أكاديميون: المشاريع ركيزة التعلّم المستقبلي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الأكاديميين، لـ«البيان»، أن التعلّم المستقبلي هو القائم على المشاريع، الذي يعتبر نوعاً من أنواع التعلّم الحديث، الذي يعتمد على تنفيذ مجموعة من المشروعات التي يكلف بها الطلبة ضمن المحاضرة الدراسية، ويسهم بشكل كبير في إعداد خريجي المستقبل.

وعرفوا التعلم القائم على المشروعات بأنه أحد الاستراتيجيات التعليمية التي تهدف إلى الربط بين مجال التعليم المنهجي، والتعليم الميداني الذي يساهم في دعم الطلاب لتوظيف مهاراتهم الشخصية في التفاعل مع المناهج الدراسية، ويجعلهم يشعرون باستقلاليتهم، وقدرتهم على قيادة المحاضرة بأسلوب ذاتي، وأيضاً ترتبط فكرة التعلم القائم على المشروعات مع أغلب الدراسات الجامعية، والدراسات العليا التي تعتمد على وجود مشروع ضمن الخطط الدراسية الخاصة بها كشرط من شروط الحصول على الشهادة الجامعية.

معرفة وفعل

وقال الدكتور فارس الهواري عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد، إن التعلم القائم على المشاريع هو التعلم الذي يدمج ما بين المعرفة والفعل، في هذا النوع من التعلم يتعرض الطلاب للمعلومات والمحتوى العلمي الأساسي، ومحتوى تطبيقي وعملي لما يعرفونه من المهارات، بهدف إيجاد بعض الحلول للمشكلات الحياتية المختلفة.

وأضاف إن هذا النوع من التعلم يمكن الطلبة من استغلال مهاراتهم المختلفة للحصول على نتائج قابلة للتطبيق، وهم غالباً يمتلكون قدرة على استخدام أدوات النمذجة الرياضية والتصور الرقمي، لتأطير وإيجاد حلول عملية وتطبيقية نافعة لأي مشكلة في مجال اختصاصهم، مشيراً إلى أن هذه الطريقة التربوية هي منظور شامل يركز على إعطاء المعلومات والمهارات وذلك بشكل عملي وتفاعلي، يساعد الطلبة على البحث عن حلول للمشكلات من خلال التفكير النقدي والعصف الذهني والتجارب وجمع البيانات وفهم النتائج وتطبيقها.

وأفاد بأن التعليم القائم على تنفيذ المشاريع يعزز الإبداع والتفكير النقدي لدى الطلبة مستقبلاً.

نهج ديناميكي

 

وقال الدكتور أحمد الجندي الأستاذ بقسم الهندسة الكهربائية بالجامعة الكندية بدبي، إن التعلم القائم على المشاريع هو نهج ديناميكي يكسب الطلبة معرفة أعمق من خلال الاستكشاف النشط للتحديات والمشكلات الواقعية، وإن أفضل طريقة لإعداد الطلبة للمستقبل هي تمكينهم في الوقت الحاضر، وذلك عن طريق إكسابهم المهارات المرنة، وهي التي تحدد شكل العلاقات مع الآخرين، بالإضافة إلى المهارات الصلبة، وتشمل القدرات المعرفية المطلوبة لأداء العمل.

وبيّن أن انخراط الطلبة في التعلم القائم على المشاريع، يسهم في تطوير المهارات والتخصصات اللازمة للنمو في الاقتصاد الإبداعي.

وأفاد الدكتور الجندي أن «كندية دبي» حرصت في طرح تخصصاتها على تطوير هذه المهارات منذ السنة الأولى، حيث يشارك طلابها في مسابقات ومشاريع تربط بين الجانب النظري والعملي مما يؤهلهم للنجاح في بيئة العمل ويعزز المهارات المرنة لديهم والتي تشمل التواصل والمشاركة في الحوار، روح الفريق الواحد، التأقلم والمرونة، الإبداع وحل المشكلات، القيادة والقدرة على اتخاذ القرارات، والربط والاستنتاج، والتفاوض والإقناع.

وتابع: إن مادة «أساسيات الابتكار وريادة الأعمال» المطروحة لجميع طلاب الجامعة الكندية تهدف لإعداد جيل من القادة في دولة الإمارات يتمتع بعقلية مبتكرة وريادية وتزويدهم بالمهارات الأساسية مثل التحدث والاستماع وطرح الأسئلة المثيرة، وكيفية المساهمة في الفريق، وكيفية إعطاء وتلقي الملاحظات النقدية.

استراتيجية تعليمية

وقالت الدكتورة جنان منصف الأستاذة بقسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر بدبي: أصبح التعلم القائم على المشاريع استراتيجية تعليمية تختلف عن النموذج التقليدي الذي يحاضر المعلمون للطلاب عن المحتوى، ويمنحونهم الفرصة لممارسة ما يتعلمونه، وفي نهاية المطاف يجرون تقييماً تلخيصياً في شكل اختبار أو مقال أو عرض تقديمي، أما في نموذج التعلم القائم على المشاريع، فيتم التعلم عن طريق تكليف الطلاب بحل مشكلة في العالم الحقيقي، وهذا ينطوي على تطوير مهني جيد من خلال تدريب المعلمين على تطوير وتقديم مشاريع عالية الجودة تدفع بالطلاب لمشاركة فعّالة وتعلم أعمق.

وأشارت إلى أن طلبة جامعة روشستر يعدون مشاريعهم بالتعاون مع المهنيين والخبراء في الشركات الكبرى بمنطقة السيليكون، الأمر الذي يساهم في تطوير مهاراتهم المتعلقة بكيفية التفاعل والعمل داخل العالم المهني.

كما تمكن الطلبة من القدرة على استكشاف أسرار الصناعات من خلال تجربة التدريب كجزء من رحلة التعلم.

ونوهت بأن تحويل التعلم ليكون قائماً على المشاريع يتطلب تطويراً لمهارات كل من المعلمين والطلاب معاً، مشيرة إلى أن هذا النموذج من التعلم سيحول الطلبة من مجرد متلقين للعلم إلى مفكرين ومحللين ويكسبهم المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل.

Email