تربويون: إعلانات «حل الواجبات» المدرسية تجارة غير أخلاقية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الإعلانات التي انطلقت مع بداية الفصل الدراسي الثالث، والتي تغري الوالدين بأنها ستقوم بمتابعة حسابات أبنائهم الطلبة على المنصات المدرسية، والقيام أيضاً بحل واجبات المواد المدرسية بتقديم أسعار تنافسية، محاولة شق طريق لها لدى أسر الطلاب، الأمر الذي ينبغي التصدي له وينبغي التنويه بأن الأسر التي توكل إتمام واجبات أبنائها للمسؤولين عن تلك الإعلانات سيؤدي إلى تدني مستواهم الدراسي وتعويدهم على الاتكالية، كما أنهم عندما يعودون تدريجياً للتعليم الواقعي ستضعف شخصياتهم، ما يؤدي إلى تدني مستواهم وخجلهم أمام معلميهم، وأكد تربويون أن هذا الفعل غير الأخلاقي سيخلق جيلاً اتكالياً متخلفاً عن مواكبة التغيير.

وفي هذا الإطار قالت البروفيسورة بدرية الجنيبي، أستاذ دكتور في قسم الإعلام والصناعات الإبداعية في جامعة الإمارات: «إن هذه الإعلانات تستغل بلا شك أولياء الأمور، حيث إن غالبية الأمهات هن عاملات ووقتهن محدود جداً، وهذه الإعلانات بمثابة انتشار مدرس خصوصي «أونلاين»، ولكن بدون تدريس. وأريد التنويه بأن تلك الإعلانات ستؤدي إلى تكاسل وتراجع المستوى الدراسي للطلبة، لذا يتحتم مواجهتها بعدم الاستجابة».

وأوضحت الدكتورة هبة الله محمد عبدالفتاح، تربوية خبيرة تميّز، «أن ظاهرة إعلانات حل الواجبات وإنجاز مهمات الطلاب على منصات التعلم الذكي تجارة غير أخلاقية قد تخلق جيلاً غير قادر على إنجاز المهام، ويؤثر سلباً في تطوير وتقدم الطلبة، ويعيق نمو المهارات المستقبلية لديهم، ويخلق جيلاً من المتأخرين تكنولوجياً وغير قادرين على مواكبة التغيير وعلى تحمّل مسؤولية تعلمهم».

وأضافت: «وللتصدي لهذه الظاهرة يأتي دور القائمين على إدارة العملية التعليمية، خاصةً دور المعلم في الإدارة المتكاملة لمنظومة التعلم الذكي من خلال تحفيز وتمكين الطلاب من أداء المهام والواجبات بطرق مرنة وعملية تخفف الضغوط على الطالب، بحيث لا يلجأ ولي الأمر لمثل هذه الإعلانات ليتخلص من أعباء كثرة الواجبات والمهمات، وأن يجعل المعلم تلك المهمات متدرجة المستوى من البسيط في مستوى قدرة الطالب العادي وصولاً لمهمات التحدي للطلاب المتفوقين، وتكون غير إلزامية على جميع الطلاب».

تحديات

وأشار شريف مصطفى محمد، مدرب معتمد في التنمية البشرية، إلى أن العملية التعليمية تواجه تحديات كثيرة في السنوات الأخيرة، ومن أهمها تحدي الإعلانات عن المساعدة في حل الاختبارات وإعداد الأبحاث بمقابل مادي من قبل بعض الأفراد وحتى بعض المراكز التعليمية المتخصصة في ذلك والتي تعمل غالباً من خارج الدولة بالاعتماد على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وصعوبة السيطرة على هذا الفضاء الافتراضي. وأضاف: إن مثل هذه الإعلانات تؤدي إلى بناء شخصية اتكالية وتخلق أجيالاً تحمل شهادات ورقية، لكنها فارغة من المعرفة والأسس العلمية التي تحقق لها النجاح في الحياة العملية، ما يؤثر سلباً في القدرة الإنتاجية للمجتمع.

اتكالية

وأكدت التربوية رانيا محمد حسن، أن إعلانات حل الواجبات على المنصات المدرسية يُعود الطلبة على الاتكالية والتراخي عن أداء مهامهم، في مقابل تنافس أصحاب الحسابات التجارية الهادفة بتقديم خدماتها المغرية.

Email