«خليفة التربوية» تناقش مواكبة المناهج للذكاء الاصطناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية أهمية مواصلة تطوير العملية التعليمية في جميع عناصرها بما يواكب التطور العلمي الذي يشهده العالم في التكنولوجيا المتقدمة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وأضافت: هذا يستلزم تطوير المنهاج والمحتوى الدراسي والمعرفي المقدم للطالب، بحيث يؤهل الطلبة والنشء في مرحلة عمرية مبكرة للتفاعل مع مستجدات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من تغيرات شاملة في بيئة التعلم التي أصبحت اليوم معتمدة بصورة رئيسية على أدوات الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال الجلسة الرمضانية السنوية التي نظمتها الجائزة في أبوظبي بعنوان: «ثورة الذكاء الاصطناعي وتداعياتها على قطاع التعليم»، وحضرها محمد سالم الظاهري، عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، وأمل العفيفي، الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، والدكتورة سعاد السويدي، نائب الأمين العام للجائزة، وأعضاء اللجنة التنفيذية للجائزة، وعدد من القيادات الأكاديمية والتربوية وأولياء الأمور.

ثقافة التميز

وأكدت أمل العفيفي حرص الجائزة من خلال رسالتها والمجالات المطروحة على نشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي بشقيه الجامعي وما قبل الجامعي، ومن هنا تأتي أهمية هذه الجلسة التي تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التعليم والذكاء الاصطناعي وتسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب وفق أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية التي تستهدف إبراز دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء ببيئة التعلم وأهمية غرس المهارات التكنولوجية المتقدمة في نفوس النشء والطلبة وتدريبهم على تطبيقها في البيئة الصفية وفي مسيرة التعليم بصورة عامة.

وأشار الدكتور خالد العبري، عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، إلى أن جائزة خليفة التربوية تسلط الضوء من خلال هذه الكوكبة من الخبراء والمتخصصين على محور مهم في حياتنا اليومية، وهو الذكاء الاصطناعي الذي أصبح سمة أساسية للحياة اليومية في مختلف أنحاء العالم.

ومن ناحيته استعرض الدكتور عارف الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، خلال مداخلته، التطور العلمي والتاريخي لمفهوم الذكاء الاصطناعي منذ منتصف القرن الماضي وجهود العلماء في ابتكار وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، خاصة في القطاعات الصناعية والتكنولوجية وقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية وصولاً إلى مجال التعليم الذي يشهد اليوم ثورة تقنية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

دولة رائدة

وأكد الدكتور محمد اللوغاني، مستشار رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن دولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في اعتماد التكنولوجيا والابتكار، التي تتضمن التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، ومن أبرز الابتكارات التي تشكل تحولاً جذرياً في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم وسوق العمل، ومع التطور المتسارع في هذه التقنيات ينبغي علينا فهم كيف ستؤثر على مستقبل التعليم، وما هي الفرص والتحديات، كما يركز هذا المحور على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التعليم من خلال استعراض التحديات التي قد تواجه النظام التعليمي ومدى تكيفه مع هذه التطورات التكنولوجية السريعة، وفيما يتعلق بسوق العمل يتم التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي على طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة، وكيف يمكن أن تنشأ فرص جديدة نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الذكية.

بدورها قالت الدكتورة ابتسام المزروعي، خبيرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة ومؤسس AIE3، إنه في عصر يعاد فيه تشكيل ملامح التعليم بفضل التقدم التكنولوجي يبرز الذكاء الاصطناعي والميتافيرس كعناصر فاعلة في صياغة مستقبل التعليم، ويعتبر الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في تحقيق التعليم المخصص، حيث يمكنه تقديم تجربة تعليمية مصممة خصيصاً لكل طالب، مراعية لقدراته واحتياجاته الفردية.

من جهتها أشارت الدكتورة مريم اليماحي، أستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات، إلى أن الفوائد المحتملة التي سيعود بها الذكاء الاصطناعي من دمجها في قطاع التعليم تعتبر هائلة، وإمكاناته لتغيير الطريقة التي نتعلم بها ونعلمها لا حدود لها، ومع استمرار تطور التكنولوجيا من المتوقع أن يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم أكثر انتشاراً وتطوراً، مما يوفر فرصاً جديدة في مجال التعليم، وبالتالي إنشاء تجربة تعليمية أكثر تخصيصاً وفعالية وجاذبية لجميع الطلبة.

و قالت الدكتورة خديجة الحميد، أستاذ ومدير إدارة شؤون الطلبة في أكاديمية ربدان، إن الواقع الحالي يظهر أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على سوق العمل في المستقبل، إذ سيسفر عن تغييرات جذرية في طبيعة الوظائف والصناعات. وتشير توقعات منتدى الاقتصاد العالمي في عام 2023 إلى أن ما يقرب من ربع الوظائف الحالية، أي نحو 23% منها، ستشهد تحولات جوهرية خلال السنوات الـ5 المقبلة وفقاً لتقديرات أصحاب الأعمال.

Email