعلى درجات الترفيه والترويح عن النفس، ومع ذلك كانت المستويات جيدة، رغم الفارق الكبير في الإمكانات سابقاً وحالياً، ومع مرور السنوات بعد تأسيس الدولة، أصبحت الرياضة أكثر تنظيماً، وانضمت أندية جديدة إلى أندية النصر والطليعة والنجاح والوحدة في دبي، وناديي الشارقة والشعب، في الشارقة، ونادي رأس الخيمة، بجانب نادي الجزيرة في أبوظبي، وشهدت تلك الفترة ظهور مواهب كروية حققت نجاحات واضحة.

6 هل يمكن المقارنة بين الرياضة في عصر الهواية وعصر الاحتراف؟

الرياضة أيام الهواية بمختلف مناشطها، كانت أفضل رغم عدم وجود مقابل مادي، لأنها كانت تعتمد على تسديد الاشتراكات ومساهمات بعض الأشخاص ميسوري الحال في عدد من الأندية، وكنا هواة بلا عائد مادي، لكن كان هناك مردود ومستوى جيد، ومتابعة جماهيرية كبيرة، وحالياً نحن محترفون بمقابل مادي كبير وبلا مردود.

البنية التحتية

7 وماذا عن التطور الكبير في الملاعب والمنشآت الرياضية؟

التطور كبير في البنية التحتية حالياً، والإمارات تضم أفضل الملاعب والصالات الرياضية بعكس سنوات عدة سابقة، لم تكن تتوفر فيها الملاعب للممارسة الرياضية بمختلف أنواعها ، ونفخر بوجود أفخم الاستادات المطابقة للمواصفات العالمية في كل إمارات الدولة، مع توفر صالات رياضية لبقية الأنشطة، والتميز في البنية التحتية شمل الطرق أيضاً، وعندما تطلب الإمارات استضافة أي بطولة فإن الاتحادات الدولية لا تتردد في الموافقة، وتوجد أحداث كبيرة سابقة نالت إشادات عالمية بسبب البنية التحتية مع تميز الكوادر الإماراتية.

كما أن ثقة الاتحادات الدولية تؤكد المكانة التي وصلنا إليها، لكن المحزن أنه رغم تطورنا معمارياً وتوفير كل أدوات التطور، لم نصل إلى النتائج المطلوبة لعدم وجود الطموح الكافي من قبل بعض الشخصيات ، التي عجزت عن مواكبة الإنجازات التي وصلت إليها الدولة في الصعد المختلفة.

حلول

8 ما هي الحلول التي يمكن أن تطرحها من أجل وضع أفضل للرياضة؟

بعد تواجدي في رياضة الإمارات منذ التأسيس أرى أنه حان الوقت لأن تكون هناك وزارة خاصة بالشباب والرياضة، حتى تتم إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها الرياضة تحت إشراف وزارة مختصة تدير هذا العمل، وتعيد صياغته بما يتناسب مع نجاحات الدولة، لأن الوزارة هي الخيار الأنسب، الذي يمكن من خلاله تصحيح كل السلبيات وإعادة ترتيب الأوراق لبداية صحيحة تقودنا إلى الأفضل، مع ضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالرياضة في مختلف المدارس، كما كان الحال سابقاً، حتى نقدم مواهب جديدة وندعمها حتى يكون لديها المقدرة على المنافسة، خصوصاً أن الدولة توفر كل الاحتياجات.

9 كيف يمكننا صناعة بطل أولمبي يرفع علم الدولة خفاقاً على منصات التتويج؟

لا يمكن أن تقدم بطلاً أولمبياً ينافس عالمياً بمجرد الأمنيات والكلام، وإنما بالعمل والخطط، وللعلم فإن الأندية قبل تأسيس الاتحاد لم تكن حكراً على كرة القدم فقط، ولكنها كانت تشمل جميع الأنشطة الرياضية، وكانت هناك مواهب ومنافسات قوية تقود للتطور، لكن الأندية أهملت الألعاب واللاعبين وأضعفت المواهب، وركزت على كرة القدم فقط، لذلك، فإن صناعة البطل في هذا الوضع صعبة جداً، لأن صناعته تتطلب منظومة كاملة تساعده في الوصول إلى غاياته مع دور المجتمع في تعزيز ثقة البطل بنفسه.

اللاعبون الأجانب

10 كيف تنظر إلى وجود اللاعبين الأجانب في مختلف الألعاب وعلى رأسها كرة القدم؟

الهدف من تواجد اللاعبين الأجانب هو المساهمة في التطوير، لكن هذا التواجد يجب أن يكون محدوداً، مع منح فرصة أكبر للاعب المواطن، الذي لم يعد يجد هذه الفرصة، وواقعياً فإن «الأبيض» وصل نهائيات كأس العالم وتحديداً في 1990، في فترة لم يكن هناك لاعبون أجانب، وكانت كل الفرص ممنوحة للاعبين المواطنين، الذين حققوا الإنجاز بالوصول إلى أكبر محفل عالمي رياضي، ولكن بعد 3 سنوات من كأس العالم تمت العودة من جديد إلى اللاعبين الأجانب، ما أثّر على مستوى المنتخبات الوطنية وحتى الآن.