أفادت فاطمة القاسمي مديرة إدارة التسهيلات الطلابية في جامعة زايد خلال لقائها مع «البيان»، بأن الجامعة تسعى إلى توفير منصة مميزة تتيح للطلبة من أصحاب الهمم تحقيق استقلاليتهم وإطلاق أقصى إمكاناتهم التعليمية وضمان مستقبل مهني ناجح، لتكون بذلك الوجهة التعليمية الأولى للطلبة من هذه الفئة، كما تركز الاستراتيجية الجديدة للجامعة على تمكين طلبتها من تأمين فرص توظيف أفضل، بمن فيهم الطلبة من أصحاب الهمم.
وأوضحت القاسمي أن إدارة التسهيلات الطلابية في جامعة زايد توفر ست خدمات رئيسية للطلبة من أصحاب الهمم لمنحهم فرصاً متساوية مع باقي زملائهم، والتي تشمل زيارات إلى قاعات الدراسة وإجراء الامتحانات والتقييمات وتأمين السكن وإقامة جلسات التدريب وورش العمل للطلبة ولأعضاء الهيئة التدريسية.
وأشارت إلى أن هناك ارتفاعاً في أعداد الطلبة من أصحاب الهمم الملتحقين بجامعة زايد في حرميها بالعاصمة أبوظبي وإمارة دبي، بنسبة 32% مقارنة بالعام الماضي، ليصل العدد الإجمالي إلى 352 طالباً وطالبة، الأمر الذي يجعل تهيئة البيئة الدراسية لهم أمراً ملحاً.
فرص متكافئة
وقالت القاسمي: «تسعى إدارة التسهيلات الطلابية بجامعة زايد إلى توفير فرص تعليمية متكافئة للطلبة من أصحاب الهمم، وذلك من خلال تقديم الدعم الأكاديمي والتقني والمهني، مما يسهم في تمكينهم للالتحاق بالقوى العاملة وبالتالي تمكينهم من القيام بدورهم في المساهمة بتنمية نهضة الوطن».
وأضافت أن الهدف من إنشاء هذه الإدارة في عام 2010 هو مساعدة الطلبة من أصحاب الهمم ممن يعانون من مختلف أنواع الإعاقات مثل الإعاقات الجسدية والسمعية والبصرية بالإضافة إلى صعوبات التعلم مثل عسر القراءة والرياضيات، وغيرها ومرضى التوحد وفرط الحركة والنشاط، على تحقيق إمكاناتهم واتخاذ موقعهم الصحيح كأعضاء منتجين في المجتمع الإماراتي.
وبينت أن الإدارة تسعى من خلال عملها إلى تعزيز استخدام الابتكارات الحالية، من خلال التكنولوجيا المساعدة لدعم الطلبة من أصحاب الهمم في دراساتهم الأكاديمية في جامعة زايد.
كشف وتقييم
وحول آلية الإدارة في قبول عضوية الطلبة، أوضحت القاسمي أن الإدارة تجري مقابلات أولية مع الطلبة والتي تتضمن الكشف المبدئي لتحديد ما إذا كان الطالب أو الطالبة ينتمون إلى فئة أصحاب الهمم، ومن ثم إجراء تقييم لتحديد الأجهزة التكنولوجية المساندة التي تلائم احتياجاتهم، حيث تقوم إدارة التسهيلات الطلابية بتوفير نظام لإعارة الأجهزة للطلبة من أصحاب الهمم وفقاً لاحتياجاتهم، كما تقيم الطلبة من ذوي صعوبات التعلم لتحديد احتياجاتهم التعليمية الفردية.
وأضافت أن الإدارة تعد خططاً تعليمية فردية (IEPs) لدعم الاحتياجات الأكاديمية للطلبة ذوي صعوبات التعلم، وتناقش خدمات الدعم الموصى بها من قبل الأخصائيين مع عائلة الطالب لتعزيز تقدمه الأكاديمي والاجتماعي، كما تصمم ورش عمل وتدريبات متخصصة للطلبة من أصحاب الهمم والتي تتناول مواضيع مختلفة، بحسب احتياجات كل طالب، كما تعقد اجتماعات دورية لكل طالب لمتابعة مسار تقدمهم التعليمي.
وقالت مديرة إدارة التسهيلات الطلابية: إن الإدارة تعمل على تهيئة المناهج والمواد التعليمية اللازمة لتسهيل الوصول إلى المادة التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة البصرية مثل تكبير الخط والملفات الصوتية وطريقة برايل، بالإضافة إلى تهيئة الامتحانات والاختبارات حسب احتياجات الطلبة، وتتعاون باستمرار مع أعضاء الهيئة التدريسية من أجل تعزيز الأداء الأكاديمي لهذه الفئة وتقديم الدعم المناسب لهم، وتتأكد من سهولة وصولهم إلى جميع مرافق الحرم الجامعي.
نشر الوعي
كما أشارت إلى أن الإدارة تنظم فعاليات متعلقة بمواضيع تختص بالإعاقة لنشر الوعي وتعزيز مفهوم الدمج في مجتمع جامعة زايد التي تسعى باستمرار إلى توفير منصة مميزة تتيح للطلبة من أصحاب الهمم تحقيق استقلاليتهم وإطلاق أقصى إمكاناتهم التعليمية وضمان مستقبل مهني ناجح، لتكون بذلك الوجهة التعليمية الأولى للطلبة من أصحاب الهمم، حيث توفر مرافق عالمية المستوى، إلى جانب فريق من المتخصصين لضمان تقديم دعم مخصص للطلبة يلبي مختلف متطلبات التعلم والاحتياجات الخاصة، كما تسهم إدارة التسهيلات بدور رئيس في تعزيز وعي أفراد المجتمع حول التحديات التي يواجهها الطلبة من أصحاب الهمم في حياتهم اليومية.
تجربة متكاملة
وأكدت أن الإدارة فازت بجائزة مدارس أبل المتميزة للأعوام 2021-2024، تقديراً لدورها الكبير في تعزيز استخدام التكنولوجيا للارتقاء بفرص التعليم وتوفير تجربة تعليمية متكاملة للطلبة من أصحاب الهمم.
وحول قصص نجاح الطلبة من هذه الفئة من الملتحقين بالجامعة ذكرت قصة الطالبة عهود، التي تلقت تدريباً مكثفاً في الإدارة للتأقلم مع نموذج التعلم المختلط، حتى أصبحت اليوم عضواً في مجلس الإمارات للشباب.