أكد تربويون أن اختيارات التخصصات الجامعية الجديدة والمطلوبة، تلعب دوراً حاسماً في تحقيق نجاح الطلبة في المرحلة الجامعية، وتأهيلهم لمواجهة متطلبات سوق العمل المتجددة باستمرار، مشددين على دور المدارس في إرشاد الطلبة وتزويدهم بمعلومات موثوقة، واستشارات شاملة لاختيار التخصصات التي تناسب اهتماماتهم، وتلبي احتياجات سوق العمل، في ظل التحولات العالمية السريعة في المجالات كافة، وظهور تخصصات جديدة.
ولفتوا إلى الدور المفترض للمدارس في توجيه وإرشاد الطلبة بشأن اتخاذ قرارات تعليمية مستنيرة، تسهم في بناء مستقبلهم الأكاديمي والمهني، وتوفير المعلومات والاستشارات اللازمة لتحقيق أهدافهم التعليمية.
وحددت المستشارة التربوية الدكتورة ميساء عبد الله 5 أدوار للمدارس، يجب أن تقوم بها لإرشاد الطلبة لاختيار تخصصاتهم الجامعية، تتمثل في توفير معلومات حول الخيارات التعليمية المحلية والدولية، من خلال تقديم معلومات شاملة حولها للطلبة، بما في ذلك البرامج الأكاديمية المختلفة، ومتطلباتها، والجامعات والكليات المحلية والدولية المتاحة لهم، ثم تحليل قدرات واهتمامات الطلبة لمساعدتهم في اختيارات التخصصات، والتوجهات التعليمية التي تتناسب مع مواهبهم واهتماماتهم الشخصية، حيث يتولى ذلك الاختصاصي الأكاديمي في المدارس أو المعلمون.
وأكدت على أهمية تقديم استشارات فردية للطلبة، من خلال توفير جلسات استشارية لمناقشة أهدافهم التعليمية والمهنية، والمساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة، ورابعاً استضافه معارض تشارك فيها مختلف الجامعات المحلية والدولية، أو تنظيم زيارات معارض جامعية، وورش وجلسات توجيه مهني، لتعريف الطلبة بمختلف خيارات التعليم والمهن المتاحة، كما يتم تنظيم زيارات للجامعات والكليات لإتاحة الفرصة للطلاب لاستكشاف البيئة الأكاديمية، والتعرف إلى البرامج والمرافق المتاحة.
وأخيراً، لفتت الدكتور ميساء إلى ضرورة تطوير المدارس مهارات اتخاذ القرار لدى الطلبة، للمساهمة في مساعدتهم في تقييم الأطوار المختلفة، وتحليل البيانات المتاحة لهم، واتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.
تخصصات جديدة
وأكد التربوي البروفيسور الدكتور عبد اللطيف الشامسي، على أهمية تعريف الطلبة بالتخصصات الجديدة والمطلوبة، التي تعكس التحولات الحديثة في سوق العمل، وظهور فرص جديدة في مجالات مثل التكنولوجيا الحديثة، وعلوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، والتسويق الرقمي، والطاقة المتجددة، والاستدامة، والروبوتات، لوضعها ضمن قائمة الاختيارات الجامعية، وللاستفادة من التطورات التكنولوجية والتحولات الاجتماعية، لتلبية متطلبات سوق العمل المستجدة.
وأوضح أن معظم الدراسات تؤكد أن طلبة الجامعات الذين يختارون تخصصات جديدة ومطلوبة، يتمتعون بميزة تنافسية في سوق العمل، وعندما يكون لديهم المعرفة والمهارات المواكبة للتطورات الحالية والمستقبلية، يصبحون قادرين على تلبية احتياجات الصناعات الناشئة والشركات المبتكرة.
وأضاف أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف، يجب أن تلتزم المدارس بتوفير برامج توجيه وإرشاد جامعية قوية ومتكاملة، وتشمل هذه البرامج مشورة فردية للطلبة، لفهم اهتماماتهم ومواهبهم، وتوفير معلومات محدثة حول التخصصات الجامعية الجديدة والناجحة، وتنظيم فعاليات توجيهية تتيح للطلاب التفاعل مع الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة.
وقالت التربوية رائدة فيصل، إن الطلاب يقع على عاتقهم دور فعال في اكتشاف التخصصات المطلوبة، وتحديد اهتماماتهم، من خلال البحث واستكشاف مختلف التخصصات، والتواصل مع المتخصصين، وطلبة الجامعة، للحصول على نصائحهم وتجاربهم.
وأوضحت أن من المهم أن يكون الإرشاد الطلابي عملًا مشتركًا بين المدارس وأولياء الأمور والطلبة، وذلك لتعزيز التعاون والشراكة بين هذه العناصر، لتوفير معلومات دقيقة وموثوقة حول التوجيه الجامعي، وتخصصات الطلبة المستقبلية، والتي توائم اهتماماتهم، لتزويدهم بالمعرفة والدعم اللازمين لاتخاذ قرارات تعليمية مستنيرة، تلبي احتياجاتهم الشخصية، وتواكب التطورات الحالية والمستقبلية في سوق العمل.
توجيه وإرشاد
وأكدت منار عودة مستشارة التوجيه المهني في مدارس النهضة الوطنية، على الأدوار الحيوية التي يلعبها قسم الإرشاد الأكاديمي في تجهيز طلبة الصفين 11 و12 للمنهاج الأجنبي، للتأهيل والاندماج في التخصصات الجامعية المستقبلية، وذلك من خلال توجيههم بشكل شامل نحو المسارات الأكاديمية والتخصصات التي تتناسب مع شغفهم وقدراتهم. وأشارت إلى تقديم جلسات معلوماتية مكثفة للطلبة، تسلط الضوء على مجموعة واسعة من الجامعات والتخصصات المحلية والدولية، بهدف تمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، تتعلق بمسارهم الأكاديمي المستقبلي، من خلال تعزيز دور المدرسة في تطوير الطلاب عبر أنشطة لاصفية، تهدف إلى تعزيز مهاراتهم الشخصية والمهنية.
وأضافت منار عودة أن قسم الإرشاد الأكاديمي يسهم بشكل كبير في صياغة رسائل التوصية للطلاب، ما يعكس إنجازاتهم وقدراتهم بشكل شامل، ويسهم في اختيار المقررات المناسبة، لضمان استعدادهم الأمثل لمقابلات القبول الجامعي، مضيفة: «بفضل قسم الإرشاد الأكاديمي، يكتسب الطلبة الأدوات والتوجيه لتقديم طلبات جامعية قوية، وتحقيق النجاح في مساراتهم الأكاديمية المستقبلية».