أولياء أمور يطالبون بـ«الإنقاذ السريع» في الشواطئ المفتوحة

حوادث الغرق.. عوامل أمان مفقودة وإهمال أسري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرض 4 أشخاص من أسرة هندية أمس للغرق أثناء السباحة في شاطئ البيت متوحد بأم القيوين بعد معاناتهم مع التيارات البحرية التي سحبتهم داخل البحر، وبمساعدة الجمهور تم إنقاذ ثلاثة منهم «الزوج والابن والابنة» وتوفيت الزوجة عقب نقلها إلى المستشفى، وشهد شاطئ الرمس في رأس الخيمة، أول من أمس، غرق الشاب المواطن عبدالعزيز الشحي نتيجة ارتفاع وشدة الأمواج البحرية، بينما تم إنقاذ شابين آخرين في الموقع ذاته، ويأتي الحادث عقب وفاة الطفل زيد بن سعيد الشحي الذي ظل 51 يوماً في العناية المركزة بالمستشفى إثر تعرضه للغرق في بحر المعهد في 4 أبريل الماضي.

حوادث الغرق خلال الأيام الماضية على الشواطئ البحرية أعادت، مطالبات الأهالي بتوفير عوامل الأمان على الشواطئ العامة المفتوحة وخاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد إقبالاً كبيراً من العائلات هرباً من الحرارة، فيما أكد مختصون صعوبة توفير منقذين للشواطئ المفتوحة في ظل امتدادها على مختلف مناطق الدولة، مؤكدين أن مسؤولية الغرق تقع على الأسرة في المقام الأول.

وأكد الأهالي أن المشكلة تتخطى الدور الرقابي سواء للجهات المختصة أو المتابعة العائلية وخاصة للأطفال، حيث تعد الشواطئ متنفساً مهماً خلال فترة الصيف، كونه الملاذ الوحيد في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار جائحة (كوفيد 19)، لافتين إلى أن حوادث الغرق التي تشهدها الشواطئ بين فترة وأخرى يجب أن يتم مواجهتها بتوفير منقذين وأبراج مراقبة لتأمين سلامة مرتادي الشاطئ، وتوفير وسائل الإنقاذ السريع، مثل العوامات والدراجات المائية، للاستجابة السريعة، كما طالبوا أولياء الأمور بالانتباه إلى أبنائهم ومراقبتهم عند الذهاب إلى الشواطئ.


مسؤولية


وتفصيلاً، أكد العميد محمد عبدالله الزعابي، مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، أن مراقبة الأطفال على الشواطئ البحرية مهمة الأسرة، وهي المسؤولة في الأول والأخير عن السماح لهم بالنزول إلى مياه البحر بمفردهم أو بدون سترات النجاة، فعليها منعهم من السباحة في الأماكن غير المخصصة تفادياً للغرق جراء مخاطر التيارات البحرية التي تشتد مع حركة المد والجزر وعدم توفر المنقذين، وتجنب السماح لهم بالسباحة ما لم يكن أحد أفراد الأسرة قادراً على إنقاذهم وعدم النزول إلى مياه البحر بعد غروب الشمس، حتى وإن كانوا يجيدون السباحة، مؤكداً على دور الآباء والأمهات وضرورة التيقظ وعدم الانشغال بالهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أثناء ممارسة الأطفال السباحة.


حيطة وحذر

من جهته دعا العميد خليفة سالم الشامسي مدير إدارة مراكز الشرطة الشاملة في القيادة العامة لشرطة أم القيوين، الأسر والأهالي عند اصطحاب أبنائهم إلى الشواطئ بغرض السباحة إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر والمراقبة اللصيقة لأبنائهم عند دخولهم الشاطئ حتى لا يتعرضوا للغرق، منادياً بضرورة استخدام سترات النجاة عند السباحة، وعدم ترك الأطفال وصغار السن يسبحون بمفردهم.



وطالب بضرورة اتباع الإرشادات والتعليمات المتوفرة على امتداد الشاطئ والتي وضعتها الجهات المختصة وتشير إلى وجود تيارات بحرية ودوامات وموج مرتفع لتجنبها.

وناشد الشامسي الجمهور الحذر، وعدم دخول البحر عند علو الأمواج بصورة خطيرة وضرورة السباحة عند الشاطئ وعدم الدخول إلى الأعماق خوفاً من تعرضهم للغرق.


كاميرات مراقبة



وأكد الدكتور أحمد العموش، أستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، أن الرقابة على الشواطئ المفتوحة بمختلف مناطق الإمارات تسمى «الحراسة القادرة المؤثرة» والتي تمثل مسؤولية مشتركة بين الجهات المختصة والأسرة، من خلال وجود حارس يهدف إلى تحديد المواقع الخطرة على الشواطئ للمسؤول المباشر عن إدارة تلك الشواطئ، مؤكداً أهمية دور الأسرة في معرفة الأماكن الخطرة وتثقيف الأطفال بها وعدم السماح لهم بالابتعاد عن الشاطئ والدخول للأعماق، بالإضافة إلى تثبيت كاميرات مراقبة متصلة بغرف العمليات الشرطية، لاتخاذ القرار السريع في تحريك فرق الإنقاذ والإسعاف.


المسؤولية القانونية

 المحامي عادل بن خلفون أكد أن إهمال الطفل وتركه في مكان عام، دون رقابة، يحمل ولي أمره المسؤولية القانونية في حال تعرضه للخطر، مشيراً إلى مسؤولية ولي أمر الطفل عن حمايته من الغرق سواء في الشاطئ أو في أحواض السباحة الموجودة في الفلل، كما تقع المسؤولية على ملاك البنايات السكنية التي تتوافر فيها مسابح تأمين شروط الحماية في أحواض السباحة في حال غرق الأطفال.



وأشار إلى أن تقاعس الأهل عن مراقبة الطفل خلال وجوده في مكان عام، يعرّضه لكثير من المخاطر، منها الخروج من المنزل والذهاب لأماكن قد تشكل خطراً على سلامته مطالباً الأهالي في حال ذهابهم إلى الشواطئ بمراقبة الأبناء عند السباحة وعدم تركهن يسبحون بمفردهم حتى لا يتعرضوا لحالات الغرق، وحتى لا يتعرض الأهالي إلى المساءلة القانونية.


الإسعافات الأولية

وأوضح الدكتور إبراهيم محمد خير اليوسف، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى صقر في رأس الخيمة، أهمية قيام أحد المتواجدين على الشواطئ بالاتصال أولاً على خدمة الإسعاف ومن ثم إجراء الإسعافات الأولية الضرورية للغريق من أجل إخراج الماء من الرئتين وإدخال الهواء بهما في أسرع وقت ممكن.



وحدد اليوسف كيفية عمل الإسعافات الأولية للشخص الغريق، من خلال إخراج الماء من رئتيه بالإضافة إلى محاولة إخراج الأجسام الغريبة من فمه، لحين وصول الإسعاف، مع التأكد من وجود النبض لمعرفة أن الشخص مازال على قيد الحياة، وإذا لم يكن هناك نبض ولا نفس ولا استجابة للضوء، يجب القيام بإجراء الإنعاش الرئوي القلبي حتى وصول الإسعاف، وإذا بدأ الشخص بالتنفس وبدأ القلب بالنبض، يتم وضعه على جنبه وتغطيته لتدفئته حتى وصول الإسعاف.

وحول كيفية إجراء الإنعاش الرئوي القلبي، قال: يجب التأكد من وجود النبض في الشريان السباتي والاستماع إلى صوت التنفس، والقيام بمعرفة إذا كان الصدر يتحرك أم لا، وتحديد ردود أفعال بؤبؤ العين، ومدى استجابته للضوء عن طريق رفع الجفون، وتنظيف فم الشخص الغريق بقطعة قماش نظيفة، ثم إمالة رأس الغريق إلى الوراء مع رفع الذقن ووضع راحة اليد أسفل رقبته (إلا إذا كنت تشك في وجود كسر بالرقبة).



 سلامة وأمان



وأكد المواطن عبدالله الشميلي، من رأس الخيمة، أن أغلب الشواطئ المفتوحة تفتقر للخدمات الأساسية التي يحتاجها مرتادوها، مثل كاميرات المراقبة ومواقف سيارات الإسعاف وأبراج المراقبة الخاصة بالمنقذين ودورات المياه والمساجد، على الرغم من أهميتها في تلك المواقع، والتي تسهم في توفير البيئة الجاذبة للسياحة الشاطئية متنفساً طبيعياً في ظل الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، وخاصة خلال الفترة المسائية، نظراً لطبيعة شواطئ الإمارات الجميلة.



وقال عيسى الفرض، من مواطني أم القيوين، أن معظم الأسر خلال الصيف تتوجه إلى الشواطئ مصطحبين أبناءهم للسباحة، لأنه يعد المتنفس الأهم خلال جائحة كورونا، لكن يجب على الأسر مراقبة الأبناء عند السباحة خوفاً من حدوث حالات غرق، محملاً إياها مسؤولية حوادث الغرق التي تحدث مراراً أثناء الصيف؛ لأن عليهم اختيار المكان والوقت المناسبين لأبنائهم ليمارسوا رياضة السباحة.



وأشار إلى أن السباحة في الصباح تعتبر أخطر من السباحة وقت المساء لأن التيارات البحرية تكون قوية والموج مرتفعاً، ولا نجد خلال هذه الفترة من يقدم المساعدة عند حدوث أي طارئ، مطالباً الآباء بإلحاق أبنائهم بدورات مكثفة في السباحة وعدم تركهم وحدهم بلا رقيب.



وأكد المواطن عيسى بلحيول ضرورة الانتباه وأخذ الحيطة والحذر من قبل الأسر ومراقبة الأبناء حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، منوهاً بضرورة توجيه الأبناء وتعريفهم بالمناطق المسموح بها بناء على إرشادات الشواطئ، يجب تهيئة أماكن مخصصة للسباحة في الشواطئ عند الفترات التي يكثر فيها ذهاب الأسر مصطحبين معهم أطفالهم، إضافة إلى وضع اللافتات والإرشادات التي تنبه وتحذر من السباحة في بعض المناطق المعروفة بنشاط التيارات والدوامات البحرية.



وطالب بضرورة توفير خدمات الإنقاذ السريع لممارسي رياضة السباحة على امتداد الشواطئ التي لم تتوافر فيها تلك الخدمات، وتعيين كوادر مؤهلة تعمل على مدار الساعة لتأمين وإرشاد مرتادي الشاطئ بمعايير وقواعد السلامة، وتوفير وسائل الإنقاذ السريع، مثل العوامات والدراجات المائية، للاستجابة السريعة للحد من حوادث الغرق.

 



وأكد المواطن خميس عبدالله، من عجمان، أن بعض الشباب لا يتقيدون بنداءات المسعفين المتواجدين على الشواطئ ويدخلون إلى أعماق البحار للسباحة، الأمر الذي يشكل خطورة على حياتهم رغم وجود الإرشادات التي تبين مدى خطورة السباحة في بعض المناطق؛ لأن هناك مناطق تصنف بالخطيرة لوجود التيارات البحرية القوية، مطالباً بضرورة وجود منقذين من الجهات ذات الاختصاص على امتداد الشواطئ للحيلولة دون حدوث حالات غرق.

Email