أبو زهرة معلم يتحدى إعاقته السمعية وينال لقب "معلم خبير" للصم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

محمد أبو زهرة معلم التربية الفنية في مدرسة الأمل للصم التابعة لدائرة الخدمات الإنسانية بالشارقة لم تثنه الإعاقة من العطاء والإبحار في عالم الإبداع، لم يستسلم للإعاقة السمعية التي لازمته منذ الولادة، فيمارس أعماله وهواياته بشكل طبيعي – خاصة – هواية الرسم التي يجيدها وكل ما يستجد من برامج الكترونية، حتى أضحى أول معلم أصم ينال لقب ( معلم خبير ) من مايكروسوفت العالمية، مدللاً على أن أصحاب الهمم لديهم من العزيمة والإصرار ما يحققون به أحلامهم، بعيداً عن بكاء الحال، فهم لا يقفون عند هذا الحد، وإنما يسعون ويعملون، والأهم من هذا كله يبدعون وبشكل رائع،وينتجون بطريقة تجعلك تبتسم وتفرح وفي الوقت نفسه تبكي على نفسك لعدم إبداعك أو صنع شيء مهم تفيد به نفسك وغيرك، فالإبداع ثمرة ناضجة تطرحها الشجرة في غير أوانها، وفي ظروف استثنائية.

فنون

يروي لـ ( البيان ) أنه استطاع أن يتخطى حاجز إعاقة السمع التي أصيب بها منذ الولادة بالصبر والجلد، فتلقى تعليمه الأول في مدرسة الأمل للصم التابعة لدائرة الخدمات الإنسانية بالشارقة،فالتحق بالصف الأول 1985، وأن عشقه للفنون منذ الصغر ومثابرته الدائمة دفعاه إلى أن يكون متخصصاً في التربية الفنية، ثم معلماً لمادة التربية الفنية بمدرسة الأمل في العام 1998 وظل يعمل بها 25 عاماً، مبيناً أن التواصل بينه وبين الطلبة الصم كان سهلاً، ولم يواجه أي تحديات في إيصال المعلومة للطلبة لأنه يجيد لغة الإشارة. 

ولع

وأضاف أبو زهرة أن ولعه بكل جديد في مجال التكنولوجيا الحديثة وبرامجها مكنه من التواصل مع ( مايكروسوفت ) وتوظيف برامجها المتعددة في عملية التعليم سواء أكان ( عن بعد ) أم مباشراً، كما أن إدارة المدرسة وفرت له كافة المعينات والورش والبرامج التدريبية والبيئة المناسبة حتى تمكن من صقل خبرته، لافتاً إلى أن مواكبته لآخر ما توصلت له التكنولوجيا، إضافة إلى دعم إدارة المدرسة أتاح له أن يحصل على لقب ( معلم خبير ) للصم، وبالتالي تيسير العملية التدريسية للطلبة من خلال إيصال المعلومات والدروس لهم بكل أريحية، إضافة إلى استخراج مواهب الطلبة الكامنة، ما سمح لهم المشاركة في العديد من المسابقات المحلية على مستوى الدولة، فحصدوا المراكز الأولى.

تأهيل

ولفت إلى أن زوجته من أصحاب الهمم ( الصم ) وتعمل معلمة في ذات المدرسة، كما أن له 3 من الأبناء وجميعهم ملتحقون بالمدارس النظامية، فتمكنا من تجاوز كافة التحديات التي واجهتهما خلال أدائهما لعملهما – خصوصاً – خلال جائحة ( كوفيد 19 )، حيث كانت الدراسة ( عن بعد )، وذلك نتيجة لتأهيل المعلمين الكترونياً من خلال الورش والبرامج التدريبية التي عقدتها مدرسة الأمل، إضافة إلى البرامج التي أعدتها وزارة التربية والتعليم، مبيناً أنه يكن الكثير من الاحترام والتقدير إلى دائرة الخدمات الإنسانية التي أتاحت له بأن يكون فرداً من أسرتها ومن أسرة مدرسة الأمل.

خبراء

ويرى أبو زهرة أن الإمارات وفرت كافة الخدمات لذوي الهمم حتى يشقوا طريقهم سواء في العمل أم الدراسة، كما أن الدولة لم تغفل تلك الشريحة من أبناء الوطن، فهي تقدر الأعمال الجليلة التي يقومون بها، مساهمين بكل جدارة في بنائه دون كلل أو ملل، فكرمتهم الدولة ويسرت لهم أسباب الراحة، كما وفرت لهم خبراء الإشارة في كافة الدوائر والمؤسسات الأمر الذي يسر من أعمالهم.
 

Email