المعلم موجّه ومستشار لتطوير مهارات الطلبة

5 خطوات لتطبيق استراتيجية «التعلم بالنمذجة» في المدارس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش المجتمعات الحديثة في عصر تكنولوجي يتطور بسرعة كبيرة، ويتطلب ذلك تحديث الأساليب التعليمية القائمة، وفي هذا السياق، تبرز استراتيجية «التعلم بالنمذجة»، كأداة فعالة لتعزيز تجربة التعليم، وتحقيق التفاعل الفعال بين المعلم والطالب.

وتعتمد استراتيجية «التعلم بالنمذجة»، على توفير بيئة تعليمية يتعلم الطلبة فيها المشاركة في عملية نمذجة الأفكار والمفاهيم، ويتم تشجيعهم من خلالها على استخدام استراتيجيات التفكير، مثل تصور المشكلات، وتحليل الأنماط، وتطبيق نماذج تعليمية تتوافق مع قدراتهم التعليمية والاستيعابية.

وأوضح تربويون أن تطبيق استراتيجية التعلم بالنمذجة، يتطلب تحقيق 5 خطوات، تتمثل أولاً في إعداد المعلم بيئة تشجع على النمذجة والتفكير النمذجي، من خلال استخدام الأدوات والموارد التعليمية المناسبة، مثل الرسومات والألعاب التعليمية، ثانياً توجيه الطلبة نحو استخدام استراتيجيات التفكير المناسبة لحل المشكلات وفهم المفاهيم، وثالثاً تشجيعهم على المشاركة النشطة في عملية التعليمية، من خلال طرح الأسئلة المحفزة، وتشجيع النقاش بينهم، وتبادل الأفكار والتجارب، ورابعاً تشجيعهم على استخدام النمذجة التعليمية في مشاريع البحث أو حل المشكلات العملية، ما يساعدهم على تطوير قدراتهم، وأخيراً يتولى المعلم تقييم أداء الطلبة، عن طريق استخدام أدوات التقييم المتنوعة، مثل الاختبارات والمشروعات والملاحظات، لتقييم التحصيل العلمي والتطور في المهارات.

دور المعلم

وأكد الدكتور ماهر حطاب المدير العام للمدارس الأهلية الخيرية، على أهمية مواكبة المؤسسات التعليمية لاستراتيجيات تعليمية حديثة، حتى يتمكنوا من تطوير أدواتهم التعليمية، وإعداد الطلبة للقرن الـ 22، مشيراً إلى أن استراتيجية التعلم بالنمذجة، يلعب فيها المعلم دوراً حيوياً، فهو ليس مجرد مصدر للمعرفة، بل يكون مرشداً ومستشاراً للطلبة أثناء عملية نمذجة الأفكار، ويقوم المعلم بتوجيه الطلبة وتحفيزهم لاستخدام مهارات التفكير النمذجي، وتوجيههم لاستكشاف العلاقات والترابطات في المعرفة، ويتولى المعلم أيضاً دور المناقشة، وتقديم التغذية الراجعة للطلاب، لتعزيز فهمهم وتطوير مهاراتهم.

ولفت حطاب إلى أن الطالب يلعب دوراً نشطاً في استراتيجية التعلم بالنمذجة، حيث يتحمل المسؤولية الرئيسة في تعلمه، ويوجه عملية نمذجة الأفكار وتطبيقها، إلى جانب تعلم كيفية تطبيق المفاهيم والمعارف في سياقات مختلفة، وكيفية تطوير الحلول الإبداعية للمشكلات.

تفكير إبداعي

وقالت التربوية فوزية الشيخ «تعود فائدة استراتيجية التعلم بالنمذجة، إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلبة، لتمكينهم من التعلم الذاتي، وتطوير قدراتهم في مجالات متعددة، وتعزز التفاعل والتعاون مع المعلم، وتعزيز الاستقلالية والتفكير النقدي لديهم».

ولفتت إلى أن تبني هذه الاستراتيجية، يعد تحدياً للمعلمين في تطوير قدراتهم في توجيه العملية التعليمية، وتشجيع التفكير النمذجي، وهي خطوة مهمة في تحويل التعليم التقليدي إلى مبتكر ومتفاعل.

من جهتها، قالت التربوية فاطمة الظاهري، إن استراتيجية التعلم بالنمذجة، تعتبر ضرورية ومهمة للتبني في المدارس اليوم، حيث تسهم في تعزيز تجربة التعلم، وتعزيز مهارات الطلبة العقلية والتفكيرية، كما تساعد على تعزيز التفاعل والتعاون بين المعلم والطلاب، حيث يتحول الطلبة من المستقبلين للمعرفة، إلى المشاركين النشطين في عملية التعلم. بالإضافة إلى ذلك، تمكن الطلبة من تطوير مهاراتهم في حل المشكلات، والتحلي بالإبداع، وهي مهارات أساسية يحتاجها الفرد في المجتمع المعرفي وسوق العمل المتغير.

وأضافت «يجب على المدارس الاهتمام بتوجيه المعلمين، وتزويدهم بالموارد اللازمة لتبني استراتيجية التعلم بالنمذجة، وتشجيع الطلبة على تطوير مهارات التفكير النمذجي، والاستفادة الكاملة من فوائدها في تعلمهم وتطورهم الشخصي».

Email