التدريب في القطاع الخاص يسهم في اكتساب الخبرة مع أصحاب العمل | أرشيفية

تربويون: التدريب المهني يرتقي بالكفاءات العلمية والحياتية للطلبة

يسهم التدريب المهني للطلبة في تنمية المهارات ودعم كفايات الشخصية العلمية والعملية والحياتية بشكل عام، وذلك عبر برامج التدريب والإعداد، التي توفرها المؤسسات والجهات المختلفة في جميع التخصصات، والتي تفتح أبوابها لتدريب الطلبة.

وتستهدف تعزيز روح المسؤولية لدى الطلبة ودعم ثقتهم بأنفسهم، وتوفير مساحات رحبة أمامهم لمحاكاة الواقع العملي والوظيفي والمهني الذي ينتظرهم بعد إنهاء مرحلة التعليم، كما أن التدريب المهني للطلبة له دور فعال في رسم الخطط المستقبلية للوظيفة.

بدورها تحرص بعض المدارس الخاصة على توفير تدريب من خلال عقد شراكات مع مؤسسات وجهات خاصة وأخرى حكومية لتمكين طلبة المرحلة الثانوية من إتمام الأسبوع المهني الذي يتراوح بين 7 و14 يوماً في بعض المؤسسات، أما هناك عدد من المدارس لا تبادر بتوفير هذا التدريب للطلبة، وتجعل الطالب هو الذي يسعى بمفرده لخلق فرصة تدريبية له، بحسب آراء ذوي طلبة.

منصة

من جهتها، عملت وزارة التربية والتعليم على تطوير منصة للتدريب العملي بالتعاون مع أعضاء مجلس التعليم العالي والقطاع الخاص، لتكون أول منصة متخصصة للتدريب العملي في القطاع الخاص.

حيث انتهت الوزارة من المرحلة الأولى لتشمل طلبة مجموعة مختارة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة المرخصة من وزارة التربية والتعليم، والطلبة المبتعثين على نفقة وزارة التربية والتعليم، والجهات الأخرى والدارسين في الخارج على نفقتهم الشخصية.

وتحرص الوزارة من خلال «البوابة» على رفع الوعي لدى الطلبة بأهمية التدريب في القطاع الخاص، للحصول على مهارات جديدة واكتساب الخبرة مع أصحاب العمل المرموقين في القطاع الخاص، بالإضافة إلى ربط الطلبة المتميزين بفرص تدريبية مميزة بما يتناسب مع رغباتهم وميولهم، وتطوير معايير وبرامج التدريب العملي، إلى جانب تطوير الإرشاد المهني.

فضلاً عن ربط الطلاب مع أصحاب العمل في القطاع الخاص، للعثور على فرص التدريب في موقع العمل، أو بطرق افتراضية ذات جودة لتعلم مهارات جديدة واكتساب الخبرة في أرقى شركات القطاع الخاص.

وتتوجه الوزارة نحو توسيع نطاق الشراكة في البوابة مع عدد أكبر من أصحاب العمل من القطاع الخاص وللمساهمة في خلق فرص تدريبية للطلبة المواطنين الذين يبحثون عن فرص تدريبية في مختلف الشركات المتميزة.

وتوفر الفرص التدريبية المقدمة من خلال البوابة فرصاً مميزة للطلاب المواطنين لتعلم مهارات جديدة، واكتساب الخبرة في القطاع الخاص.

كما أنها ستدعم مبادرة انسجام ومواءمة التعليم العالي والتدريب العملي مع متطلبات سوق العمـل والقطاع الخاص المتغير بشكل سريع، مما يعزز رسالة قطاع التعليم العالي ويعظم من قدرته على مواجهة التغيير الحاصل في هذا السوق والتنبؤ به قبل حدوثه.

مهارات

من جانبه، أكد الخبير التربوي يوسف الحوسني، بأن التدريب العملي للطلبة يكسبهم مهارات إيجابية مهمة تمثل خارطة الطريق لانخراطهم في سوق العمل.

حيث يساعد التدريب في تعزيز الخبرة المهنية ويمنحهم القدرة على معرفة ظروف العمل التي لا يمكن معرفتها خلال سنوات الدراسة وتتلخص هذه المهارات في مهارات التواصل، وهي المهارات الأهم التي يجب إتقانها خلال فترة التدريب المهني لأنها مفتاح إقامة علاقات مهنية في مجال العمل، بالإضافة لأن إتقان هذه المهارات يعزز من فرصة الحصول على عمل مهارات التنظيم:

مهارات التنظيم من أهم المهارات التي يمكن اكتسابها خلال فترة التدريب المهني فهي تعطي القدرة على تنظيم وإنجاز متطلبات العمل خلال الوقت المتاح وهي الأهم من أجل تسليم المهام المطلوبة خلال المواعيد المحددة.

والمهارة الثانية هي العمل الجماعي بحيث يكون لديه القدرة على العمل في مجموعات ضمن فريق متكامل، وثالثاً مهارة حل المشكلات لذلك يجب إتقان تلك المهارة التي من الممكن أن تواجه الشخص خلال فترة التدريب المهني .

وذلك من أجل تعزيز فرص النجاح في العمل بوقت سريع بعد إنهاء فترة الدراسة، ورابعاً مهارة التأقلم مع أجواء العمل بحيث يمنح التدريب المهني الطالب الفرصة لفهم طبيعة الأعمال التي قد يقبل أو يحصل عليها، وهذا له دور في سرعة تأقلمه مع بيئة وأجواء هذا العمل.

اكتشاف

وقال روبرت رينالدو، مدير مدرسة أكاديمية جيمس الأمريكية أبوظبي: «إن بعض برامج التدريب لا تقدم فرصاً حقيقية لممارسة وظائف واقعية، إذ لا تسمح لهم بالمساهمة بطريقة فاعلة، وعادة لا يتم دفع المقابل المادي للطالب المتدرب في مثل هذه البرامج».

وتابع: «إن الشركات باتت تدرك أن شباب اليوم قادرون على إحداث فرق، ويمتلكون مهارات رقمية وتقنية تضيف إلى مواهبهم ومهاراتهم، إن تعلم التعاون في المشاريع والمساهمة في إعداد الفريق هي مهارات بسيطة يتم تدريسها في المدارس، ويسمح التدريب الداخلي للطلاب بتطبيق هذه المهارات في بيئة عمل احترافية».

واعتبر أن التدريب المهني يعد أول فرصة للطلبة لاكتشاف عالم العمل، حيث يتيح لهم التفاعل مع زملاء العمل لتحقيق أهداف مشتركة، بالإضافة إلى توظيف مهارات الابتكار أو إضافة قيمة للمؤسسة مما يساعد في وضع الطلاب على المسار الصحيح في خدمة مستقبلهم الدراسي والمهني.

تحديات

بدوره، قال نافيد إقبال مدير مدرسة جيمس متروبول: إن برامج التدريب والتأهيل الصيفي تؤدي دوراً كبيراً في تمكين الطلبة وصقل مهاراتهم المهنية، لكنهم قد يواجهون مجموعة من التحديات والعوامل التي تعوق تحقيق هذا الهدف ولعل من أهمها:

نقص الفرص التدريبية، مع صعوبة العثور على برنامج تدريبي داخلي، كما أن المنافسة بين الطلبة على هذه البرامج وانشغالهم في ارتباطات أخرى خلال الإجازة الصيفية ويؤثر بشكل كبير في الحد من تحقيق الهدف المنشود.

وأوضح أن مستشار التوجيه المهني بمدرسته يتولى تقديم الدعم اللازم لجميع الطلاب في المراحل الدراسية العليا، من خلال إجراء مقابلات معهم لتحديد مجالات اهتمامهم، والتحقق من الفرص المتاحة محلياً ودولياً، كما أن لبناء علاقات وعقد اتفاقات مع الشركات التي تقدم برامج ودورات تدريبية دوراً مهماً في توفير هذه الفرص، حيث يمكننا أن نوجه الطلبة المهتمين إلى هذه البرامج التدريبية، بما يتفق وتوجهاتهم المهنية وتطلعاتهم المستقبلية.

وتحدث عن معارض التدريب التي تنظمها المدارس أنها تلعب دوراً مهماً في التغلب على التحديات السابقة في توفير هذه الفرص.

حيث يصبح من السهل على الطلبة التواصل المباشر مع الشركات والهيئات المقدمة لهذه البرامج، بالإضافة إلى تدريب الطلبة على كتابة السيرة الذاتية وحضور مقابلات العمل، وتطوير مهاراتهم في التحدث أمام الجمهور وله أثر إيجابي في تعزيز ثقتهم بأنفسهم والمنهاج الدراسي المقدم في مدرستهم.

رسم خطط

من جهته، قال عبد الرزاق حاج مواس نائب المدير لشؤون الطلبة في مدرسة الاتحاد الممزر، إن التدريب المهني له دور فعال في رسم الخطط المستقبلية للوظيفة، خاصة أن الطالب يقع في حيرة بعد انتهائه من مرحلة الثانوية العامة أو التعليم الجامعي، ومع وجود ممارسة التدريب المهني يتم اكتساب خبرة كبيرة في مجالات العمل، حيث يسهل التدريب على الخريجين اختيار العمل الأنسب لهم حسب رغبتهم.

وأوضح أن مدرسته تدعم الشباب وتعزز مهاراتهم وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل بكفاءة واقتدار، يتم تدريب طلبة الثانوية في مواقف العمل الحقيقية، لخوض تجارب عمل واقعية تعزز تجربتهم وتؤهلهم لوظائف المستقبل.

من جهتها، قالت شيرين عبد العزيز يوسف، مسؤولة الإرشاد والتوجيه المهني في مدرسة الاتحاد فرع الممزر: إن مدرستها تنظم سنوياً تدريباً مهنياً ميدانياً لخريجي المدرسة، لمدة أسبوع لتدريب (106) طلاب وطالبات، وتضمن التدريب عدداً من التخصصات الحيوية مثل: الذكاء الاصطناعي، والعلاقات الدولية، والأدلة الجنائية، والهندسة المدنية، وتخطيط المشاريع وغيرها الكثير.

كما قام الطلبة بالالتحاق بعدد من الهيئات الحكومية لاكتساب المعرفة في شتى المجالات من خلال ورش العمل المختلفة والعمل الميداني، وأيضاً التعلم بشكل مباشر عن طريق الالتقاء بذوي الخبرة والاستفادة من نصائحهم في مجال العمل وتعزيز روح التعليم لديهم.

تجارب

وفي السياق ذاته، قالت باولا ساسين، مستشارة تعليمية في مدرسة جيمس البرشاء الوطنية، تلعب ثمار التجارب التي يكتسبها الطلبة من برامج التدريب الصيفي والتدريب الداخلي دوراً جوهرياً في رسم معالم مستقبلهم المهني، فضلاً عن الميزات التي تصاحب هذه التجربة من تعرضهم لبيئات عمل واقعية والتي تنمي بدورها المهارات الضرورية للتألق في بيئة العمل ومواكبة تنافسية سوق العمل.

وأوضحت أن البرامج التدريبية تعمل على رفع مستوى الوعي لدى الطلبة بالمسار الوظيفي للمهن التي يرغبون في امتهانها، إلى جانب اكتساب الخبرات المباشرة، حيث إنهم يتعلمون تطبيق المعرفة المكتسبة ضمن سياق مهني، علاوة على ذلك، يسهم التواجد في بيئة عمل حقيقية في تعرف الطلبة إلى مدى رغبتهم في امتهان وظيفة ما ورسم خطة واضحة حول سبل الوصول إليها.

وأضافت أن مدرستها تحرص على توفير فرص النفاذ إلى منصات تساعد الطلبة في اكتشاف مواطن القوة لديهم وتحديد اهتماماتهم، تماماً كمنصة unifrog التي توفر بدورها اختبارات شخصية ودورات تدريبية افتراضية ومعلومات وافية حول متطلبات القبول والتسجيل في مختلف الجامعات من شتى أنحاء العالم.

واعتبرت مي الغالي، مسؤولة الإرشاد المهني للمرحلة الثانوية في مدرسة الخليج الدولية، أن التدريب المهني يعرف الطلبة على الحياة الواقعية، كما يتيح لهم فهم المسار المهني للمسمى الوظيفي في المستقبل وتطبيق المعرفة التي اكتسبوها عبر التدريب في أماكن عملهم في المستقبل.

ويزود أيضاً الطلبة بمهارات تقنية عملية تمنحهم القدرة على العمل تحت الضغط والتعامل مع تحديات العمل في الميدان والعمل من خلال روح الفريق، ويعتبر فرصة جيدة لتبادل الخبرات والمهارات قبل التخرج والتواصل بشكل مباشر مع من يملكون الخبرات المتشابهة مما يؤهلهم للعمل وإثراء تجربتهم.

توصيات:

- توفير منصات تدريب عملي لطلبة مدارس التعليم العام

- إبرام المدارس اتفاقات مع شركات القطاعين العام والخاص لتدريب الطلبة

- إقامة المدارس معارض سنوية للتدريب المهني

- تفعيل اختصاصات المرشد الأكاديمي والإرشاد المدرسي