جوائزه المحلية والخليجية والعربية والعالمية أثْرت الميادين التعليمية

حمدان بن راشد خلق نموذجاً عالمياً رائداً لتمكين المجتمعات من خلال التعليم

حرص الفقيد على تكريم الفائزين بجوائز التميز التعليمي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثرى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الساحة التعليمية المحلية والخليجية والعربية والعالمية بفكره، الذي سبق العصر، حين أوجد منصة مميزة لتتويج المعلمين والموجهين، ومديري المدارس والطلبة وأولياء الأمور، حرصاً منه، رحمه الله، على تطوير أنظمة التعليم في كل بلاد العالم، وذلك حين أطلق «جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز»، التي تم ترسيخها وتعزيز مكانتها الدولية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

وحرص الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على متابعة الجائزة والتوجيه المستمر بتطورها، وذلك منذ بداية انطلاقها على مستوى دبي عام 1998، وخلال توسيع نطاقها على مستوى الدولة، ثم على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها إلى سائر الدول العربية، ثم جائزة (حمدان بن راشد آل مكتوم- اليونيسكو) العالمية، وغيرها من الجوائز العربية، التي أحدثت تأثيراً في المجال التعليمي.

وأظهرت جوائزه تأثيرات إيجابية ملموسة في دعم المعلمين والمؤسسات التعليمية من مختلف دولة العالم، ما أسهم في خلق نموذج عالمي رائد لتمكين المجتمعات، من خلال التعليم وخلق جيل جديد متسلح بالعلم وقادر على قيادة مسيرة التطوير والنمو داخل المجتمعات، كما حرص، رحمه الله، بكل تواضع على مشاركة الفائزين بالجائزة فرحتهم، والتقاط الصور مع الجميع من مديري المدارس والمعلمين والموجهين والطلبة وأولياء الأمور، الذين كان لهم شرف مصافحته على منصة التتويج، كما كان لهم شرف نيل جائزة تحمل اسمه، طيب الله ثراه.

ولقد أحدث فكر الشيخ حمدان بن راشد ورؤيته للتعليم ومستقبل التعليم ثورة علمية حقيقية ليس على مستوى ساحة التعليم، وإنما على ساحات الإبداع والتميز، حيث أصبحت ثقافة التميز ومفاهيم الإبداع في التعليم مقرونة باسم «جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز».

رعاية الموهوبين إلى جانب الجائزة، كان للأطفال الموهوبين والمبدعين نصيب إضافي من اهتمام الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، حين وجه بإطلاق برنامج الدبلوم المهني للموهوبين، لندرة هذا التخصص في تربية الموهوبين، ولتلبية احتياجات ومتطلبات الميدان التربوي إليها، وأنشأ «مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والإبداع»، والذي يُعد أيضاً عضواً في المجلس العالميّ للأطفال الموهوبين. وجاء المركز امتداداً لجهود سموه في رعاية الموهوبين منذ عام 2001، حيث كانت البذرة لاحتضان الموهوبين من أبناء الإمارات، ويعد مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والإبداع المظلة، التي تنطوي تحتها جميع البرامج والأنشطة والخدمات الخاصة برعاية الموهوبين.

وفي عام 2018 أعلن الشيخ حمدان بن راشد راعي جائزة «حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز»، عن تحول الجائزة إلى مؤسسة غير ربحية، يتمثل دورها في تعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية في إبراز أهمية قطاع التعليم، والعمل على نشر ثقافة الموهبة والابتكار والتميز والجودة في التعليم، والمساهمة في تعزيز جودة ومستوى الأداء والإبداع في المؤسسات التربوية والتعليمية على الصعيدين المحلي والدولي، وما يرتبط بها من العناصر والمكونات ذات الصلة، بما يتفق وأفضل الممارسات العالمية.

23 عاماً

وامتدت إنجازات الشيخ حمدان 23 عاماً من العمل، رسخ فيها ثقافة التميز في الميدان التعليمي، من خلال جوائز مؤسسة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، ونجحت الجائزة في ترسيخ ثقافة التميز في الميدان التعليمي، وهيأت مناخاً فكرياً مثالياً لجميع عناصر المنظومة التعليمية نحو الانفتاح على علوم الجودة والإبداع وتطوير أدائها تجاه التميز، خلال مسيرتها، فضلاً عن البرامج النوعية المتخصصة في مجال الموهبة والابتكار، ما عزز من فرص الارتقاء بمستوى التعليم.

حمدان لليونيسكو

وامتدت مسيرة إنجازات الشيخ حمدان لـ 13 عاماً في إطار الشراكة مع منظمة اليونيسكو، لمسانده الجهود الأممية في دعم التعليم للجميع، وتعزيز جودته في المجتمعات الأقل نمواً، استكمالاً لمسيرة العطاء التي تنطلق من دولة الإمارات بدعم سخي من قيادتها الرشيدة وحرصها الكبير على مد يد العون، ومن أجل بناء الإنسان أينما كان.

وكان الفقيد قد أطلق جائزة عالمية تحت مسمى «حمدان لليونيسكو»، في عام 2008 تمنح مرة كل سنتين، وذلك لثلاثة فائزين من مختلف أنحاء العالم ممن يقدمون ممارسة تربوية متميزة، تسهم في تحسين أداء وفعالية المعلمين في الدول النامية والمجتمعات المهمشة والأقل نمواً.

وحققت الجائزة نجاحات ملموسة في أوساط الميادين التعليمية العالمية، وبدورها مددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، ثقتها في الجائزة، ومددت دوراتها حتى عام 2026، وجاءت تلك الثقة لتعكس أثر الجائزة في تحقيق أهداف التعليم للجميع وخصوصاً تلك المعنية بأداء المعلمين في المجتمعات النائية، وعكس القرار حرص المنظمة الدولية على استثمار مبادرات جائزة حمدان، لما مثلته من أهمية في تطوير وتمكين المعلمين في مختلف المجتمعات ودورها الرائد في رفد منظومة التعليم العالمية بحلول مبتكرة لمنح المجتمعات تجربة تعليم ثرية، بقيادة معلمين مبتكرين وأكفاء وملهمين.

وتجدر الإشارة إلى أن الجائزة نجحت في جذب 729 مشاركاً، وفازت بالجائزة 17 مؤسسة تعليمية من مختلف دول العالم مثل باكستان وجمهورية الدومينيكان والكونغو ونيبال وجنوب أفريقيا وفنزويلا وبلجيكا ومدغشقر وبنما وماليزيا وكمبوديا وتشيلي وإندونيسيا والمملكة المتحدة والبرازيل ومصر والبرتغال.

ابتكار ومراكز

وفي عام 2015 وجه المغفور له، الشيخ حمدان بن راشد، بافتتاح أول مركز تصنيع تحت مسمى الـ«فاب لاب» في مدرسة حكومية لدعم الخطة الوطنية للابتكار، وذلك لتشجيع الطلبة على البحث العلمي وتحفيز غريزة الاطلاع والاكتشاف لديهم، إيماناً منه بأهمية ترسيخ النهج الإبداعي في شتى المجالات، وكان مركز «فاب لاب الإمارات» أول مختبر «فاب لاب» في الدولة، تم تأسيسه وفق المعايير والمواصفات الدولية لمختبرات الـ«فاب لاب» العالمية.

ووفر المشروع خدمات تدريب على أيدي الخبراء والمختصين في هذا المجال، وهدف هذا التوجه إلى مواكبة توجهات الدولة، للوصول بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً في مجال الابتكار، ونشر ثقافة الإبداع والابتكار والتصنيع في المجتمع الإماراتي بكل شرائحه، إضافة إلى خلق بيئات محفزة للابتكار وتشجيع الجامعات والمدارس على ترسيخ منهجيات البحث والتحري والاستكشاف لدى الأجيال الجديدة، وتأهيل الأجيال القادمة لاقتحام مجال التصنيع الرقمي باستخدام التكنولوجيا، ما يعزز من إمكانات بناء كوادر وطنية قادرة على قيادة مجال الابتكار مستقبلاً.

وبعد أن حقق مشروع «فاب لاب» إقبالاً مجتمعياً كبيراً وجه الشيخ حمدان بإنشاء مركز «حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار»، الذي يعتبر من المشروعات الطموحة، التي تخدم الطلبة والمجتمع، وستسهم في استكمال الفجوة المعرفية في مجال الابتكار وتدعم الموهوبين ببرامج شاملة.

Email