تطبيقها مادة مستقلة بدلاً من استخدامها ضمن برامج الأنشطة

تدريس «الدراما» توجه للارتقاء بمهارات ومواهب الطلبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت أعداد كبيرة من المدارس التي تتبع الأنظمة التعليمية المتنوعة، التوجه لتدريس مادة الدراما، بعدما كان يقتصر تدريسها في بعض المدارس البريطانية، إيماناً منها بأهمية تطوير المهارات اللغوية والاجتماعية والفنية للطلبة.

فضلاً عن قدرتها على تعديل السلوك وإظهار المواهب وتحفيز الخيال لدى الطلبة، وتحقيق النمو الشخصي وتطوير المهارات، ولكن دخلت بقوة في كافة الأنظمة التعليمية واتخاذها كمادة تعليمية بعدد حصص أسبوعي يتراوح بين حصة وثلاث حصص، وتم تطبيقها كمادة مستقلة تحت مسمى مادة الدراما، بدلاً من استخدامها ضمن برامج الأنشطة كنشاط مسرحي.

واعتبرت ويندي بانكس، مديرة مدرسة السلام، أن مادة الدراما فرصة للطلاب لاكتشاف وتطوير قدراتهم في المجال الفني والتعبيري، وتساهم في تنمية شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتواصلهم الفعال مع الآخرين، موضحة أنها تطبق من العام الجاري بشكل متفرد على مختلف الصفوف حرصاً من إدارة المدرسة على اكتشاف مواهب الطلبة وتنميتها.

وقالت إن مادة الدراما هي إحدى المواد التعليمية التي تدرس بواقع حصة أسبوعياً، وتهدف لتطوير المهارات الفنية والتعبيرية والاجتماعية للطلاب، من خلال العمل الدرامي، وتركز مادة الدراما على التعلم من خلال اللعب والتجربة العملية، حيث يتعاون الطلاب معاً لتأدية مشاهد، ومسرحيات وإظهار قصص وشخصيات.

وتابعت أنها تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة والممارسات، مثل التمثيل والتمثيل الصوتي والحركة والإيماءات والتعبير الجسدي، ويتعلم الطلاب كيفية استخدام الصوت والجسم والمساحة المسرحية للتعبير عن الشخصيات والأفكار والمشاعر، كما يتعلمون تقنيات التنظيم والتعاون والاتصال الفعّال مع الفريق المشارك في العمل الدرامي.

تعبير

من جهتها، اعتبرت جودي كويرك، مديرة برنامج فنون الأداء والإنتاج الفني في أكاديمية جيمس ويلينغتون واحة السيليكون، أن تدريس مادة الدراما فرصة لتعبير الطلبة عن مشاعرهم وشخصياتهم.

فضلاً عن تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإثراء ذكائهم العاطفي ومشاعر التعاطف والتقبل والوعي الاجتماعي والتواصل والإبداع، من خلال تقمص العديد من الشخصيات المتنوعة والتماهي معها، ما يجعل هذه المادة جزءاً أساسياً من منهاج مدرستها، بدءاً من المرحلة التأسيسية الأولى حتى السنة الثالثة عشرة.

ورش عمل

وأوضحت أن المدرسة توفر للطلاب العديد من ورش العمل الاستعراضية والفنية والأنشطة المسرحية والمسابقات والعروض الموسيقية كل عام، مشيرة إلى أن الإدارة المدرسية ينصب تركيزها على تنمية حب فنون الأداء في نفوس طلابها، مما يعزز حب خوض التحديات والمغامرات والإبداع لديهم.

وذكرت أن مادة الدراما تحظى بشعبية كبيرة من قبل جميع الفئات العمرية، وخاصة طلاب المرحلة الابتدائية، حيث يظهرون الكثير من الشغف والحماسة، بدخولهم عالم الخيال الذي يتيح لهم نسج تصوراتهم الإبداعية الخاصة، بإشراف كوكبة من المعلمين والمدربين المؤهلين، بالتعاون مع نخبة من الفنانين المحترفين والمؤسسات الفنية المختصة.

مهارات

وعلق ستيفن لوبتون، مدير مدرسة ريبتون أبوظبي، عن أهمية دروس الدراما لتطوير مهارات الطلاب قائلاً: «توفر دروس الدراما منصة محورية للطلاب لاستكشاف مواهبهم وتنميتها في عالم الفن والتعبير عن الذات، وتساهم المهارات المكتسبة في دروس الدراما بشكل كبير في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم ورعاية إبداعهم، وتعزيز مهارات التعاون والتواصل بين أقرانهم».

وأضاف أن مدرسته تقدم مجموعة واسعة من الفرص المنهجية وغير المنهجية للطلاب لتطوير معرفتهم وشغفهم بالدراما، وتم تصميم هذه الفصول لتنمية المهارات الفنية والأدائية لدى الطلاب من خلال التمارين الدرامية الممتعة ضمن هذه الفصول، يشارك الطلاب بنشاط في أنشطة مختلفة، بما في ذلك التمثيل وتعديل الصوت والحركة والإيماءات والتعبير الجسدي.

وتابع أنه ومن خلال هذه الأنشطة، يتعلم الطلاب كيفية عرض أصواتهم ولغة جسدهم ببراعة، ما يمكنهم من تأدية أدوارهم بشكل فعال، والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، فضلاً عن تطبيق المهارات المكتسبة في دروس الدراما وتعزيز تجربتهم وأدائهم على المسرح.

مادة اختيارية

في السياق، أكد كفاية خان، مدير مدرسة السلام كوميونتي، بأن مادة الدراما تعد من المواد الاختيارية ضمن منظومة الـ IGCSE، لطلبة المرحلة الثانوية.

والتي مسجل فيها عدد كبير من الطلبة لذلك هناك اهتمام كبير بها، فضلاً عن تطبقيها على مختلف المراحل التعليمية والخروج في نهاية العام بعمل مسرحي كبير يعكس ما قدمته المدرسة طوال العام، إذ تشكل تلك المادة نقطة تحول للطلبة من أساليب التعليم التقليدية إلى الإبداعية والفنية، وتركز على موضوعات تعليمية هادفة تساعد على إبراز مواهب الطلاب وتعزيز شخصيتهم، بالإضافة إلى استخدام الخطط التطويرية لتعريف الطلاب على الفن المسرحي الهادف.

وذكر أن المدرسة دائماً تراعي أن تكون الموضوعات المطروحة عبر مادة الدراما والمسرح تتناسب مع أعمار الطلبة ومراحلهم الدراسية، وأن تكون في إطار التعليم التربوي .

حيث يتم اختيار الموضوعات المسرحية بعناية من قبل فريق التدريس المسرحي بالمدارس، كما عمل المعلمون على نقل المنهج بطريقة سلسة للطلاب من خلال تحديد مهامه التي لا تقتصر على التمثيل فحسب، بل تتمحور حول كل عناصر المسرح من كتابة النصوص والإخراج و إعداد المسرح للعرض.

وأوضح أن وجود مادة الدراما كمادة أساسية في المنهج يتيح للطلاب الفرصة لإبراز مواهبهم والتعبير عن أنفسهم من خلال المسرحيات التي يعملون عليها، كما يساعد على صقل شخصيتهم وإعدادهم للمستقبل علمياً، فنياً ومهنياً، من خلال نقل العلوم والمعارف عبر النصوص المسرحية والأعمال التربوية التي تخدم وتساهم في تطوير المنظومة التعليمية في الدولة.

4 مهارات

من جهتها، قالت معلمة الدراما دينا عادل، إن تدريس مادة الدراما يهدف إلى تطوير مجموعة متنوعة من المهارات لدى الطلاب تتمثل في 4 مهارات وهي تطوير المهارات اللغوية، حيث تعزز مادة الدراما قدرات الطلاب على التعبير اللفظي وتحسين قوتهم التواصلية واستخدام اللغة بطريقة فعالة ومؤثرة، وثانياً المهارات الاجتماعية، ويتعلم الطلاب فيها كيفية العمل ضمن فريق واحترام وتقدير آراء الآخرين والتعاون وحل المشكلات المشتركة.

وتابعت أن المادة تمد الطلبة بالمهارات الفنية التي يتعلمون من خلالها تقنيات التمثيل والتعبير الجسدي، واستخدام الصوت والحركة لإظهار الشخصيات ونقل القصص، ورابعاً تعمل مادة الدراما على تشجع الطلاب على المهارات الإبداعية مثل التفكير الإبداعي واستخدام الخيال لخلق أفكار جديدة وحل المشكلات بطرق مبتكرة.

 
Email