أبو بكر جابر مدير كلية آل مكتوم بأسكتلندا لـ«البيان»:

حمدان بن راشد اعتبر تعليم الفتيات ركيزة تنموية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد البروفيسور أبو بكر جابر، مدير كلية آل مكتوم للتعليم العالي بأسكتلندا أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، اهتم بتعليم الفتيات وتثقيفهن، إيماناً منه بأن التعليم الجيد للفتيات ركيزة أساسية تستند عليها التنمية المستدامة اجتماعياً واقتصادياً في كافة الدول، فهو يسهم في الحد من عوامل الزواج المبكر ويتيح للمرأة وأبنائها فرصاً أفضل لحياة صحية وينمي وعيها بحقوقها وواجباتها ويوفر لها القدرة على المشاركة في العمل وكسب الدخل، ما يؤثر إيجاباً في الوضع المالي والاقتصادي لها ولعائلتها والاقتصاد الوطني بصفة عامة، كما تصبح لديها فرصة أكبر للمشاركة السياسية والاجتماعية.

وبنبرة يملؤها الأسى بدأ البروفيسور أبو بكر جابر حديثه مع «البيان» عبر اتصال هاتفي قائلاً: «لحظات قاسية تلك التي تلقينا فيها نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، مؤسس وراعي الكلية التي أنشأها لتحقيق فهم أعمق للشرق الأوسط الحديث، وتأكيد الحوار البناء بين الثقافات والحضارات والشعوب ولا سيما بين العالم العربي والإسلامي من جهة والعالم الغربي من جهة أخرى».

وتابع: تقابلت مع الفقيد عدة مرات، وفي كل مرة كان يبهرني باستقباله الحافل وتواضعه الكبير واللافت، كما أنه مستمع ومصغ جيد لكل من حوله، فقد كان يمنح الوقت الكافي لكل فرد فينا ليستمع له باهتمام، ولا أنسى حين منحني الفرصة خلال إحدى زيارتي لسموه مع وفد الكلية في قصره بمنطقة زعبيل بدبي، كي أتحدث معه وأشرح له نشاطات الكلية والدور المهم الذي تقوم به في المجتمع البريطاني الأسكتلندي، وكان يصغي إلي بمنتهى الاهتمام والتواضع، برغم امتلاء المجلس بالعديد من الناس، وكان يسألني أسئلة دالة وعميقة. وأشار إلى أن آخر زيارة للفقيد للكلية كانت في عام 2002، إلا أن دعمه الكبير مازال ممتداً.

وأكد أن كلية آل مكتوم تتمتع بمكانة راقية ومرموقة وسط المجتمع الأسكتلندي، سواء على مستوى الجامعات المحلية وبلدية مدينة «داندي»، حيث شارفت على استكمال 20 عاماً في سبتمبر من العام الجاري 2021، وأضحت جزءاً لا يتجزأ من المدينة والمجتمع الأسكتلندي.

وذكر أن الكلية وجدت كامل الدعم من قبل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، معرباً عن أمله في استمرار الكلية بدعم رؤية الفقيد الحكيمة في التعليم ونشر مبادئ التعددية الثقافية التي أطلقها منذ 20 عاماً مضت.

دورات وبرامج

وقال البروفيسور جابر: إن نشاطات الكلية لا تنحصر في الدورات التعليمية التي تقدمها للطالبات القادمات من دول مختلفة مثل مصر وماليزيا وقطر، بالإضافة إلى الإمارات، بل تقدم أيضاً عدداً من البرامج الأكاديمية في البكالوريوس في مجال الاقتصاد الأخلاقي، والعلوم الإنسانية، وريادة الأعمال، فضلاً عن برنامج الدراسات الإسلامية واللغة العربية والصيرفة الإسلامية ومبادئ التعامل التجاري، بالإضافة إلى برنامج الماجستير في الدراسات الشرق أوسطية بالتعاون مع جامعة ترينتي في دبلن.

وبين أن الدراسات الشرق أوسطية هي اسم جامع للدراسات الأكاديمية المرتبطة بالثقافة والسياسة والاقتصاد والجغرافيا في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه يعتبر برنامجاً مميزاً ويهدف إلى تحقيق فهم أعمق للشرق الأوسط الحديث، ويتم من خلاله تدريب الطلبة والطالبات على مهارات التفكير الناقد وتمكينهم من تطبيق هذه المهارات على الأحداث الجارية في المنطقة وما حولها.

نجاح

وأوضح أن الكلية بتوجيهات الشيخ حمدان بن راشد حرصت على مدار العشرين عاماً الماضية على الاستعانة بنخبة من الأكاديميين من مختلف كبريات الجامعات سواء من داخل أسكتلندا أو من خارجها، الأمر الذي انعكس إيجاباً على استفادة الطالبات ونجاح الدورات الماضية.

وأكد الدكتور جابر أن الطالبات الإماراتيات اللواتي التحقن بالبرنامج كن على قدر كبير من المسؤولية وتمثيل بلادهن خير تمثيل، مشيراً أن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حرص على إعطاء الفرصة للفتاة العربية والمسلمة لتجربة السفر والاعتماد على النفس والاطلاع على ثقافات جديدة.

75 طالبة

وأكد حرص الكلية على توفير كافة سبل الراحة للطالبات من أجل ضمان تحقيق الاستفادة القصوى من البرنامج، وأفاد أنه تم تخريج أكثر من 75 طالبة على مستوى برنامجي الماجستير والدكتوراه خلال الفترة من 2004 إلى 2012، فيما تعتزم الكلية بحث إمكانية استئناف هذين البرنامجين مرة أخرى.

وأشار إلى أن عدد المؤسسات التي شاركت في برنامج التعددية الثقافية بلغ 75 مؤسسة تم تخريج أكثر من 1500 طالبة منذ إطلاق دورات البرنامج، مؤكداً أن نجاح البرنامج يعود للدعم الكبير والمتواصل طوال هذه السنوات من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.

التعددية الثقافية

وأضاف أن برنامج «التعددية الثقافية» ساهم إلى حد كبير في صقل شخصية الطالبات لاسيما في المجتمع الإماراتي الذي كان من غير المألوف سفر الطالبة بمفردها، كما أنه يعزز لديهن مهارات التواصل الاجتماعي والتواصل مع الآخر وينمي كذلك التعاون والعمل بروح الفريق الواحد ويطلعن على أساليب الحوارات الحضارية البناءة بين الشعوب والحضارات.

Email