«صيد الخفافيش» الصيف ذروة الاحتيال على المسافرين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكنت شرطة دبي مؤخراً من إلقاء القبض على شخص آسيوي الجنسية قام بحجز تذاكر عبر إحدى وكالات السفر غير الموثوقة ببطاقة ائتمانية مسروقة، وذلك ضمن عملية «صيد الخفافيش» بالتعاون مع الإنتربول وشركات الطيران المعتمدة وأغلب مطارات العالم لضبط المسافرين الذين بحوزتهم تذاكر غير قانونية، حيث ينشط خلال فترة الصيف سماسرة التذاكر المحتالون من خلال عرض تذاكر وهمية أو تذاكر محجوزة ببطاقات مسروقة أو عروض ليست آمنة.

شهدت المطارات عودة الكثير من المسافرين الذين لم يتأكدوا من مصداقية وحقيقة التذاكر المحجوزة وفوجئوا في المطار بأن الحجوزات وهمية، حيث كشف العقيد سعيد الهاجري مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي لـ«البيان» أنه فيما يتعلق بقضايا الاحتيال المرتكبة بأسلوب بيع تذاكر السفر، نجدها في انخفاض مستمر على الصعيد المحلي، حيث بلغ عدد القضايا المسجلة منذ عام 2009 وحتى منتصف يونيو الجاري 36 قضية، حيث سجل عام 2021 ما يقارب من 8 قضايا، فيما انخفضت في 2020 لتسجل قضيتين، ويعود سبب الانخفاض إلى تراجع السفر بسبب جائحة كوفيد 19، فيما سجل العام الجاري قضية واحدة فقط، منوهاً بأن التعامل مع مواقع وأشخاص غير مرخصين قد يؤدي إلى قضية جنائية.

وقال العقيد الهاجري: إن هناك أسلوباً جديداً يستهدف الفئة المخالفة لنظام الإقامة بالدولة بأن يقوم الجاني بضرب الوعود الكاذبة باستخراج تأشيرة عمل في بلد معين وتوفير تذاكر السفر مقابل مبالغ مالية، وعلى إثره تم تسجيل 390 قضية في آخر ثلاث سنوات، لافتاً إلى أنه رغم التوعية التي تقوم بها شرطة دبي ووسائل الإعلام كل عام، إلا أن البعض لا يزال يقع ضحية البحث عن أسعار مخفضة في مواقع ومع أشخاص غير موثوق بهم.

وأفاد العقيد الهاجري أن عملية «صيد الخفافيش» التي تطلقها شرطة دبي دورياً بالتعاون مع الإنتربول وأجهزة الشرطة العالمية والمطارات وشركات الطيران الرسمية لكل مطار، تسفر عن ضبط المحتالين من مستخدمي التذاكر غير القانونية، حيث يتم الضرب من حديد على العصابات الدولية التي تدير هذا الأمر.

وأشار العقيد الهاجري إلى أنه من أهم الطرق الآمنة لحجز تذاكر السفر التعامل المباشر والعلني مع شركات الطيران المعتمدة بالدولة في مسألة حجز تذاكر الطيران، سواء أكان ذلك عبر التطبيق الرسمي للشركات أو موقعهم الإلكتروني الرسمي، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التأكد من أن الموقع أو التطبيق المراد استخدامه هو الموقع الرسمي وليس موقعاً مزيفاً من انتحال لصفة الغير، بحيث تظهر أحياناً مواقع وهمية تنتحل صفة بعض الشركات بتزييف طابع وهوية موقع إلكتروني وهمي شبيه بالموقع الأصلي بهدف إيهام الضحايا تمهيداً لاستغلال الوضع والاستيلاء على أموالهم، ويتم التأكد من ذلك من خلال رابط الموقع الإلكتروني، كذلك التعامل مع شركات السياحة المرخصة بالدولة من قبل الجهة المعنية والمتمثلة بدائرة التنمية الاقتصادية، ولا يمنع أن يتم الاستفسار عن مدى صلاحية ترخيص مزاولة أنشطة قطاع السياحة والسفر للشركات من قبل دائرة التنمية الاقتصادية قبل التعامل معهم، سواء أكان ذلك عبر التعامل المباشر في المقر الرئيسي الخاص بهم أو من خلال الإعلانات المنشورة عبر شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من باب الوقاية خير من العلاج، حيث تقوم بعض العصابات الإجرامية باستئجار شقق أو محلات بصورة مؤقتة أو بتصميم مواقع إلكترونية مؤقتة للإيقاع بالضحايا ومن ثم بالفرار بأموالهم.

ودعا العقيد الهاجري إلى عدم التعامل مع مروجي التذاكر المخفضة سواء عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال المواقع الإلكترونية المشبوهة التي تدعي وجود تخفيض على التذاكر بشكل مبالغ فيه يختلف عن السعر المعلن على شركة الطيران الرسمية، وأن هذا الأمر قد ينطبق على تذاكر الفعاليات الترفيهية وأيضاً قسائم المطاعم وغيرها، فعدم الوثوق بما يعرف بالوسطاء عن الشركات السياحية وشركات الطيران، والتعامل المباشر مع الجهة الأصلية التي تضمن للعميل بالحصول على الخدمة المراد اقتناؤها أو استخدامها وفي حالة عدم حصوله على مقابل المال المدفوع فإنه سيتمكن مباشرة من استرداد حقوقه سواء بالشكوى لدى الجهات المعنية أو المطالبة باسترداد المبلغ.

ومن جانبها، قالت لوسي موسى، التي لديها وكالة سفريات معتمدة وتعمل في الدولة منذ عدة سنوات، إنه للأسف يلجأ بعض المسافرين إلى التعامل مع أشخاص وجهات غير موثوقة فيها لمجرد توفير عمولة مكتب السفريات، إلا أنه يقع ضحية نصب واحتيال، منوهة بأن بعض الحالات عرضت عليها حيث طلبت منها إحدى السيدات التأكد من صحة تذكرة حصلت عليها من أحد الأشخاص عبر الإنترنت وأرسلت له الأموال، وبالتدقيق عليها تبين أنها تذاكر وهمية لا وجود لها وخسرت السيدة آلاف الدراهم.

ولفتت لوسي إلى أن أحد المواقع الإلكترونية الغير موثوق فيها قام بطرح تذاكر مخفضة لعدد من الوجهات وأن السفر خلال شهر، وللأسف استقطب مئات الأشخاص الذين دفعوا ثمن التذاكر إلا أنهم فوجئوا بأنها حجوزات وهمية ولأن الموقع خارج الدولة لم يتمكنوا من استرداد أموالهم، فيما بلغت حصيلة المبالغ من الضحايا ما يقارب من 10 ملايين درهم وفقاً لما أعلنه أحد مواقع السفر الإخبارية.

 

سماسرة

ونوه جميل محمد صاحب شركة سياحة عاملة في الدولة منذ سنوات بأن موسم الصيف يعتبر ذروة النصب والاحتيال في تذاكر الطيران للوجهات المتعددة خاصة الدول العربية حيث موسم الإجازات، وإن هناك كثيرين من الضحايا الذين فقدوا أموالهم بسبب سماسرة التذاكر المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم أشخاص خارج الدولة يروجون للأمر ويجندون أشخاصاً لاستلام المبالغ وتحويلها.

نصب

فيما أكدت فاطمة جميل، أن إحدى صديقاتها تعرضت للنصب بعد أن تعاملت مع إحدى السيدات عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، التي عرضت تذاكر مخفضة إلى إحدى الدول العربية، وبالفعل طلبت تحويل المبلغ وأرسلت التذاكر التي تبين لاحقاً أنها وهمية، فيما قامت السيدة المحتالة بعمل حظر لها ولم تتمكن من التواصل معها مجدداً، وفقدت آلاف الدراهم، كذلك تشاجرت مع زوجها الذي لم يتمكن من دفع ثمن تذاكر بديلة ولم تسافر الأسرة.

 

إرشادات لتجنّب الوقوع في الفخ

1 - التعامل المباشر مع شركات الطيران ومكاتب السفريات المرخصة والمعتمدة في الدولة دون الحاجة إلى التعامل مع الوسطاء أو السماسرة.

2 - تجنب اللجوء إلى السوق السوداء أو سماسرة التذاكر لشراء تذاكر السفر المخفضة.

3 - التأكد قبل الحجز الإلكتروني للتذكرة من الموقع أو التطبيق أنه موثوق.

4 - قبل إتمام عملية الدفع، يستلزم قراءة الرسالة البنكية الواردة بشأن كلمة المرور OTP بقراءة المبلغ المراد سحبه والجهة المستفيدة تفادياً للوقوع في فخ المحتالين.

5 - تجنب البحث عن التذاكر المخفضة في المواقع الإلكترونية غير الموثوقة.

6 - لا تشارك تفاصيل بطاقتك البنكية أو بياناتك الشخصية كالهوية وغيرها مع أي شخص إلا بعد التأكد منه حتى لا يساء استخدامها.

7 - في حال التعرض إلى مشكلة بخصوص ذلك لا تتردد في إبلاغ منصة ecrime التابعة للمباحث الإلكترونية في شرطة دبي مع الاحتفاظ بكافة الأدلة لتسهيل مهمة الجهاز الشرطي في تقصي الجريمة وضبط مرتكبيها.

8 - شارك الجهاز الشرطي في عملية ملاحقة المحتالين من خلال إبلاغ منصة ecrime عند رؤية أي إعلانات مشبوهة.

Email