الإمارات تقدم نموذج تعليم مميزاً في تجاوز تداعيات «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدمت دولة الإمارات نموذجاً مميزاً، ويحتذى به في نجاح نظامها التعليمي باستيعاب الأزمة العالمية التي أحدثتها جائحة «كوفيد 19»، وأكد تربويون وطلبة لـ«البيان» أن دعم القيادة الرشيدة للمسيرة التعليمية ومواكبة اتجاهات تكنولوجيا التعليم المتطورة عززا نجاح التجربة، فيما كشفت منظمة (اليونيسكو) عن معاناة كبيرة واجهتها نظم التعليم في الكثير من دول العالم، التي شهد بعضها توقفاً تاماً عن التعليم، والبعض الآخر عانى بسبب الافتقار لمنصات تعليم رقمية، وبعض ثالث واجه مشكلة حقيقية في عدم جاهزية أولياء الأمور للتعامل مع نظام التعليم عن بُعد.

وقالت المنظمة في تفاصيل تقريرها حول الإشكالية، الذي صدر عنها، مؤخراً: إن إغلاق المدارس ونظام التعليم التقليدي أحدث أضراراً بالغة في الدول التي لم تتمكن من توفير نظام تعليم بديل.

وحصرت المنظمة بعضاً من هذه الأضرار، والتي تمثلت في: حرمان الطلبة من التعليم، لعدم توفر بديل لهم للتعلم خارج المدرسة، وضعف إمكانات أولياء الأمور في تيسير تعليم أبنائهم، وخصوصاً أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى الضغط العام الواقع على الطلبة، بسبب الافتقار لمنصات تعليم رقمية.

وأكدت اليونيسكو أن ضمان عودة الأطفال والشباب إلى المدارس عند إعادة افتتاحها واستمرارهم في الدراسة يمثل تحدياً أمام هذه الدول، التي تضرر نظامها التعليمي من جائحة «كوفيد 19» وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بإغلاق المدارس لفترة طويلة.

حول هذه الموضوع، والمقومات التي أسهمت وساعدت في نجاح دولة الإمارات في تقديم نموذج تعليم بديل ناجح ومميز، حرصت «البيان» على التواصل مع مجموعة من المسؤولين والتربويين، للتعرف إلى رأيهم، والأسباب التي مكنت المؤسسات التعليمية من الحفاظ على العملية التعليمية ومصالح ومستقبل الطلبة، من خلال إقرارها وإدارتها لنظام التعليم عن بُعد.

دعم

وأكد نافيد إقبال، مدير مدرسة جيمس متروبول، أن دعم القيادة الرشيدة والجهات المسؤولة عن التعليم وتكاتف الجهات الأخرى التي تلعب دوراً مهماً في تسيير العملية التعليمية كان له الأثر البالغ في جعل المؤسسات التعليمية تقدم نموذجاً تعليمياً، تفرّد بالاستمرار والنجاح.

وأوضح أن الانتقال إلى نموذج التعلم عن بعد تم خلال فترة قياسية تقارب الأسبوع فقط بعد انتشار الجائحة وقرار إقفال المدارس، وذلك يرجع إلى توظيف المؤسسات التعليمية للتكنولوجيا في المجال التعليمي، حيث استثمرت المدارس في مجال التكنولوجيا تماشياً مع رؤية دولة الإمارات، للارتقاء بقطاع التعليم من خلال تطوير البيئة الرقمية في كل المدارس والجامعات.

وتابع: «استطعنا خلال تجربة التعليم الرقمي من تمكين طلابنا من إدارة تجربتهم التعليمية وإتقان المهارات الرقمية على أكمل وجه، إلى جانب تسهيل حصول الطلاب على ملاحظات دورية من معلميهم باستخدام الرسائل الصوتية، لمساعدتهم على تحسين تعلمهم وتفعيل الاجتماعات الافتراضية مع أولياء الأمور».

ومن جانبها قالت نرجيش خامباتا، مديرة جيمس مودرن أكاديمي: إن مدرستها وضعت خطة استراتيجية لتطوير آليات ومواكبة اتجاهات تكنولوجيا التعليم المتطورة، وتعزيز الأدوات والمواهب والتدريب والتدريس، منها على سبيل المثال لا الحصر الوصول إلى إطار عمل التحول الرقمي، الذي يحفز المعلمين على تعزيز المعرفة وفهم التقنيات الجديدة كوننا مدرسة تابعة لـ«مايكروسوفت شو كايس» وأحدث التقنيات مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي والروبوتات والتحول الأوتوماتيكي للعمليات، والواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وفي السياق ذاته، قالت صبا عدنان، مديرة الابتكار في مدرسة جيمس فاوندرز المزهر، إن أدوات التكنولوجيا الحديثة لعبت دوراً رائداً في مجال دعم العملية التعليمية خلال الجائحة، خصوصاً أداة «سينشيري» التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتسمح للطلاب بالانتقال افتراضياً من معلم إلى آخر على مدار يومهم الدراسي، كما أنها تسمح للمعلمين بتكليف الطلاب بواجبات تتلاءم مع أهداف التعلم المستحدثة، ما يخولهم تحدّي قدراتهم ومتابعة بياناتهم عن كثب، وضمان تفاعلهم ومشاركتهم في الحصص.

وكان للطلبة رأيان، حيث أكدت الطالبة تالين ماجد كوتة في الصف الثامن بمدرسة ويسجرين الدولية الخاصة، إنه على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتهم خلال الجائحة، إلا انهم استطاعوا أن يتكيفوا مع كل الظروف الراهنة ومواصلة مسيرتهم التعليمية، وذلك من خلال الجهود الجبارة التي بذلها قادة الدولة، لاستكمال العام الدراسي من جهة ومدرستهم ومعلماتهم من جهة أخرى، حيث حرصن على تقديم الدروس بطريقة مشوقة وممتعة.

وأوضحت أن التعليم عن بعد منحهم خبرة إضافية بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وإنجاز المهام بشكل رائع ومشوق جداً، أما الطالبة عائشة عطا في الصف التاسع بمدرسة جيمس فاوندرز المزهر فترى أن اتباع نموذج التعلم عن بعد أكسبها خبرات ومهارات جديدة مثل تعزيز التعلم الذاتي وإدارة الوقت والتحفيز الذاتي وتطوير التفكير النقدي، وذلك من خلال دعم المدرسة والمعلمين، الذين حرصوا على تقديم الحصص بأسلوب تفاعلي وإيجابي وغني بالمعلومات والأنشطة.

تواصل

وأكدت حماسها للعودة إلى المدرسة بداية العام الدراسي المقبل في سبتمبر، لإعادة بناء جسور التواصل مع المعلمين والزملاء في الصف وتطوير تطوير مهارات التحدث بلغة الجسد وغيرها من المهارات التي وجدنا صعوبة في تعزيزها خلال التعلم في المنزل.

أما الطالب نوح ماهر الملّا في الصف الثاني في مدرسة جيمس البرشاء الوطنية وصف مرحلة التعلم عن بعد بالممتعة، حيث استمتع بالجلوس في البيت ومتابعة الدروس افتراضياً، والتفاعل عبر المنصات الإلكترونية والألعاب التفاعلية، وحل الواجبات الممتعة.

Email